جاسم النبهان: نحن جنود في معركة درامية من أجل الوطن

أحمد النجار (الشارقة) يؤدي الفنان الكويتي جاسم النبهان في مسلسل «خيانة وطن» الذي يعرض حالياً على تلفزيون أبوظبي، دور أب يحافظ على ابنته الوحيدة، التي تكتشف بأنها كانت ضحية لمكائده التي مارسها في حقها، واستخدمها ورقة لإخفاء ما يحيكه عبر تنظيم سري من مؤامرة خفية تستهدف زعزعة أمن واستقرار بلده، فضلاً عن أنه مارس قمع ابنته عاطفياً وأرغمها على الزواج كرهاً على حساب حبيبها سالم الذي أجبرها على أن تتخلى عنه، مهدداً إياها بتسليمه إلى الأجهزة الأمنية، وتزداد ابنته حقداً عليه حين تعلم بأنه خدعها طويلاً بأن والدتها توفيت، بينما لاتزال على قيد الحياة، وتتواتر أحداث المسلسل بطابع تغلب عليه الإثارة والتشويق، ينسجها المخرج البحريني أحمد يعقوب المقلة. ورفض النبهان في لقائه مع «الاتحاد» الكشف عن تلك الأحداث والمفاجآت، مبرراً ذلك بأنه حرص على سرية العمل لكي لا يحرق الأحداث أمام المشاهد، مؤكداً أن العمل لا يزال يحتفظ بمفاجآت ستصدم المشاهدين خاصة بعد الحلقة الـ 28. تجنيد الشباب ويقول النبهان: أكثر ما دفعني إلى خوض تجربة هذا العمل هو كونه عملا اجتماعيا يقدم رسالة تحذيرية لأبنائنا وأحفادنا من الوقوع في فخ التنظيمات السرية التي تحاك في الخفاء ضد مجتمعاتنا وأوطاننا، ناهيك عن أنه يقدم مادة درامية تضيء على حالة عربية وقضية اجتماعية يعيشها الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وخلال العمل يتم كشف خيوط المؤامرة لهذا التنظيم السريّ، ومدى خطورة الإخوان المسلمين وحيلهم في اصطياد الشباب وغسل أدمغتهم بأفكار خاطئة تستهدف تدمير قيمهم، كما يتناول العمل كيف يتم تأهيل هؤلاء الشباب وإشعال حماستهم لخدمة مخططاتهم الإجرامية، وتجنيدهم بالنهاية ليصبحوا أعداء موجهين ضد أسرهم وأبناء وطنهم، معتبراً أن العمل حقق أعلى نسبة مشاهدة نظراً إلى خطورة القضية التي تمسّ الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، ولا تقتصر فقط على الإمارات والخليج. معركة درامية وأشار النبهان، إلى أن العمل لم يتخلله أي قصور أو ثغرات فنية، لاسيما أن أداء المخرج أحمد المقلة كان دقيقاً في تجسيد الأحداث بكاميرته وتواترها، وأتقن ببراعة نقل الصورة بشكل مؤثر، فهو يمثل قيمة درامية مهمة لأنه مأخوذ عن رواية «ريتاج» للكاتب حمد الحمادي، وهو بتوقيع المؤلف إسماعيل عبدالله، مفيداً أن اختيار الكادر التمثيلي كان موفقاً ونجحوا جميعاً في أداء أدوارهم بإتقان، ويصف العمل بأنه تظاهرة فنية ضمّت ألمع نجوم الدراما الإماراتية والخليجية في مقدمتهم الفنان والمنتج حبيب غلوم، والنجمة هيفاء حسين والممثلة القديرة سميرة أحمد والفنان مرعي الحليان وعبدالله الجنيبي وفاطمة الحوسني وغيرهم. وأكد النبهان أن الدراما الإماراتية عبر هذا العمل الدرامي الضخم، بدأت تخطو في مسارها الصحيح، وستضع بصمتها لدى الجمهور الخليجي والعربي، مضيفاً أن دور الفنان مهم جداً في الدفاع عن قضايا مجتمعه وبلده، فالفنان جزء من المجتمع، ويمثل همومه، ويجب عليه أن يضطلع بدوره في التصدي لكل من تسول له نفسه أن يتعدى على قيمه وحريته وأمنه واستقراره، وهذا بحسب النبهان ما تجلى بالفعل من خلال شجاعة الممثلين وجرأتهم في أداء أدوارهم، ويقول: لم نكن مجرد ممثلين بل كنا جنوداً في معركة درامية نؤدي رسالة من أجل الوطن والقيم والدين. الرقابة والدراما وثمن النبهان دور الرقابة الإماراتية في دعم المسلسل وإتاحة الفرصة أمام الفنان الإماراتي لممارسة دوره التنويري وحقه الإنساني في إبراز العيوب، وكشف الستار عن خيانة الوطن، مشدداً على ضرورة أن تمنح الدراما الخليجية المزيد من الحرية في التطرق إلى موضوعات حسّاسة لتشخيصها ومواجهتها وتقديم بلسم شاف لعلاجها. ضمير الشعوب وبالحديث عن المسرح باعتباره ضمير الشعوب ولسان حالها والمؤثر الأهم إلى جانب الدراما في طرح قضايا مهمة تثير الرأي العام وتلامس الهمّ المشترك، يقول النبهان: أعتبر الفنان الذي يعتلي خشبة المسرح، نائباً من نواب الشعب، فهو يعبر عن هموم مجتمعه وقضاياه بشجاعة، مشيراً إلى أن الأعمال المسرحية تلتصق دائماً بذهن الجمهور، بدليل أن هناك مسرحيات من أعمال شكسبير لا تزال تؤثر في وجدانهم إلى اليوم، كونها تحمل قضايا مشابهة لظروف ما نعيشه، فمثلاً قدمنا مسرحية «ريتشارد الثالث» في نيويورك برؤية عربية، وكان هذا العمل يحمل هموم الشعب العربي بكل حالاته ويومياته. مكتسبات الوطن يلفت النبهان إلى أن رسالة «خيانة وطن» تدعو إلى الوحدة الوطنية، والتواصل مع الآخر وتقبله وعدم رفضه أو لفظه، بشرط ألا يتعدى على القيم والثوابت والوطن، كما أننا نوجه رسالة إلى أبنائنا وأحفادنا مفادها أن التمزق يقود إلى شتات الأسرة والفرقة تؤدي إلى زوال المجتمعات، ونحن إذا نلقي على عاتقهم المسؤولية في حماية أوطانهم، والحفاظ على أمنه ومكتسباته لضمان ازدهاره ورخائه.