الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحلّق في الكلمة عبر الطائر المكسور

تحلّق في الكلمة عبر الطائر المكسور
22 يناير 2009 00:32
ملامحها الانثوية عبّرت عن شاعريتها الشفافة المزدانة باللباقة والأدب لدرجة يرتفع معها الشعر وتنساب الكلمات الحساسة بسيدة تنظر إلى الحلم من عين الواقع المجرد إلا من الحقائق، فتارة تطل من قصيدة تخطت فيها حدود الروي والقافية إلى الإنسان، وتارة ترسل لنا إحساسها عبر الريشة والألوان الضاحكة من بكائها· اليوم وبعد كل هذا النضج الفكري تُبلور الشاعرة والفنانة التشكيلية مها بيرقدار الكلمة من زاوية المعالجة الدرامية التلفزيونية في مسلسل يحمل عنوان ''الطائر المكسور'' الذي يصوره حالياً نخبة من نجوم الشاشة اللبنانية· تجربة هي الأولى في مسيرة الشاعرة ضمنتها الحب والألم والهجرة والتمسك بالوطن· ''الاتحاد الثقافي'' التقاها وكان هذا الحوار: ؟ مها بيرقدار الخال، ماذا يُخبئ اسمها خلف القصائد؟ ؟؟ يخبئ وجوهاً وذكريات، أصواتاً، شغفاً لطفولة عذبة هاربة وحباً للحلم والحياة، وايماناً كبيراً بأن بصمتنا فيها هي بصمة متفردة بحالها ولا تشبه إلا حالها· ؟ ماذا تبقّى عندها من عبق الياسمين الشامي؟ ؟؟ لم يغادرني الحنين لذاك العبق، والذي يبدو اثره جلياً في كل ما أقوم به شعراً كان أم رسماً، إنها حكاية الحنين الذي لا يبرح الاحشاء ولا ينتهي حتى اخالني شجرة مثقلة·· جذورها في الشام وثمارها في لبنان، أي مجد أعظم من هذا المجد؟ ؟ هل ما زال الوجدان الشعري ينبض في الحياة - المادة؟ ؟؟ ما دام الإنسان موجوداً فإن ذاك النبض موجود، فكلما ازداد ايقاع الحياة ـ المادة ـ وجوداً·· كلما ازدادت حاجة الإنسان إلى الركون في قلب الشعر والفن والمثول في مملكته لأنه جمال مطلق، ولعله الحرية الوحيدة وسط ضجيج هذا العالم· ؟ ما هو الشعر؟ وما تأثيره علينا؟ ؟؟ الشعر·· فوق التعريف، إنه حالة التصفّي والارتقاء التي تباغتنا· إنه ذلك الانصهار بين الذات والذات وبين الذات ولحظة الوعي القصوى، حيث تزخر تلك المسافة بتلك الشفافية اللا متناهية لرؤيا الكائن المتجاوز كل تفاصيل وصغائر الأمور الدنيوية، إنه الكنز المرصود لصاحبه، إذا كان وعي هذا الصاحب صافياً فيقوى على النهل من تلك الأعماق جمالات لا توصف وآمالاً لا تحد، التي هي الشعر· ؟ الام يفتقد الشعر اليوم؟ ؟؟ الشعر يفتقد الشعر! يفتقد لحظة الصدق في عودة الإنسان إلى ذاته وأعماقه والبحث عما تبوحه تلك الأعماق، يفتقد الإنسان الذي يعرف كيف يصنع لحظته المشرقة· اذن·· يفتقد الكثير ! ؟ هل تغيّر وجه الرومانسية في زمن ''ثورة السرعة''؟ ؟؟ الرومانسية موجودة في عمق أغلب الفنانين الذين يتمتعون بدرجة عالية من الحساسية، على الرغم من تأثر هذه الرومانسية من قريب أو من بعيد بما تسميه ثورة السرعة لكن إلى حين ! لأن لحظة الشعر والرومانسية هي أسرع من كل سرعة، إنها الومضة الساحرة التي لا تنجلي إليك·· إلا اذا كنت حاضراً لها بكل كيانك· ؟ ازاء كل ما يحصل، هل من خطورة على الكلمة؟ ؟؟ كل ما يحصل هو ثرثرة وصراخ، ولا خوف على بهاء الكلمة الحقة، اذ لديها من بهائها ما يدفع عنها كل تشويه ! فحيث لا بداية ولا نهاية·· فإن الكلمة تبقى ذاك البريق الأشد رهبة من كل غوغاء· ؟ من دفع بك إلى فهم ''فلسفة الحياة'' الشعر أم الرسم أم الراحل يوسف الخال؟ ؟؟ التجربة الصادقة هي التي تنمّي وتطور الإنسان، ان كانت حياتية على صعيد الزواج والانجاب وخبرة الارتباط، الى الخبرة الفنية التي تختمر بمرور الزمن· اذاً، كل العوامل ساعدت وساهمت في التركيبة الشخصية لهذه المرأة· فبقدر ما تتفاعل بما حولك ويكون التواضع والحس الخلقي كبيراً، بقدر ما تتكشف لك الحياة بكل جمالاتها وبساطتها وعظمتها·· فتفهمها وتحبها وتجعل منك فيلسوفاً صغيراً ! ؟ هل توازي القصيدة ام اللوحة الحسّ الداخلي عند مها بيرقدار الخال؟ ؟؟ على مر السنين وانا اسأل هذا السؤال·· والجواب واحد !!! الرسم والشعر توأم رائع ألّف شخصيتي، كما يتلاءمان مع حسي الداخلي الذي يشكّل المحرك لهما الى جانب تقنية اكتسبتها مع الزمن نتيجة الصبر والمثابرة والشغف بما اعطاني اياه الله· ؟ ماذا عن ''الطائر المكسور'' ولماذا غاب الأمل في عنوان المسلسل؟ ؟؟ ''الطائر المكسور'' هو اول عمل لي في مضمار الكتابة التلفزيونية، يحكي عن الناس ''الاوادم'' الذين عانوا من الحرب وتداعياتها، لكن الالم زادهم خيراً وشفافية، كما يتضمن العمل قصص حب وهجرة وتحولات مصائر أبطال المسلسل، إلا أن الأمل موجود·· على الرغم من الجرح في وجدان كل شخص· من منّا ليس مكسوراً بطريقة أو بأخرى· ؟ ماذا تتوقعين له ونحن في المساحة الضيقة للدراما اللبنانية مقارنة مع غيرها؟ ؟؟ اتوقع بلا شك النجاح، فقد تضافرت له طاقات إنتاجية وإخراجية وتمثيلية على أعلى مستوى· فشركة ''خيال بروداكشن'' التي تملكها ابنتي ورد مع شقيقها يوسف بمشاركة ''نيولوك بروداكشن'' التي يملكها المخرج بودي معلولي، قد وضعتا كل إمكانية لإنجاحه ومهما كانت الساحة ضيقة فإنها تسع الجميع، وكلما استطعنا تحسين ظروف الدراما اللبنانية، كلما حصدنا النتائج الطيبة، ان كان على الصعيد المحلي أولاً أو على الصعيد العربي ثانياً·· فنحن لا تنقصنا طاقات ابداعية في الكتابة أو الإخراج او التمثيل لأن لبنان زاخر بها ولسنا بحاجة إلاّ إلى الهدوء السياسي والثقة بأنفسنا· ؟ ما الجديد في فضاء الشعر؟ وأين هي معارضك؟ ؟؟ هناك مجموعة شعرية هي الرابعة لي، تحت عنوان ''دواة الروح'' ستطبع في دمشق، أما على صعيد المعارض، فأنا متريثة في هذه الأيام نتيجة للأوضاع التي عشناها منذ حرب تموز/ يوليو 2006 وحتى اليوم· فالحالة الاقتصادية سيئة على الجميع، أما إذا جاءني عرض من الخارج فأنا مستعدة لأني أكاد اختنق بعشرات اللوحات المتكدسة حولي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©