الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفاة مسن ورضيع مواطنين بانفلونزا الخنازير

وفاة مسن ورضيع مواطنين بانفلونزا الخنازير
9 سبتمبر 2009 02:36
أعلن معالي وزير الصحة الدكتور حنيف حسن عن حالتي وفاة جديدتين في الدولة بمرض «إتش 1 إن 1» المعروف بـ «انفلونزا الخنازير»، تعودان لمسن عمره 75 عاماً ورضيع عمره ثمانية أشهر وهما مواطنان، ليصل عدد الوفيات بالمرض في الدولة إلى ستة. وأكد وزير التربية والتعليم خلال اللقاء الموسع الذي نظمه المجلس الوطني للإعلام أمس حول تطورات مرض انفلونزا الخنازير، أن «لا تأجيل للعام الدراسي»، وسط مطالبات من أولياء أمور بتأجيل العام الدراسي عقب الاشتباه في حالات من طلبة المدارس الخاصة. وكشف معاليه عن جاهزية الوزارة والهيئات الصحية المحلية للتعامل مع أي حالات مرضية ناتجة عن الإصابة بانفلونزا الخنازير، مؤكداً أن حالات الوفيات الـ 6، هو معدل يعتبر الأقل على مستوى دول المنطقة، حيث نجحت المستشفيات والهيئات الصحية في الدولة بعلاج 99.5 في المئة من الحالات المرضية التي استقبلتها خلال الأشهر الماضية جرّاء الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير. وأشار معاليه إلى وجود فرق عمل متخصصة بين وزارة الصحة وعدد من الوزارات المعنية وخاصة وزارة التربية والتعليم وقد تم وضع آلية للتعامل مع أي حالات مرضية أو إصابات بهذا الفيروس تظهر على طلاب المدارس. وأكد أنه لا توجد أي نية لتأجيل العام الدراسي خاصة في ظل نجاح تجربة بدء العام الجامعي في موعده وانتظام أكثر من 75 ألف طالب وطالبة في الجامعات الحكومية والخاصة وعدم ظهور أي حالات مصابة بينهم. وحضر اللقاء الموسع الذي أقيم في مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، معالي صقر غباش وزير العمل رئيس المجلس الوطني للإعلام، وإبراهيم العابد الأمين العام للمجلس والدكتور علي بن شكر مدير عام وزارة الصحة وعدد من من قيادات الوزارة وممثلي وسائل الإعلام في الدولة. الدور الإعلامي وفي بداية اللقاء أكد معالي صقر غباش أهمية الدور الإعلامي في التعاطي مع هذه القضية الاستثنائية التي تواجهها الدولة شأنها شأن جميع دول العالم مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سبّاقة في التعامل بشفافية عالية مع هذا المرض حيث شكلت لجنة عليا تضم ممثلين عن جميع الجهات المعنية في الدولة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات توعوية وتثقيفية وعلاجية في هذا الصدد. وأوضح غباش أن التعاطي الإعلامي مع هذه القضية ينبغي أن يرسل بإشارات اطمئنان إلى مختلف فئات المجتمع ذلك أن الوضع الصحي الناجم عن هذا الفيروس في الدولة ووفقاً لتقييم وزارة الصحة فإنه يعتبر «غير مقلق». قائلاً «دورنا كوسائل إعلام ليس في خلق حالة من القلق وإنما في تخفيف هذا القلق». من جانبه، أكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة أن الوزارة تتفهم حالة القلق المجتمعي عند الناس وهي ليست قاصرة على مجتمع الإمارات بل هي حالة عالمية. وأكد وجود استراتيجية دقيقة من قبل الوزارة واللجنة العليا وجميع الهيئات الاتحادية والمحلية لمواجهة هذا الفيروس بأساليب علمية ومعايير دقيقة في مقدمتها تكثيف التوعية الصحية والإرشادية خاصة. وقال معاليه، «إن هناك تعاوناً وثيقاً بين وزارتي الصحة والتربية في هذا الصدد، ويمتد هذا التعاون إلى وزارة الشؤون الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بدور الحضانة وآليات توفير الضمانات الصحية بها بالإضافة إلى وجود خطة بالتعاون مع هيئة الأوقاف للتوعية في المساجد وأيضاً قبل بداية موسم الحج». وأشاد معاليه بتوجيهات سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني إلى اللجنة العليا المشكلة لمكافحة مرض انفلونزا الخنازير، مؤكداً ضرورة النظر بوعي إلى خصوصية دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها دولة رائدة في المنطقة ولديها اقتصاد مزدهر وانفتاح على العالم واحتضان لجاليات متنوعة «وهذا كله يضع الجميع من وسائل الإعلام والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية بل ومختلف أفراد المجتمع أمام مسؤولياتهم في ضرورة التعاطي الموضوعي مع هذه القضية من منطلق «الشراكة» من دون تهويل أو تهوين. مناخ الشائعات وحذر الدكتور حنيف من تنامي مناخ الشائعات حول هذه القضية، مؤكداً أن الوفيات الستة المرتبطة بهذا المرض لم يكن الفيروس هو السبب الرئيسي أو الوحيد لها بل هناك أسباب مرضية دقيقة خاصة بكل حالة ففي هذه الحالات امرأة حامل، وآخر مصاب بالقلب، وثالث يعاني من أمراض مزمنة وخاصة السكري، وحالة عمرها 75 عاماً، وطفل عمره 8 أشهر، هذه كلها حالات مرضية ارتبطت وفاتها بانفلونزا الخنازير وليس معنى ذلك أنها توفيت نتيجة مباشرة لهذا المرض. وحول التطعيمات المستخدمة في علاج هذا المرض، قال معاليه، «إن منظمة الصحة العالمية حددت معايير دقيقة لصرف هذه التطعيمات خلال الفترة المقبلة وقد حجزت دولة الإمارات الكميات المناسبة من هذه التطعيمات بما يعزز السلامة المجتمعية في مواجهة هذا المرض». وأوضح معاليه أن وزارة الصحة ستخصص مراكز صحية بين تجمعات المدارس للتوعية والعلاج بالإضافة إلى الخطة التفصيلية التي تم الاتفاق عليها بين الصحة والتربية لمواجهة المرض ومتابعة أي إصابات تطرأ بسببه في المدارس. كما أعدت الصحة خطة أخرى بالتعاون مع وزارة العمل لتكثيف التوعية والإرشاد الصحي في القطاعات العمالية واكتشاف أي إصابات فيما بينهم بصورة سريعة وتقديم الرعاية الصحية المناسبة. ولفت معاليه على أن الفيروس ضعيف لكن خطورته تكمن في انتشاره السريع بين الناس وعليه فإن الوزارة تتعاون مع الجهات المعنية من هيئات الصحة المحلية ووزارتي الداخلية والتربية والتعليم والقوات المسلحة وهيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية. جهود الوزارة وعن جهود الوزارة، قال الدكتور على بن شكر، مدير عام الوزارة رئيس اللجنة الفنية لمتابعة انفلونزا الخنازير: «إن الاستعدادات قامت على قدم وساق وفقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة منذ أن كان الفيروس في الدرجة الرابعة، وعليه تم تشكيل اللجنتين الإشرافية والفنية الفرق الميدانية للتدريب والتوعية ومركز للعمليات». وأضاف الدكتور ابن شكر أن استعدادات مركز العمليات قائمة على مدار الساعة للمتابعة وتقييم الوضع بشكل دائم، مشيراً إلى أن محاور عمل الوزارة تركز على الوقاية والعلاج والتوعية والتدريب بالإضافة إلى خطة تنفيذية للمدارس والجامعات وأخرى للحجاج. ولفت إلى أن وزارتي الصحة والعمل تمضيان قدماً لإنهاء خطة شاملة لتوعية العمال في أماكن سكنهم علاوة على تدريب الكوادر الطبية في مختلف المؤسسات. وأكد أن الوزارة تواصل جهودها في التثقيف الصحي في الأماكن العامة مثل المراكز التجارية علاوة على المدارس والجامعات لرفع مستوى الوعي الصحي لهذا المرض. وقال معالي صقر غباش وزير العمل رئيس المجلس الوطني للإعلام: «إن وزارتي العمل والصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ حملة لتوعية العمال وتثقيفهم في سكناتهم». وأكد معاليه أهمية التوعية ونقل الصورة الصحيحة للواقع من دون تهويل للأمر حتى لا نبعث القلق بين الناس، مشيراً إلى ضرورة زيادة الجرعة الإعلامية والتثقيف لجميع فئات المجتمع من أهم الخطوات لنشر الوعي بالمرض وكيفية اتخاذ الإجراءات الاحترازية لتفادي الإصابة به. الساعات الأولى وأكد الدكتور محمود فكري عضو اللجنة الفنية المكلفة متابعة انفلوانزا الخنازير بوزارة الصحة على أن الـ 24 ساعة الأولى، بعد شعور الإنسان بأعراض انفلوانزا «إتش 1 إن1»، هي أنسب فترة للتوجه إلى أقرب مستشفي لتشخيص المرض ما إذا كان انفلونزا عادية أم خنازير. وقال: «إذا انتظر المريض المصاب بفيروس «إتش 1 إن1» مدة 48 ساعة تقلل احتمالية شفائه إلى حوالي 50 %، وإذا زادت عن 72 ساعة يكون احتمال العلاج ضعيفاً». وشدد الدكتور فكري على أن أي شخص يشعر بالصداع والسعال والإسهال أو التقيؤ أو الغثيان أو التهاب الحنجرة أو آلام العين أو قصور بالتنفس أو آلام بعضلات الجسم عليه التوجه من من دون تأخير أو تهاون إلى أقرب مستشفى للتشخيص السريع وتلقى العلاج. وأشار إلى أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تذكر أن نسبة الوفيات أقل من 4 لكل ألف نسمة حيث تم تسجيل 250 ألف إصابة في الوقت الذي بلغت الوفيات فيه 2300 وفاة في حوالي 190 دولة. وقال إن إحصاءات منظمة الصحة العالمية ذكرت أن 4-5 ملايين مصاب بالانفلونزا العادية سنوياً يموت منهم ما بين 350-450 ألفاً كل عام. التطعيمات قال الدكتور علي بن شكر مدير عام وزارة الصحة إن دولة الإمارات من أولى الدول العربية التي سوف تحصل على التطعيمات، المتوقع الانتهاء منها في أكتوبر المقبل. وأضاف أن هناك قوائم معتمدة التي حددت أولوية الفئات التي ستحصل على التطعيمات التي ستبدأ بالقيادة العليا والعاملين في القطاع الصحي والحجاج والمدرسين والنساء الحوامل والمرضى من ذوي المخاطر الكبيرة وذوي الاحتياجات الخاصة والطوارئ (يحددها الوزير) والطلبة وكافة أفراد المجتمع. وأشار إلى أن التطعيمات وحتى بعد العامين المقبلين لن تكون كافية لستة مليارات إنسان، لكن الإجراءات الوقائية وسرعة التشخيص والعلاج السريري من أهم عوامل الشفاء. ولفت إلى أن الدولة لديها كميات كافية من المخزون الاستراتيجي من الكمامات الطبية والدواء اللازم لعلاج حالات الإصابة بالانفلونزا العادية و»إتش 1 إن 1»، مشيراً إلى أن نسبة الشفاء كبيرة جداًً معتمدة على سرعة التشخيص وتوجه حالات الإصابة إلى المستشفيات فور الشعور بأعراض الانفلونزا. وقال إن هناك 380 غرفة عزل في المستشفيات الحكومية الثابتة والميدانية والقوات المسلحة لاستقبال الحالات على مدار الساعة. توعية الحجاج أكد الدكتور محمد مطر الكعبي، المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن العمل جارٍ للتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتوعوية مع التركيز بصورة خاصة على تلك المتعلقة بفيروس «اتش 1 ان 1» للحجاج ومخالطيهم سواء من القائمين على رعاية الحجاج أو من أقاربهم ومعارفهم. وقال إن المساجد لن توقف التوعية للمصلين من خلال الدروس اليومية والخطب الأسبوعية، مشيراً إلى استعداد الهيئة لتكثيف النشاط إذا لزم الأمر، مشيراً إلى أن الهيئة لا تدخر وسعاً في التعاون مع الجهات الأخرى لتقديم النصح والإرشاد للتوعية بمرض انفلوانزا الخنازير. ولفت إلى أن الهيئة تعمل على تطوير العمل بالخط الساخن للفتاوى والاستفسارات 8002224 الذي تلقى ما يزيد على 4000 اتصال خلال شهر رمضان للسؤال عن المرض وكيفية التعامل معه في العمرة والحج. وقال إن الهيئة تهدف إلى التأكد من سلامة الحجاج قبل مغادرتهم للدوله وأثناء أداء شعائر العمرة ومناسك الحج وحتى العودة مشتملاً على سلامة المخالطين وطمأنة الحجاج وتقديم وصف لواقع الجائحة مبني على أسس وحقائق علمية واقعية متوازنة بعيده عن التهويل وفي الوقت نفسه لا تقلل من خطورة انتشار الفيروس وتحقيق السيطرة عليه والعمل على منع انتشاره من خلال تأهيل أعضاء البعثة الطبية للتعامل مع واقع المرض
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©