الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اكتشاف 37 حالة طلابية في أبوظبي تعاني صعوبات التعلم

اكتشاف 37 حالة طلابية في أبوظبي تعاني صعوبات التعلم
28 مارس 2011 00:04
كشف عدد من أخصائيي علاج صعوبات التعلم بمجلس أبوظبي للتعليم عن وجود أكثر من 37 حالة لطلبة يعانون من صعوبات تعلم داخل الصفوف الدراسية، ولا تعرف أسرهم عنها شيئاً، بل تتعامل معها هذه الأسر على أنها مظاهر عادية لنمو الطفل دون إدراك لخطورتها الصحية وآثارها السلبية على المستويات التعليمية لهؤلاء الطلبة. وتم ضم هذه الحالات إلى عدد 411 حالة أخرى يتعامل معها المجلس على مستوى مدارسه، وهى حالات تم تشخيصها مبكراً، وتم دمجها في المدارس الحكومية وعدد من المدارس الخاصة. وأشار الأخصائيون إلى أن بعض الأسر تعرف بحالة أبنائهم، وعلى الرغم من ذلك “ تخشى” من مصارحة إدارة المدرسة بحالة الطالب، ظناً منها أن “التغطية” على الحالة من شأنها ألا تؤثر على “نفسية” الطالب، ومدى إندماجه في المجتمع المدرسي. وأكدوا ضرورة تبني برنامج وطني للكشف المبكر عن صعوبات التعلم منذ فترة تسبق التحاق الطالب بالمدرسة، على أن يمر هذا البرنامج بمراحل ثلاث؛ الأولى تشمل مسحاً شاملاً لكل المواليد في الدولة بلا استثناء، والثانية عند أول تطعيم، والثالثة قبل دخول المدرسة، كما يجب أن يهدف البرنامج إلى وجود أسلوب توعوي ارشادي شامل في المجتمع. ودعوا مختلف فئات المجتمع الى تعزيز قاعدة التوعية بخطورة عدم الكشف المبكر عن حالات الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات، سواء المتعلقة باضطرابات السمع أو النطق، أوغيرها من الصعوبات المرتبطة بتبديل أوتشويه أو حذف بعض حروف النطق، أو تغيير بعض مخارج الألفاظ. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم لـ”الاتحاد” أن استراتيجية المجلس ركزت على ضرورة تهيئة البيئة التعليمية المناسبة لجميع الطلبة ، وعلى وجه التحديد ذوى الاحتياجات الخاصة، وهؤلاء يعاني عدد كبير منهم من إعاقات جسدية أو عقلية ظاهرة ومعروفة لأسرهم وبالتالي للمدارس التي يلتحقوا بها، ولكن المشكلة التي ظهرت في عدد من المدارس هي وجود طلبة يعانون من صعوبات بالتعلم، وهو مصطلح واسع يشمل قطاعات عريضة من الطلبة الذين يندرجون تحت مظلته، وهؤلاء الطلبة ينمو ويكبروا ولاتكتشف بعض أسرهم مايعانون منه، أو تكتشفه ولكنها لاتتعامل معه بصورة علمية سليمة، ومن هنا يأتى دور المتخصصين من قبل المجلس في كشف هذه الحالات، ووضع خطط لرعايتها. مسح السمع المحمول وقالت أمل الجنيبي رئيسة قسم ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة أبوظبي التعليمية ، “زود مجلس أبوظبي للتعليم اختصاصي النطق واللغة بأجهزة حديثة تم توفيرها أهمها جهاز مسح السمع المحمول، الأمر الذي أتاح الفرصة للاختصاصي أن يشارك بفاعلية في الكشف المبكر عن المشاكل السمعية”. كما تم توفير غرفتين لعلاج اضطرابات النطق واللغة إحداهما بمدرسة بني ياس للتعليم الأساسي ح1 بنات والثانية بمدرسة الوليد بن عبد الملك ح1 بنين، مجهزتين بأحدث الأجهزة والاختبارات “ اللغة والنطق “ ذات الصلة بالمجال، والتي سهلت عمل اختصاصي النطق في نشر برامج التوعية بهذه القضية عن طريق المحاضرات والندوات وورش العمل ، وشرح أبعاد الاضطرابات السمعية ، والنطقية واللغوية وعلاجها. ولفتت إلى أن معظم الحالات المكتشفة خلال العام الدراسي الجاري تتعلق باضطرابات السمع والنطق واللغة، وعادة ما يتم تزويد المصابين باضطرابات سمعية بأجهزة تساعدهم في عملية التأهيل النطقي اللغوي التي يقوم بها اختصاصيو النطق واللغة. وهناك نوعان رئيسيان من الاضطرابات السمعية أحدهما توصيلي يمكن معالجته بسهولة، ويكون سببه على الأغلب هو الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، والآخر عصبي ـ حسي، والنوع الثالث هو مزيج من النوعين، هذا ويشارك اختصاصيو اللغة والنطق ضمن فريق زراعة القوقعة في عملية اختيار وتأهيل الأطفال المرشحين للخضوع لعملية زراعة القوقعة، ويلعبوا دوراً رئيسياً في عملية التأهيل في مرحلة ما بعد زراعة القوقعة. وأشارت إلى أن اضطرابات نطق الأصوات تعتبر الأكثر انتشاراً بين الأطفال، وتتجلى هذه الاضطرابات بوجود تبديل أو تشويه أو حذف لبعض الأصوات الكلامية وبدرجة تشكل عائقاً لدى الطفل، كأن يقول الطفل «ثيارة» بدلاً من «سيارة»، وتختلف حدة هذه الاضطرابات من طفل لآخر، ولعل الاكتشاف المبكر لهذه الاضطرابات يزيد من نسبة نجاح عملية التدخل العلاجي. الاستيعاب والتعبير وأوضح سيد عبد الرحمن موجه التربية الخاصة أن الاضطرابات تشمل أيضاً اضطرابات اللغة النمائية، وهي تأتي بعد نطق الأصوات في الترتيب حيث تنتشر بشكل ملحوظ بين الأطفال بالمرحلة التأسيسية الحلقة الأولى، وتتميز بوجود صعوبة لدى الطفل في مجال الاستيعاب والتعبير والاستخدام الاجتماعي للغة ،وبصورة تشكل عائقاً لاندماج الطفل في محيطه. وتنقسم الاضطرابات النمائية اللغوية إلى نوعين رئيسيين: الأول منهما ليس له سبب عضوي واضح، ويعرف أحياناً باسم الاضطراب اللغوي المحدد، والآخر يتميز بوجود سبب عضوي معروف وراء هذه الاضطرابات، كما نراه عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون، والشلل الدماغي، وفقدان السمع، واضطرابات الطيف التوحدي. كما تتزامن الاضطرابات اللغوية مع العديد من المتلازمات الأخرى، وتشكل شريحة الأطفال المصابين بالاضطرابات اللغوية النمائية ونطق الأصوات والطلاقة الكلامية “ التأتأة “ النسبة الأكبر من مراجعي اختصاصي النطق واللغة. نطق ولغة وقالت أمينة حارب الكعبي اختصاصية النطق واللغة إن المدرس هو أكثر الفئات المهنية قدرة على تقويم مدى فاعلية البرامج والأنشطة والممارسات التربوية، أو التقدم الذي يمكن إحرازه من خلال هذه البرامج أو تلك الأنشطة، بسبب طبيعة الدور التربوي والمهني الذي يؤديه. وأضافت: حين نكشف عن السبب والنتيجة في العلاقة بين صعوبات التعلم العامة أو النوعية، والاضطرابات المعرفية والأكاديمية والانفعالية المصاحبة لها، نكون قد أسهمنا إسهاما فعالا في تهيئة الأسباب العلمية لإعداد البرامج العلاجية لذوي الصعوبات، حيث تختلف البرامج والأنشطة والممارسات التربوية والعلاجية باختلاف كون صعوبات التعلم والاضطرابات المصاحبة لها سبب أو نتيجة. وأكدت أن المشكلة الرئيسية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم تكمن في شعورهم بالافتقار إلى النجاح، فالمحاولات غير الناجحة التي يقوم بها الطفل تجعله يبدو أقل قبولا لدى مدرسيه وأقرانه، وربما لدى أبويه حيث يدعم فشله المتكرر اتجاهاتهم السالبة نحوه، ومن ثم يزداد لديه الشعور بالإحباط. مما يؤدي مرة أخرى إلى مزيد من سوء التوافق وتكوين صورة سالبة عن الذات. ويصبح هؤلاء الأطفال غير قادرين على الحصول على تعاون الآخرين، كالأقران والمدرسين والأسرة، مما يعوق لديهم الشعور بالعجز. المهارات السلوكية ودعا أيمن عبداللطيف اختصصاصي النطق واللغة إلى ضرورة مساهمة الأسر بصورة كلية في جميع مراحل الكشف ، والتدخل المبكر لأطفال ما قبل المدرسة الذين يعانون من مشكلات نمائية، وتشجيع الأسر للمساهمة في ذلك من خلال إمدادهم بالمعلومات المطلوبة عن خصائص الأطفال واحتياجاتهم، مشيراً إلى وجود أدوات يتم استخدامها مع أطفال الرياض وتلاميذ المدارس، كاختبارات الذكاء والقدرات العقلية المختلفة، واختبارات تقيس المهارات الاجتماعية، وآخرى للاستعداد المدرسي، وتقديرات المعلمين، وقوائم المهارات السلوكية، والبعض من هذه الأدوات يطبق علي الطفل نفسه، والبعض الآخر علي المعلم أو الآباء. وقال إن كثيراً من الحالات التي تم اكتشافها كان يتم التعامل معها على أنها مجرد حالات سلوكية، أي أن المعلم ينظر فيها للطالب من زاوية سلوكية فقط، فالبعض يرى فيه طالبا مشاغبا والآخر يتعامل على أنه فوضوي ، وهكذا دون دراسة الأسباب العضوية التي تدفع الطالب لعدم الانتباه أو التأقلم داخل الصف الدراسي، أو حتى فقدان الطالب للتركيز والإستيعاب للمادة العلمية. تجارب أولياء الأمور ثمن عدد من أولياء أمور الطلبة هذه المبادرة من اختصاصيي علاج صعوبات التعلم والتي قادت للكشف المبكر عن بعض هذه الحالات، وأكدت نوره خالد أم إحدى الطالبات في روضة أطفال على أنها لم تكن تدرك أن شكوى ابنتها من ألم في إحدى أذنيها قد يكون سبباً فى انصرافها عن الدراسة وفقدانها الاهتمام داخل الصف. وأشار سعيد محمود شرف الى أن ابنته كانت تشكو دائما من عدم التركيز في الصف ، وأنه ذهب للمدرسة، وتم نقل الطالبة من الصف وسط الصف إلى الصف الأمامى مباشرة فى مواجهة السبورة، ووعدته المعلمة بأن الحال سيكون أفضل ، ولكن الطالبة كانت تقضى وقتا كبيرا من الحصة فى الحديث مع زميلاتها، وظل تعامل المدرسة مع هذه الحالة على أن الطالبة “ غير منتبهة” داخل الصف الدراسي إلى أن جاء اختصاصي صعوبات تعلم وكشف حالتها. وقال مسعود الهاملي إن ابنه يدرس فى الصف الثالث الإبتدائى بإحدى مدارس الشهامة ويعانى من مشكلة نطق حرف “السين”مما يسبب له حرجا مع الزملاء، خاصة عندما ينطق السمك “ شمك” مشيرا إلى أنه بادر بعرض ابنه على أخصائية النطق خلال زيارتها لمدرسة مجاورة وشخصت الحالة ، ووضعت خطة للعلاج ، كما زودت الطالب بعدد من وسائل الإيضاح التى تمكنه من إصلاح هذا الخلل فى النطق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©