محمود الحضري (دبي) - تصدرت الإمارات دول المنطقة في اقتناء تكنولوجيا معالجة المياه، وهي الأكثر استخداماً لها، لاسيما في عشرات المشروعات بالدولة في مجالات الصناعة والري والتنظيف والغسيل والتكييف والتبريد، بحسب دكتورة إلهام قادري مديرة عام مؤسسة «داو» للمواد المتقدمة بالشرق الأوسط وأفريقيا.
وقالت قادري لـ «الاتحاد» إن عدداً من المصانع والمزارع في الإمارات بينها مزرعة العين وفندق بارك حياة، تستخدم المياه المعالجة في مجالات خدمية، حيث تتم معالجة 300 ألف متر مكعب من المياه في شركة ألبان العين، لاستخدامها في الغسيل، بينما يتم استخدام حوالي 62 ألف متر مكعب أسبوعياً في أنظمة التكييف والتبريد.
وأوضحت أن استعادة الأموال المستثمرة في مشروعات معالجة المياه سريعة جداً، وتتم في أقل من عام، بخلاف توفير حوالي 80% من التكاليف في حالة شراء المياه الصالحة للشرب، فضلاً عن الدور البيئي لاستخدام المياه المعالجة.
ولفتت إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين استخدام المياه والطاقة، موضحة أن التوسع في استخدام المياه المعالجة يقلل من استهلاك الطاقة، وهو ما يسهم في خفض التكاليف، نظراً للفروق الكبيرة في التكاليف بين تحلية المياه أو معالجتها.
وقالت قادري «إن الإمارات تحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للمياه، وتؤكد المؤشرات أن دولة الإمارات ستتوسع تدريجياً في استخدامات المياه المعالجة، لاسيما في مجالات الصناعة التبريد والزراعة، وغيرها من القطاعات، باستخدام التقنيات الحديثة، ولكن من الصعب استخدام المياه المعالجة في الشرب».
وذكرت أن الإمارات تأتي في صدارة دول المنطقة في معدلات نمو الاستخدام والاستثمار في المياه المعالجة، حيث تحقق نمواً بمعدل خانتين، أي أكثر من 10%، وسط توقعات بأن ترتفع كميات المياه المستخدمة من هذا النوع من المياه، في مجالات مختلفة.
وأفادت قادري بأن الدراسات تشير إلى أن تكلفة استخدام المياه المعالجة تقل حوالي 80% عن تكاليف شراء المياه من شركات وهيئات الإنتاج، موضحة أن التجارب أثبتت أن استرداد الاستثمارات في البنى التحتية لمعالجة المياه تتم بين عام وعامين، حسب القيمة الإجمالية لكل تكلفة.
وأشارت إلى مباحثات تجري مع دوائر ومؤسسات حكومية بشأن تنفيذ برامج للتوسع في استخدام المياه المعالجة، والدخول في مجالات أكبر لاستخدام هذه النوعية من المياه، وتوفير تقنيات حديثة لمعالجة المياه في الاستخدامات العامة.
وأوضحت أن الإمارات أكبر سوق إقليمي في استخدام تقنيات معالجة المياه، كما أن هناك مشروعات أخرى في السعودية ودول أخرى، مثل قطر، بخلاف دول في شمال افريقيا مثل الجزائر، مشيرة الى أن السوق لايزال صغيراً، ولكن آفاق النمو كبيرة في السنوات المقبلة، مع تنفيذ الحكومات برامج استراتيجية لترشيد استخدام المياه واللجوء الى مصادر متنوعة خاصة للاستخدام الصناعي والزراعي، وأنظمة التكييف.
وأشارت إلى مفاوضات تجري حالياً مع اربعة فنادق في الدولة وتحديداً في دبي، لتركيب أنظمة حديثة لاستخدام المياه المعالجة، في أنظمة التكييف واستخدامات أخرى.
وقالت قادري «تعاونت «داو» مع فندق بارك حياة دبي في تنفيذ مشروع لإعادة تدوير المياه، أسهم حتى الآن في توفير كميات من المياه الصالحة للشرب تكفي لملء ما يصل إلى 62 حوض سباحة من الحجم الأولمبي، أي بحجم 155 ألف متر مكعب من المياه».
وأفادت بأن تكلفة المشروع بلغت حوالي 100 ألف دولار (368 ألف درهم) وبعد حوالي أقل من 20 شهراً، تم استرداد القيمة الاجمالية للتكاليف.
وتم استخدام تقنية تسمى «الأغشية» لحلول المياه والمعالجة، والتي ساعدت على تنقية ومعالجة 148,3 ألف متر مكعب من المياه سنوياً في الفندق.
وقالت «يتم إعادة استخدام هذه الكمية لاحقا في إمداد أبراج التدفئة والتهوية وتكييف الهواء بالفندق، والتي تعمل بدورها على تبريد 225 غرفة وجناحاً، وهو ما أسهم في توفير 154,88 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب منذ إطلاق المشروع عام 2010.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار اتباع ممارسات مستدامة، مثل مشروع إعادة استخدام المياه، واتباع ممارسات صديقة للبيئة يمكن أن تكون مفيدة للأعمال التجارية في الوقت نفسه، وخفض معدل استهلاك الفندق من المياه الصالحة للشرب.
وقالت إن «داو» بدأت مشروعاً بحثياً حول آفاق استخدام المياه المعالجة في مركز أبحاثها للشرق الأوسط وأفريقيا للأبحاث والتطوير بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، مع التركيز على تقنيات معالجة المياه.
وقالت «تأتي مسألة تعزيز فرص الوصول العالمي إلى موارد المياه النظيفة ضمن أهداف داو الاستراتيجية المؤسسية، حيث كانت الشركة، ويهدف المركز إلى تقديم ابتكارات قابلة للتطبيق التجاري الفوري في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، كما بدأت في مخطط للاستثمار في منشأة تصنيع لمعالجة المياه بالسعودية لخدمة المنطقة».
إلى ذلك، قال إيمانويل جايان، الرئيس التنفيذي لشركة فيوليا لحلول وتقنيات المياه في الشرق الأوسط «يعتبر نجاح هذا المشروع دليلاً على جدوى حلول إعادة استخدام وتدوير المياه في المنطقة، حيث تحظى قضية شحّ المياه بأهمية كبيرة».
عدد اليوم
