الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المليك» قابض على الكون متصرف في الخلق

«المليك» قابض على الكون متصرف في الخلق
3 ابريل 2014 20:49
أحمد محمد (القاهرة) من أسماء الله تعالى «المليك»، وهو المتصرف في ملكه كيف يشاء ولا راد لحكمه، ولا معقب لأمره، والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى، هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء كيف شاء و«المليك» هو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ويحتاج إليه كل موجود المتصرف في المخلوقات بالتدبير دون احتياج ولا حجر عليه مع العظمة والجلال الذي يملك الحياة والموت والنشور المتمكن والمهيمن كل ما في الكون تحت قبضته سبحانه وتعالى. عالم الغيب وقد ورد اسم الله «المليك» في القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)، «سورة القمر: الآيتين، 55»، كما ورد في السنة، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: «قل اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أَن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، قال قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك». وفي اللغة الملك هو الذي يحكم ولا يملك والمالك هو الذي يملك ولا يحكم، أما «المليك»، فيعني أنه يملك ويحكم أي ملك ومالك، كما يعني أيضاً أنه يملك ويحكم الملك والملكوت والمليك صيغة مبالغة، ويعني أنه يملك كل شيء، ويحكم كل شيء وله كمال الملكية ودوامها أزلا وأبدا الجامع لأصناف المملوكات، وهذا الاسم يدل على أن الله سبحانه ذو الملك، أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة. قال ابن القيم في «تقرير توحيد الأسماء والصفات»: إن المليك يعني أنه يغفر ذنباً، ويفرج هما، ويكشف غما وينصر مظلوماً ويأخذ ظالما ويفك عانياً ويغني فقيراً ويجبر كسيراً ويشفي مريضاً، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويعز ذليلاً، ويذل عزيزاً، ويعطي سائلاً ويذهب بدولة ويأتي بأخرى، ويرفع أقواماً ويضع آخرين، ويداول الأيام بين الناس، لا ينازعه في ملكه منازع، ولا يعارضه فيه معارض. القوة والعزة وثبوت صفات الملك لله التي هي صفاته العظيمة من كمال القوة والعزة والقدرة والعلم المحيط، والحكمة الواسعة ونفوذ المشيئة، وكمال التصرف، وكمال الرأفة والرحمة والحكم العام للعالم العلوي والسفلي وحكم العالم في الدنيا والآخرة هو الموصوف بصفات الملك، وهي صفات العظمة والكبرياء، والقهر والتدبير، الذي له التصرف المطلق، في الخلق والأمر والجزاء وله جميع العالم، الجميع عبيد ومماليك، ومضطرون إليه فهو الرب الحق، الملك الحق، الإله الحق، خلقهم بربوبيته، وقهرهم بملكه، واستعبدهم بإلهيته له الأحكام القدرية، حيث جرت الأقدار كلها الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة وغير ذلك مع مقتضى قضائه وقدره. واسم الله «المليك» يعني أن الملك الحقيقي لله وحده لا يشرك فيه أحداً، وكل من ملك شيئاً من الدنيا، فإنما هو بتمليك الله له، ولا يمتلك أحد شيئاً إلا من بعد إذنه، فالله تبارك وتعالى هو المالك لخزائن السماوات والأرض، بيده الخير، يرزق من يشاء، وهو المالك للموت والحياة والنشور والنفع والضر، وإليه يرجع الأمر كله ليس كمثله شيء في ملكه، فملك الخلق سببي وملك الله ذاتي، فإن الخلق لا يكونون ملوكا إلا بأسباب الملك، فالملك لابد له من مملكة يملكها أو ناس يحكمهم، ولا بد له كذلك من أعوان على ملكه، ولا بد له من بطانة تحميه، ووزراء يشاورهم، وجنود ينفذون أمره على الرعية، فملوك الخلق يحتاجون إلى ملكهم، أما ملك اللَّه عز وجل فإنه ذاتي لا يحتاج إلى سماوات أو أرض أو عرض، فهو الملك قبل الخلق وبعد الخلق ومن دونهم. ومن الآثار الإيمانية لهذا الاسم أن الملك الحقيقي لله وحده لا يشرك فيه أحداً، وكل من ملك شيئاً فإنما هو بتمليك الله له، قال صلى الله عليه وسلم: «لا مالك إلا الله»، والذي يستحق هذا الاسم هو الله لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحد غيره وهو كل يوم في شأن يتصرف في ملكوته كيف يشاء. ولأن كان الملك المطلق إنما هو لله وحده لا شريك له، فالطاعة المطلقة إنما هي له وحده، لأن من سواه من ملوك الأرض إنما هم عبيد له وتحت إمرته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©