الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لبنان» يلمع صورة الجندي الإسرائيلي

9 سبتمبر 2009 02:25
يروي المخرج الإسرائيلي صموئيل موعاز في فيلمه الجديد «لبنان» الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي، قصة حقيقية لجندي شارك في الاجتياح الاسرائيلي في 1982. وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس في البندقية، تهرب مخرج الفيلم من الاجابة على الجوانب السياسية من اسئلة الصحفيين، واقتصر في إجاباته على تجربته التي وصفها «بالمرعبة». لكنه اعترف ان في الفيلم أحداثاً وقعت وأخرى لم تقع ربطها بذاكرته العميقة وذكرياته التي كثفها في الفيلم عن تلك الحرب. وتنبع خصوصية الفيلم الإسرائيلي «لبنان» من كون كل مشاهده وطوال ساعة و32 دقيقة التقطت من داخل دبابة الميركافا لتنتقل الصورة بين مكانين: الداخل والخارج كما يمكن رؤيته من خلال منظار المدفع الرشاش لهذه الدبابة والتي يكون على الجنود عدم مغادرتها مهما حصل. زاوية الرؤية في الفيلم لما هو خارج الدبابة باستثناء اللقطتين الاولى والأخيرة للشريط تأتيان من منظار القناص وتتعقب حركته. ولا وجود للعالم خارج هذا المنظار الذي تظل قدرته على الرؤية محدودة ما يعيق حركة الدبابة ويجعلها تضل طريقها في سهول لبنان. وفيلم «لبنان» الانتاج الفرنسي الإسرائيلي المشترك (بمشاركة قنوات آرتي وكانال) ورغم قول مخرجه وكاتب السيناريو انه حاول ان يكون صادقاً بقدر الإمكان؛ يصور «إنسانية» الجندي الإسرائيلي في التعامل مع المدني اللبناني وفي مقابلها يصور «وحشية» الفلسطيني في التعامل مع هذا المدني. وفي رؤية تدعم الصيغة الدعائية الاسرائيلية؛ يحتجز الفلسطيني الذي يحمل الكلاشينكوف ويرتدي الكوفية؛ مدنيين لبنانيين رهائن ويعرضهم للقتل على يد إسرائيليين في حين يساعد جندي إسرائيلي امرأة على ارتداء ملابس بدل تلك التي احترقت وهي ترتديها. وينهج هذا الفيلم أيضاً النهج نفسه لناحية تبرئة الجندي الاسرائيلي من جرائم قتل الاسرى حين يصور ميليشياويا في القوات اللبنانية يهدد الجندي السوري الاسير لدى الاسرائيليين بالقتل والاغتصاب وهو الامر الذي يعف عن فعله الجنود الاسرائيليون كما يظهر الفيلم. ويتبنى الفيلم هذه النظرية الاسرائيلية التي تقول ان اللبنانيين يقتلون بعضهم بعضا من دون تدخل اسرائيلي في حين يصور احترام الجندي الاسرائيلي للجندي السوري ضمن منطق يحاول دائما رفع المسؤولية عن الاسرائيليين فيما يحدث من امور شنيعة تدخل في طبيعة كل حرب.
المصدر: البندقية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©