أبوظبي (الاتحاد)
أضفت مشاركة الطالبات أمس، مزيداً من الحيوية والإثارة على فعاليات مهرجان أبوظبي للجو جيتسو، بعدما أقبلن بالمئات، ومنذ الصباح الباكر على المشاركة الفاعلة في الحدث، حيث عرضن مهاراتهن الراقية أمام زميلاتهن والمعلمات، قبل أن يتوشحن في نهاية اليوم بميداليات مختلفة الألوان.
ورافق الطالبات عشرات الكوادر العاملة في مدارسهن إلى جانب أولياء الأمور، الذين قاموا بتشجيع بناتهن بحماس كبيرة، وهو الأمر الذي كان له أبلغ الأثر على الأجواء الذي ارتفعت فيها وتيرة التشجيع بشكل كبير وملحوظ.
ولم تقف الإثارة على طبيعة النزالات التي خاضتها الفتيات طيلة يوم أمس، إذ أظهرت المنافسات ما تتمتع به طالبات المدارس اللاتي حضرن للمدرجات، من معرفة الكثير من التفاصيل عن هذه الرياضة والأساليب المتبعة بها، الأمر الذي يعكس ثقافة الجو جيتسو التي باتت تنتشر في كل مكان، ويؤكد كذلك على صحة الخطوات التي انتهجها الاتحاد لنشر اللعبة في كل الأرجاء.
الطالبة اليازية الزعابي «16 عاماً» والتي خاضت نزالات الحزام الأزرق بوزن 63 كجم، نموذج للطالبات اللاتي حققت نجاحات في اللعبة، وتطمح لتأكيد تفوقها الدراسي بنفس المستوى في الجو جيتسو، وترغب اليازية في دراسة الهندسة الميكانيكية في الجامعة فور الانتهاء من الثانوية العامة.
وعن الأسباب التي تدعوها إلى دراسة هذا التخصص، الذي عادة ما يتوجه إليه الطلاب الذكور بخلاف الإناث، أكدت اليازية أنها تعشق دراسة الميكانيكا منذ أن كانت صغيرة، قائلة: رياضة الجو جيتسو ساهمت في منحي الثقة الكبيرة بقدرة الفتاة على دراسة أصعب التخصصات العلمية التي كان ينظر إليها على أن تخصصات ذكورية.
وواصلت اليازية: تحصيلي العلمي 87.6% يؤهلني لدراسة الهندسة الميكانيكية، بالنسبة لي أرى أنني مؤهلة لدراسة هذا التخصص، وكذلك التفوق وتحقيق ذاتي من خلاله، فمنذ 5 أعوام على مزاولتي للجو جيتسو بدأت ألحظ أنني أكثر ثقة بالنفس وقدرة على التحليل والتعامل مع المحيط، وقبل كل ذلك عدم الرهبة والخوف فقد حققت 11 ميدالية، ولكني لا أنظر من خلالها إلى القيمة المعنوية أو المادية فهي ترجمة حقيقية لما حققته على صعيد بناء شخصتي وقدراتي القيادية.
وتؤكد حمدة الرميثي «14 عاماً» والطالبة في الصف التاسع، أن ممارستها للجو جيتسو على مدار 4 أعوام متواصلة، ساهم وبشكل كبير في الارتقاء بحضورها البدني والنفسي وجعلها أكثر نضجاً في التعامل مع المحيط.
وأضافت: حصلت خلال مسيرتي مع الجو جيتسو على 14 ميدالية، 5 ذهبيات و6 فضيات و3 برونزيات، وهذا الحصاد دائماً ما يدعوني إلى الشعور بالفخر والسعادة الدائمة، ويزيد من اعتزازي كوني إحدى بنات الإمارات التي تصب اهتمامها دائماً على بناء الإنسان القوي الذي يتمتع بالصحة والقدرات الفائقة.
وترى الرميثي أن ثقتها بنفسها بعد ممارسة الجو جيتسو باتت أكبر من ذي قبل، في حين أن الآثار الإيجابية من ممارسة اللعبة انعكست على عائلتها، والتي دائماً ما تشجعها على الاستمرار مع هذه الرياضة.
وتذكرت مهرة علي «16 عاماً» والطالبة في الصف الحادي عشر بداياتها مع الجو جيتسو قبل 5 أعوام، عندما كانت في الصف السابع، فحينها كانت الرهبة تغلفها، فلم تتخيل أن تمارس هذا النوع من الرياضة، ومع مضي الوقت بدأت أشعر أن الجو جيتسو نقلتنا إلى عوامل رائعة من التألق والإبداع على الصعيدين البدني أو النفسي.
وقالت: لا أطيق الابتعاد عن بساط الجو جيتسو فاللعبة باتت جزءا من حياتي. أذكر أول مشاركة لي على صعيد بطولة العالم. فحينها كنت أشعر بالخوف من الدخول أمام الجماهير والخوف كذلك من النزالات، لكنني كسرت حاجز الرهبة بفضل مدربتي، لأحقق نجاحاً منقطع النظير عندما صعدت إلى منصة التتويج، لأنال الميدالية الفضية التي أعتبرها أغلى ما حققته في حياتي حتى الآن.
وشددت مهرة على أن الجو جيتسو لم تؤثر على تحصيلها العلمي، بل على العكس، فهي الآن متفوقة على الصعيد الدراسي، إذ يتخطى تحصيلها السنوي الـ 90% دائماً، وهو ما يؤهلني لدراسة تخصص الطب، وكل ذلك بفضل الجو جيتسو الذي ساعدني على تنظيم وقتي بشكل أفضل مما سبق.
عدد اليوم
