السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظام حاسوبي متعدد التخصصات لتنقية المياه المعالجة

نظام حاسوبي متعدد التخصصات لتنقية المياه المعالجة
24 مارس 2013 21:55
أبوظبي (الاتحاد) - في ظل ندرة المياه العذبة، اعتمدت دولة الإمارات بشكل كبير على محطات تحلية المياه التي تتسم بتكلفتها العالية واستهلاكها الكثيف للطاقة، وبما أن معالجة المياه العادمة توفر حلا أرخص بكثير فلم لا نركز بشكل أكبر على الاستفادة منه على نحو أوسع؟، إذ تشير الأرقام الصادرة عن مركز أبوظبي للإحصاء، إلى أن المياه المعالجة التي أنتجت عام 2012 لم توفر سوى 10% أو أقل، من إجمالي الطلب على المياه في المدينة، في حين تمت تلبية 79% من حجم الطلب عبر المياه المحلاة و12% عبر المياه الجوفية، الأمر الذي يثير القلق في المستقبل. كمية الميكروبات ومن أجل التخلص من مصادر القلق هذه، يؤكد الدكتور فاروق أحمد، أستاذ مساعد في هندسة المياه والبيئة بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، قائلاً: نقوم في معهد مصدر، باستخدام وتطبيق نظام حاسوبي تجريبي شامل ومتعدد التخصصات، في مجمل المراحل المرتبطة بإنتاج المياه العادمة ومعالجتها، واستخدامها النهائي للمساعدة على زيادة كمية المياه التي يعاد استخدامها بأمان، خاصة أن تحليل الملوثات المجهرية، يتطلب بلا شك أدوات وتقنيات متطورة، مثل الغاز والتحليل الكروماتوغرافي، بالإضافة إلى قياس طيف الكتلة، علما أن معظم مؤسسات المرافق العامة لا تمتلك مثل هذه التجهيزات. وعلاوة على ما سبق فإنه من الصعب أيضا رصد الكائنات الممرضة والعوامل البيولوجية الأخرى، فكل أنواع المياه وحتى مياه الصنبور ومياه الشرب المعبأة، تحتوي على مجتمعات ميكروبية معقدة، ولكنها غير مؤذية لبني البشر وعلى عكس الملوثات الكيميائية، يمكن للميكروبات أن تتكاثر في نظام المعالجة، لذلك فإن عد الميكروبات في جزء واحد من النظام، لا يعطي بالضرورة صورة دقيقة عن كمية الميكروبات الموجودة في مكان آخر، في حين أن بعض الميكروبات تكون مسببة للأمراض، فإن الكثير غيرها قد يكون من الأنواع الحميدة غير المؤذية. تقييم المخاطر لذلك ببساطة، كما يشرح د. فاروق، فإن إحصاء عددها كما هو متبع في الممارسات التقليدية، لا يعطي تصورا واضحا عما إذا كان هناك شيء يدعو للقلق، ولهذه الأسباب تعتبر الطرق الميكروبيولوجية التقليدية، غير كافية لرصد وجود مسببات الأمراض وكمياتها، وخاصة في المناخات الحارة والساخنة، وفي المقابل يمكن للتقنيات البيولوجية الجزيئية الحديثة، أن توفر تحليلا مفصلا وفعالا من حيث التكلفة لوجود الميكروبات، بما في ذلك الكائنات الممرضة، وهذه التقنيات مضاف إليها تقنية تقييم المخاطر الميكروبية والكيميائية، توفر وسيلة قوية وفعالة علميا لتقييم أي مخاطر صحية من نواقل الأمراض في المياه العادمة المعالجة، وهذا بدوره من شأنه أن يسمح لدولة الإمارات باستخدام المياه العادمة المعالجة لمجموعة متنوعة من التطبيقات، وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون، وتخفيض الطلب على الطاقة مع تعزيز الأمن الغذائي والمائي في البلاد. ملوثات مجهرية وينحصر استخدام المياه العادمة المعالجة حاليا في أغراض الري وإنشاء المسطحات الخضراء، على حد قول فاروق، والذي أكد أنه إذا ما وجهنا استخدامها نحو مجالات أخرى، فإن ذلك سيكون له أثر بالغ على تكاليف استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية، إلا أنه قبل الخروج عن نطاق استخدامات الري، يتوجب على العلم أولا أن يجيب على تساؤلات مهمة حول معالجة المياه وإعادة استخدامها، وعلى سبيل المثال، ماذا يحدث للملوثات المجهرية والكائنات الممرضة في عملية معالجة المياه العادمة؟، وماذا يحدث للملوثات المجهرية المتبقية والكائنات الممرضة الموجودة في المياه المعاد تدويرها، عندما تتم إعادة استخدامها؟، أو بعبارة أبسط هل نقوم بإزالة الكائنات الضارة، وما مدى ضرر تلك الكائنات في حال لو لم تتم إزالتها؟. حول هذه التساؤلات، أوضح فاروق: تتكون الملوثات المجهرية من مواد كيميائية طبيعية وصناعية، تبدأ من الهرمونات إلى المواد الصيدلانية وغيرها من الملوثات، وتكون في العادة مركبات عضوية توجد ضمن تركيزات منخفضة في مجرى النفايات، وهي تؤثر على الكائنات الحية البشرية وغيرها، وتؤدي إلى تعطيل الغدد الصماء والهرمونات وأجهزة الجسم، وتسبب موت الخلايا وزيادة مقاومة الجسم للمضادات الحيوية.. وفي هذا الصدد، هناك مسألة وحيدة تثير القلق وهي أين ينتهي المطاف بالأعداد الكبيرة من الملوثات المجهرية الموجودة في المياه العادمة؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©