«الناتو» يبدأ قيادة «فجر الأوديسا» لحماية المدنيين

أعلن قائد العمليات في عملية “فجر الأوديسا” التي أطلقها التحالف الدولي إثر الأزمة الليبية الجنرال الكندي تشارلز بوشارد أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدأ أمس قيادة كل العمليات العسكرية الرامية لفرض حظر الطيران في الأجواء الليبية التي كانت بيد كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وذلك إضافة إلى مسؤوليته في تنفيذ حظر الأسلحة المفروض على هذه البلاد المضطربة. في حين أكد دبلوماسيون في بروكسل أن الحلف الأطلسي يرغب في أن تقتصر الضربات الجوية بشكل صارم، على حماية المدنيين والمناطق المأهولة، وذلك بعد الإعلان عن انتهاء اللجنة العسكرية للحلف من خطتها للعمليات. بالتوازي، أفاد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده ستقترح على اجتماع لندن المقرر للحلفاء غداً، خطة مشتركة مع ألمانيا بشأن ليبيا تتضمن وقفاً لإطلاق النار وإقامة ممر إنساني ونفي الزعيم الليبي معمر القذافي. وفيما أكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس، أن وزراء خارجية أكثر من 35 دولة أكدوا مشاركتهم في لقاء لندن لمجموعة الاتصال السياسية حول العمليات العسكرية في ليبيا، إضافة إلى الجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. بالتوازي، أكد مسؤولون أميركيون كبار أمس، أن الولايات المتحدة ستقلص دورها العسكري في فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا خلال أسبوع أو نحو ذلك وستركز مع الدول الأخرى على طريقة لخروج الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة، بينما طرح وزيرا الخارجية والدفاع هيلاري كلينتون وروبرت جيتس في مقابلات تلفزيونية، امكانية حدوث انشقاق في النظام الليبي وقالا إن مؤتمر لندن سيناقش استراتيجيات سياسية لوضع نهاية لحكمه المستمر منذ 41 عاماً. وقال الجنرال بوشارد في بيان أصدره الناتو أمس” تم تكليفي بقيادة القوات المشتركة لعمليات الحظر، وبدأنا أيضاً بنجاح تنفيذ عمليات حظر الطيران في الأجواء الليبية. وأضاف الجنرال الذي تمت تسميته لقيادة العملية الدولية منذ 3 أيام، “ بجانب الشركاء خارج الناتو، سيبذل الحلف كل ما في وسعه، لمنع النظام الليبي من استخدام القوة الجوية، وسيفعل ذلك بعناية ودقة لتجنب الحاق الأذى بالشعب الليبي”. وتابع بالقول “مهمتنا الحالية هي إغلاق الأجواء الليبية أمام حركة الطيران الا الرحلات الخاصة بالمساعدات الإنسانية”. وجاء البيان قبل اجتماع لسفراء الحلف عقد الليلة الماضية في بروكسل لتحديد ما إذا كان ينبغي على الحلف تولي المسؤولية عن قيادة كافة العمليات العسكرية التي تجري بتفويض من الأمم المتحدة في ليبيا. وكان الناتو يضطلع حتى أمس، بتنفيذ مهمتين من المهام التي فوضتها الأمم المتحدة بموجب قراري مجلس الأمن 1970 و1973، وهما فرض منطقة لحظر الطيران في هذا البلد الواقع بشمال أفريقيا والقيام بدوريات لضمان حظر الأسلحة في البحر المتوسط. وكانت اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي وضعت خطة للعمليات لا تنص على تدخل يهدف إلى دعم الثوار الذين يقاتلون قوات العقيد القذافي، كما أوضح دبلوماسيون في بروكسل أمس، مشيرين إلى أن الحلف يرغب في أن يكون “غير منحاز” في النزاع. وقال دبلوماسي رفض كشف هويته أن “الحلف سيبقى غير منحاز دائماً. الحلف لا يختار معسكراً. والهدف هو وقف أي خطر محتمل على السكان وفقاً لبنود قرار مجلس الأمن 1973”. وذكر مسؤول “هذا مؤشر جيد...سيوافق سفراء الحلف على خطة العمليات الليلة أو غداً. وفي الحالتين إنها مسألة ساعات”. ويعني الاتفاق بين السفراء أن مجلس دول حلف الناتو سيتولى القيادة السياسية لجميع العمليات العسكرية بما في ذلك شن هجمات أرضية لحماية المدنيين . ولكن المسؤول الأطلسي نفسه، قال إن هيئة عالية المستوى تضم دولاً عربية يتوقع أن تتشكل من مؤتمر دولي في لندن غداً ستمنح “توجيهاً سياسياً أوسع”.