الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زكريا أحمد يستعرض مكانة فرناندو بيسوا الإبداعية

زكريا أحمد يستعرض مكانة فرناندو بيسوا الإبداعية
23 مارس 2012
(أبوظبي)- نظم بيت الشعر التابع لمركز زايد للبحوث والدراسات في مقره بمارينا البطين في أبوظبي محاضرة للباحث والمترجم المصري زكريا أحمد عيد تحت عنوان “فرناندو بيسوا.. مجرة شعرية مجهولة” وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشعر الذي يصادف الحادي والعشرين من مارس في كل عام. وفي تقديمه للباحث أشار الناقد محمد نور الدين إلى أهمية الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا وألمح إلى ما سيقدمه أحمد عيد من قراءة في شعره كونه أحد أعظم شعراء القرن الماضي. وأشار نور الدين إلى السيرة الإبداعية للمترجم زكريا أحمد عيد ومساهماته في التعريف بالشعر العالمي وبخاصة الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا (1888 - 1935) . واستهل زكريا أحمد عيد المحاضرة بالتنويه لمكانة بيسوا كونه شاعراً يعتبره البرتغاليون الأكبر، بل هو بحسب تصنيفهم له “كان أعظم الشعراء البرتغاليين”. وأشار إلى أن بيسوا كان دائم البحث عن الذات، وفي حالة مطاردة دائمة لهوية حقيقية أو مفترضة، تنقل من خلالها بين الشعر والفلسفة واللاهوت، كما تنقل في لبس الأقنعة وإحساسه العميق بالانفصال، حيث كانت الحياة والكتابة بالنسبة إليه لعبة واحدة. وقال عيد “إن بيسوا شاعر البرتغال الأول، بل قبل ذلك لا بد أن نقول إنه شاعر العالم، حيث كتب عن القلق والوجود واليأس في “كتاب اللاطمأنينة”. وأكد أن بيسوا خلق شخصيات وهمية، ذلك في الثامن من مارس عام 1941 حيث كتب قصيدة وجد أنها لا تشبهه لا بالأسلوب ولا بالفكر ولا بالفلسفة، وأحس أن هناك شخصاً قد كتبها، وأن شخصاً آخر بدأ يخرج من أعماقه، ولهذا اكتشف ثلاث شخصيات وهي كاييرو وريكاردوريس وكمبس، حيث كانوا هؤلاء الشعراء يحتفلون عن بيسوا. وأوضح أن بيسوا بدأ يجعل لهذه الشخصيات الخيالية تجسيداً واقعياً وأعد لكل واحد منهم سيرة حياة مليئة بالدقة والأصدقاء والأفعال، وأنهم يتحاورون مع بيسوا اعتراضاً وقبولاً وجدلاً. واعتبر بعض النقاد أن هذه الانشطارات التي اخترعها بيسوا هي بداية لعلاجات تقاوم الوحدة، وحدة إنسان يرى في المرآة صور ثلاثة رجال وحيدين وهم مبيركاييرو وكامبوس وريس بمقابل ذلك، وكامبوس المهندس الذي أنهى قسم بناء السفن في غلاسكو يقطن لشبونة، وكاييرو وكان يقطن دائماً في الريف. كان شعر بيسوا يمثل رفضاً للرومانسية التي تنحو لتذويب الفرد في الطبيعة. عاش بيسوا في لشبونة ثم ارتحل إلى جنوب أفريقيا وتعلم الإنجليزية وبدأ يقرأ الأدب الإنجليزي وشعر شكسبير وملتون في “الفردوس المفقود” وسبنسر وورذرورث وشيلي وكيتس وبايرون. وتطرق عيد إلى كتابات فرناندو بيسوا للشعر بالإنجليزية وبخاصة مجموعته السوناته التي تتشكل من أربعة عشر بيتاً من الشعر، حيث كتب خمسة وثلاثين سوناتاً في هذه الفترة محاكياً الشعر الإنجليزي ثم دراسته في الجامعة لسنتين حيث تركها ليفتح دار نشر ويصبح مترجماً، في هذا الوقت قرأ لبودلير ومالارميه واليوت وعزرا باوند وبعد ذلك توجه لقراءة الفلسفة وبخاصة اسبينوزا وشوبنهاور وهيغل. وقال زكريا أحمد عيد إن فرناندو بيسوا لم يتزوج وقد كتب بالإضافة إلى الشعر والترجمة ما يقرب من خمسة وعشرين ألف ورقة كتبها بيسوا وأودعها في صندوق خاص فتح بعد وفاته حيث بدأت أعماله تظهر لتتشكل القصائد والشذرات وقد ظلت تصدر على مدى خمسين عاماً وهي ما أطلق عليها اللاطمأنينة. وأكد عيد أن شعر بيسوا كان ينحو للتأمل في طبيعة الشعر وبخاصة في قصيدته “سيرة ذاتية نفسية” وهي قصائد تأملية وقد وصلت ترجمتها إلى الإنجليزية حتى ست عشرة ترجمة لأن أي مترجم يحس أن ما ترجم قبله لم يقترب من النص الأصلي. تحول بيسوا -بحسب عيد- من الغنائي إلى الواقعي إلى النفسي، وقرأ عيد بعد ذلك عدداً من القصائد ومنها: رجوتك مرتين وعرفت ذلك لمرتين في النهاية أجبت عن الذي لم أسألك عنه ويقرأ عيد أيضاً من قصائده: لا أعرف بما تفكرين عندما تحكين بطمأنينة... ربما بهذه الإهانات التي تصنعينها بصمتك. وفي ختام الأمسية دار حوار حول الشعر الإسباني والبرتغالي وترجمته بين الحضور والباحث زكريا أحمد عيد أغنى المحاضرة بالآراء المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©