الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رضا الزوج وجنة الزوجة

رضا الزوج وجنة الزوجة
9 سبتمبر 2009 00:09
تأتي المرأة إلى بيت زوجها وتُدل وتتيه بنفسها وتعتقد أن على الزوج كل شيء، وأن لا شيء عليها من المسؤولية وقد يكون دلالها وتيهها لجانب مادي في حياتها، والحق أن قوة المرأة وعظمتها بأخلاقها وروحها قبل جسمها، وهي التي تستطيع بذكائها وعقلها وحكمتها أن تسير الرجل كما تشاء وتريد، وكما كان للزوجة على زوجها حقوق مادية ومعنوية فللرجل على زوجه مثل ذلك حتى يتكافآ ويتعادلا وتسير سفينة حياتهما إلى خير وجهة. إن من حق الزوج على زوجه أن تطيعه في أمره ونهيه إلا إذا كان معصية أو ضرراً وقد قررت الشريعة أن الطاعة بالمعروف، ومن يرى واقع الحياة يجد أن طاعة المرأة لزوجها وتوددها إليه هو الذي يجعله مغرماً بها ممتلئاً بحبها، وقد قال الأوائل: «خير الزوجات المطيعة الحيية الفطنة الودود الولود القصيرة اللسان المطاوعة العنان»، وإن عناد المرأة وتحديها لزوجها كأنها تريد كسر رأيه من أهم أسباب المشاكل. وطاعته من أعظم حقوقه عليها، وقد جاء في الحديث الشريف «والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها» أخرجه بن حبان في صحيحه. وقد سألت السيدة عائشة رسول الله فقالت «يا رسول الله أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال: زوجها، فقالت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال أمه» أخرجه البزار. ومن حقه عليها أن تكون عفيفة في لسانها وتطهرها، فلا تتصل بمن لا يحب زوجها ولا تكلم من لا يريد وهذا أسلم لقلبه ومشاعره تجاهها ولو كان من أسرته أو أسرتها وأن يكون بيته وملاذه في أحسن ترتيبٍ وأرفع ذوق تأخذ رأيه في تنسيقه وترتيبه وتقوم هي بذلك، وإن كانت خدمة البيت غير واجبة عليها أو مفروضة ولكنها بعملها هذا تفتح صفحة الحب الدائم والعمل المثمر. وقد كانت السيدات الجليلات عبر العصور من أرفع الأسر يخدمن بيوتهن وأزواجهن ومنهن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، ومنهن أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام حواري رسول الله فكانت تحمل النوى. على رأسها من مسافة بعيدة وتستقي الماء، وتعجن وتخرز الدلو وتفعل غير ذلك، وهذا على سبيل التطوع ومساعدة الزوج وكسب مودته. وهنا نشير إلى أمر مهم ألا وهو تحميل الزوج فوق طاقته، وإن المرأة العاقلة لا تحمل زوجها فوق طاقته ولا تطلب منه ما يزيد عن الحاجة سواءً كان لها أو لأولادها وبيتها، وإن شعور الرجل بطمع زوجته، وإحساسه باستغلاليتها مما يعمق النفور في القلب وإذا تنافرت القلوب صعب جبرها وإعادتها إلى طبيعتها. وعليها ألا تصوم نفلاً وهو حاضر إلا بإذنه، وأن لا تمنعه نفسها متى شاء حتى يكون في عفاف وإعفاف لها، وقد جاء في الحديث الشريف «لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» أخرجه البخاري. ومن أعظم واجباتها أن تقوم على تربية أولادها وتعطيهم كامل عنايتها فتعلمهم مكارم الأخلاق وتزرع فيهم أحسن الطباع والآداب بصبر وإحسان دون منّ ولا أذى للزوج أو للأولاد. إنها استعدادات نفسية وقرارات عقلية تتخذها المرأة مع زوجها فيريا الأيام كلها جميلة هنية راضية مهما اعترضها من صعاب مادية أو تقلبات مؤثرة، وللعربيات في هذا المضمار أرفع الحكم وأبلغ الأمثال فقد أوصت امرأة ابنتها عند زواجها فقالت: أي بنية لا تغفلي عن نظافة بدنك، فإن نظافته تضيء وجهك وتحبب فيك زوجك وتبعد عنك الأمراض والعلل وتقوي جسمك على العمل، وإذا قابلك زوجك فقابليه فرحة، فإن المودة جسم روحه بشاشة الوجه. ألا وتذكري أيتها المؤمنة على الدوام قول النبي- صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» أخرجه الترمذي وابن ماجه. د. محمد مطر الكعبي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©