الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د. عبدالله السويجي: أحرص على أن تتطابق أفعالي مع أقوالي

د. عبدالله السويجي: أحرص على أن تتطابق أفعالي مع أقوالي
9 سبتمبر 2009 00:09
بكل أريحية وبمنتهى الهدوء يقوم الدكتور عبدالله صالح السويجي- الأستاذ بجامعة الشارقة ورئيس المجلس البلدي في مدينة كلباء، بتوزيع أوقاته بين المجالين، ويولي كلا منهما كل الجهد والاهتمام. الدكتور السويجي من الجيل المخضرم الذي بنى نجاحه في العمل بعد مشوار طويل من العلم والعمل والكفاح وتحمل شظف العيش قديما قبل قيام الاتحاد. بين العلم والعمل يعود السويجي بذاكرته إلى أهم محطات حياته فيخبرنا أنه تحمل مسؤولية الأسرة منذ كان صغيرا لأنه الابن الأكبر، وقد قام بدوري الأب في غيابه، والأم- رحمها الله- التي توفيت قبل خمسة أشهر- وتعلم كيف يتعامل في المواقف ومعها، وهو يعزو تقدير أهل الخليج لولادة طفل ذكر على الأنثى قديما لأن الابن يخرج وهو لا يزال على أعتاب المراهقة ليساعد والده، ويحصل على دخل يحسن وضع الأسرة. يقول السويجي: كان وقتي موزعا بين المدرسة وبين البحر أو مزارع النخيل. وتبدأ فترة العمل من الساعة الثانية ظهرا». ومن أهم ما كان يقوم به خلال المرحلة الدراسية، هو تجهيز نفسه للمدرسة قبل الفجر، فكان يركب سيارة والده بعد أن يتم تحميل السمك الذي تم صيده، ويذهب إلى سوق السمك في الشارقة قاطعا مسافة تزيد على الساعتين، ثم يعود لمدينة كلباء ليبدأ يومه الدراسي. أما فيما يخص الذكريات خلال الدراسة في تلك المرحلة، فقد كانت ذكريات حرصه على تحقيق هدفه في إنهاء تعليمه، أحد أهم ذكرياته. تخرج السويجي من مدرسة سيف اليعربي الثانوية عام 1979، يقول في خياراته بعد ذلك: «بعد الثانوية تابعت دراستي الجامعية في مدينة العين- جامعة الإمارات، حيث نلت درجة البكالوريوس- تخصص إدارة عامة وسياسية، وكان ذلك في عام 1984 ولم تكن تلك الفترة مريحة بالنسبة لي - نفسيا على الأقل- لأنني قبل ذلك كنت أساعد أسرتي ماديا من خلال العمل، ولذلك عندما تفرغت للدراسة كنت كثير التفكير في وضع أسرتي خاصة أنه يتوجب عليها توفير مستلزمات الدراسة في الجامعة». صقلت المرحلة الجامعية شخصية السويجي وبمجرد إنهاء الدراسة بدأ بالبحث عن وظيفة، وحصل على وظيفة رئيس قسم المشتريات في مستشفى كلباء عام 1984, وقد حصل بعد عامين من العمل على منحة دراسية في إيرلندا، من أجل الحصول على دبلوم عالي في إدارة المستشفيات، واعتبر أن ذلك سيشكل منعطفا في مستقبله المهني. اتفاق لاكتساب اللغة رفضت الأسرة رغبته تلك، خاصة أنه كان قد تزوج عام 1985 ابنة خالته التي ربطته بها علاقة ود منذ الصغر، ولكن الجميع وافق على سفره في نهاية الأمر. يقول: «عندما سافرت في تلك البعثة اكتشفت أنني لا أجيد الإنجليزية، وتم توزيع طلبة الإمارات في السكن، فكان نصيبي أن أسكن مع أسرة إيرلندية، كانت الإمارات تدفع 400 جنية أسبوعيا لتلك الأسرة مقابل السكن والوجبات». يضيف: «جاء رمضان وكانت فترة الإفطار وحتى الإمساك مدتها أربع ساعات فقط، وأذكر أن تلك الأسرة في بداية دخولي حياتها كانت تعتقد أن كل عربي جاهل وغير متحضر وهمجي، إلى أن تأكد لهم من خلال سلوكياتي وأخلاقياتي معهم غير ذلك». سجل السويجي في معهد من أجل اللغة ولكن لم يعجبه الحال، إذ شعر أن ذلك الأسلوب يحتاج لفترة طويلة كي يكتسب اللغة. فقام بالاتفاق مع جدة تلك الأسرة (العجوز) على أن يقوم بخدمتها مقابل أن تكون معلمته! وقد تم له ذلك واستطاع أن يتحاور بعد 6 أشهر، ولكن ليس باللغة الأكاديمية. ماأحلى الرجوع إليه بعد حصوله على الدبلوم عاد للعمل في الوطن، إذ أصبح مدير مستشفى كلباء، وبعد عامين أتيحت له الفرصة للحصول على الدكتوراه، حيث كان الفكر الإداري متأججا في داخله، ولكن بأسلوب مختلف عمن يعتقد أن المدير يجب أن يجلس في مكتب فخم ويدير العمل من وراء طاولته فقط. إذ كان أهم ما يحرص عليه -كما يقول- أن تطابق أفعاله أقواله. كان الدكتور السويجي يحلم أن يكون أستاذا في الجامعة لأنه شعر أن هناك من كان لا يرغب في الأفكار التطويرية الخاصة بالنظام الإداري في الوزارة، مثل أن تكون هناك هيكلية غير مركزية، وبعد عودته من بريطانيا عام 1999 حائزا على درجة الدكتوراه من جامعة «نيوكاسل» التقى بالصدفة مع الدكتور سليمان الجاسم فعرض عليه أن ينتقل للعمل في الكليات التقنية العليا. استمر السويجي في وظيفة مشرف شؤون المجتمع وتطوير القوى العاملة في الكليات التقنية مدة 8 سنوات، والتحق بالعمل كأستاذ جامعي في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بمقر الفجيرة ليكون قريبا من أسرته، ولكن بتوجيهات سامية انتقل إلى جامعة الشارقة ولا يزال فيها إلى جانب كونه رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء.
المصدر: كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©