الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إلغاء دهن العود

إلغاء دهن العود
9 يوليو 2008 23:37
الأحد الماضي كان من المقرر أن يعرض على خشبة مسرح مؤسسة العويس الثقافية في دبي مسرحية '' مضرب دهن العود'' لفرقة مسرح الشارقة، وذلك ضمن فعاليات الموسم المسرحي الذي تنظمه جمعية المسرحيين، إلا أن العرض قد ألغي لأنه لم يحضر من الجمهور سوى ثلاثة أشخاص· يثير هذا الإلغاء وعدم الحضور لعرض مسرحية ''مضرب دهن العود'' إخراج محمد العامري وتأليف أحمد بورحيمة، والحائزة على أفضل عمل متكامل في الدورة الأخيرة من أيام الشارقة المسرحية، الكثير من التساؤلات، والوقوف أمام الفشل الذريع الذي بلغناه في فن التسويق والترويج للإبداع المحلي، فيما البلاد تتسع لكل خرافات الدعاية والإعلام الحديثين؛ نعم نتساءل: ماالذي يجري؟ ما الذي يهدد الإبداع في ساحتنا المحلية؟ ومن خلال المتابعة التي نشرت أمس الأول على هذه الصفحة، وأجراها الزميل والشاعر عمر شبانة، للوقوف على أسباب إلغاء العرض، أحال الفنان القدير سيف الغانم بطل العمل، عدم الحضور إلى أسباب عديدة نوجزها في: ضعف الدعاية من قبل الجهة المنظمة للموسم المسرحي، حلول موسم الصيف والسفر، والتغيرات الثقافية التي يشهدها المجتمع الإماراتي· أما المسرحي عبد الإله عبدالقادر المدير التنفيذي لمؤسسة العويس الثقافية، ارجع السبب إلى وجود خلل في علاقة الناس مع المسرح، وكذلك إلى فترة الصيف، وقال إن المؤسسة أرسلت 1500 رسالة دعوة إلى جمهورها، إلا انه لم يحضر منهم سوى ثلاثة أشخاص· وفي بدء الكلام إذا اعتبرنا الصيف عذرا، فأنه عذر واهٍ جدا؛ ففي تغيرات التعاطي مع معنى الصيف في بلادنا، يكفي زيارة أي ''مول'' من مولات الدولة المزدحمة بالبشر، لنتأكد بأن الأمر ليس له علاقة بالصيف· وبذلك تبقى ثلاثة أسباب وهي المتعلقة في ضعف الدعاية من الجهة المنظمة والتغيرات الثقافية والخلل الذي أصاب العلاقة بين الناس والمسرح· وعندما نقف عند هذه النقاط الثلاث نستطيع وبلا أي مبالغة أن نقول إننا نعاني معضلة في تسويق المنتج الإبداعي المحلي، وكذلك في طبيعة علاقة الجمهور بالمسرح؛ وهنا نقصد المسرح الجاد، المسرح الحقيقي الذي يتم العمل فيه من خلال البحث والتجريب والعشق والضحك والفرح والحزن· ولذلك لا بد من الالتفاتة الحقيقية إلى الخلل الذي ينخر في العلاقة بين الجمهور والمسرح والتي من المفترض أن تنمو وتتعزز على مستوى كل الأجيال، فالمسرح أحد الفنون التي سنبقى في حاجة ماسة لها برغم كل التطور؛ المسرح هو مرآة وروح وعمق وتفاصيل وتفكير المجتمع، المسرح هو الفن الذي علينا أن نصونه وندسه في قلوبنا وقلوب الصغار·· كي لا ننكسر· لذلك لا بد من وقفة حقيقية وإعادة الأسباب إلى جذورها وتفكيكها على طاولة الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة؛ وذلك حتى لا نغرق في طوفان المتغيرات، التي تجتاح حتى تفاصيلنا الحميمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©