الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جبل الزنابق لسمر يزبك في الزيتون الأدبية بالقاهرة

جبل الزنابق لسمر يزبك في الزيتون الأدبية بالقاهرة
9 يوليو 2008 23:37
ناقشت ''ورشة الزيتون الأدبية'' في العاصمة المصرية القاهرة، كتاب''جبل الزنابق'' الصادر عن دار''المدى'' للكاتبة السورية سمر يزبك، وهو كتاب متوسط الحجم يقع في 166 صفحة· ويمكن تصنيف مضمون الكتاب، بالكتابة التي لا تلتزم بشكل أو نوع ادبي بعينه، وان كان يتراوح بين القص والشعر النثري في رصد الاحلام والمنامات، مستلهما في ذلك تجارب عظيمة ككتاب ''منامات الوهراني'' وكتاب'' 12 قصة عجيبة'' لجابرييل جارثيا ماركيز· ويضم الكتاب 79 نصا قصيرا حلميا عبارة عن نقل شعري سوريالي أحيانا يمزج بين الواقع والحلم في رصده للعديد من الاحلام والمنامات المتفرقة، حيث قالت الكاتبه انها استغرقت شهرين في كتابته، غير انها وصفت احلامها فيه بـ''الدفقات المفاجئة''· وان فكرة كتابة المنامات بدأت لديها عندما أرادت التحرر من ثقل يرهقها مثل أي شخص يعيش حياتين نهاراً مع أناس طبيعيين وكائنات مفكرة وليلا يبدأ استدعاء حياته الداخلية ''العقل الباطن'' فكانت هذه المنامات أشبه بعملية التصفية· وناقشه الكاتبة هويدا صالح والناقدان الدكتور شريف الجيار وسيد الوكيل والشاعر شعبان يوسف وادارت النقاش الروائية أمينة زيدان· وقالت الكاتبة هويدا صالح ان كتاب''جبل الزنابق'' يتراوح بين السرد واللغة الشعرية، وهو يفجر قضية قديمة جديدة في الادب وهي قضية الشكل والمضمون، ويعلي شأن حرية الكاتب في ان يكتب ما يشاء دون الالتزام بقالب ادبي معين، وهذا ما دفع الكاتبة لوصف الكتاب بأنه مجموعة ''منامات أحلام'' فهذا يريح القارىء ويحرره من اطار الشكل والنوع ويهيئه لكتابة حرة لا تلتزم إلا بما يعتمل داخل الكاتب من الاحاسيس والمشاعر والرؤى والافكار· وأشارت الى هيمنة الحس النسوي على نصوص الكتاب، وان الصوت النسوي في النصوص واضح حتى وهي تتحدث عن القضايا السياسية والمقولات الكبرى، والقهر الذي كان يمارس على الذات الساردة فهو نابع من المرأة نفسها، وكأنها هي ذاتها حارس قانون هذا القهر· أما الناقد الدكتور شريف الجيار قال: إن''جبل الزنابق'' يحاول نقل المتلقي من الوعي الى عالم الفانتازيا من خلال سرد المنامات والاحلام، لكنه لا ينقل الاحلام او يكتبها حرفيا، وانما يفّرغ من خلالها لقطات من الواقع الذي يمثل لحظة تأزم عند الذات الساردة، لذلك فإن نصوص الكتاب تتراوح بين نوعين أدبيين هما السرد والشعر كما هو الحال في ''قصيدة النثر'' فهي تعبر عن ذات حائرة في عالم مليء بالمتناقضات· فيما اشار الناقد سيد الوكيل، الى التماهي بين الذات الساردة والعمل الفني نفسه، وهناك درجة من الوعي بخصوصية الكتابة النسوية، فنحن أمام استعارة لغة الحلم مع غياب زمن الواقع في النص، ويمكن تقسيم التجربة الى مستويين، الأول الحكي وما فيه من دلالات وإسقاطات على الواقع وإحالتها الى الذات، والثاني الاعتراف بالحكي الواقعي فمن المعروف أن اللغة في الحلم تعمد الى تشويه الحقائق وتغييب العلاقة المباشرة بين الأشياء· وأشار الشاعر شعبان يوسف الى أن الكاتبة حددت كيفية قراءة نصها في البداية حينما عرفته، على الغلاف، بأنه'' حكي منامات''، وهذا يعطي ثلاثة مرجعيات، الأولى ''منامات الوهراني''، والثانية ''12 حكاية عجيبة'' لماركيز، والثالثة المدرسة السوريالية التي عبرت عنها اعمال جماعة ''الفن والحرية''، وهناك استدعاءات كثيرة لمرجعياتها الثقافية تشعر بأنها استعراضات ثقافية·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©