الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لعنة يورو 2016» تطارد أصحاب «الحذاء الذهبي» !

«لعنة يورو 2016» تطارد أصحاب «الحذاء الذهبي» !
29 يونيو 2016 22:30
أبوظبي (الاتحاد) رغم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النسخة الجارية من بطولة كأس الأمم الأوروبية، «يورو 2016»، إلى 24 فريقاً، ورغم وجود أغلب الكبار من أفضل هدافي القارة العجوز في مختلف البطولات الأوروبية خلال الموسم المنتهي حديثا، إلا أن مردود أغلب أصحاب الأحذية الذهبية لم يكن متوقعا على الإطلاق، منهم من غادر البطولة بالفعل بخُفَّي حُنين، والبعض استمر آملاً في تحسين صورته كقناص مميز للأهداف.. وعلى العكس منحت يورو 2016 وجهها الباسم، حتى الآن، لهدافين ليسوا هم الأكبر على مستوى القارة، لكنها كرة القدم. سؤال مهم للغاية يتداوله متابعو الكرة الأوروبية في العالم أجمع، خاصة عشاق الدون البرتغالي، كريستيانو رنالدو، نجم وهداف فريق ريال مدريد الإسباني الذي يصول ويجول طوال الموسم مع الفريق الملكي، محطماً الأرقام القياسية، واحداً تلو الآخر.. هل هذا هو المردود التهديفي المتوقع من صاروخ ماديرا مع السليساو؟.. بالفعل، هذا السؤال يتواجد بقوة على الساحة الكروية رغم اقتراب رونالدو من تحطيم رقم الفرنسي ميشيل بلاتيني في صدارة هدافي كأس الأمم الأوربية عبر التاريخ، بعدما سجل هدفين في النسخة الحالية ليصل إلى إجمالي 8 أهداف مقابل 9 لبلاتيني. الأمر لا يتعلق برقم قياسي قد يتمكن رونالدو من تحطيمه اليوم عند مواجهة بولندا في افتتاح مباريات الدور ربع النهائي من البطولة، ولكنه يتعلق بحدوث عطل واضح في ماكينة أهداف لا تهدأ ولا تتوقف عن هز شباك المنافسين، خاصة أن المجموعة التي وقع فيها منتخب البرتغال كان الكل يتوقع أن يلتهم فيها السليساو منافسيه وبعدد وافر من الأهداف، وربما أغلبها بقدم ورأس الدون. لكن حدث الأمر الغريب، وهو توقف رونالدو عن التسجيل في مباراتين، أمام آيسلندا والنمسا، بل أضاع رونالدو أيضا ركلة جزاء في اللقاء الثاني، وانتهى كلاهما بالتعادل، بيد أن كريستيانو استفاق بغتة في المواجهة المصيرية أمام المنتخب المجري، وأحرز هدفيه في البطولة حتى الآن، مانحا التعادل فقط للبرتغال في تلك المباراة أيضاً. ويبدو أن الضغوط الملقاة على عاتق رونالدو قد ألقت بظلالها على قدراته التهديفية، صحيح أنه شارك في هدف الفوز على كرواتيا في الدقائق الأخيرة من مباراة دور ال 16 بينهما، لكن المستوى العام له وللسليساو لم يكن يؤهله إلى تخطي العقبة الكرواتية المميزة في هذه البطولة، وبدا الاختلاف واضحا بين أسطورة ريال مدريد وبين قائد البرتغال، فرونالدو بالقميص الملكي هز الشباك خلال موسم 2015/‏‏2016 ، 51 مرة في مختلف البطولات، وبلغ معدله التهديفي تقريبا هدف واحد في كل مباراة لعبها مع الريال، في حين سجل كريستيانو مع البرتغال بمعدل هدف واحد في كل مباراتين خلال البطولة، في تراجع رقمي واضح لا يمكن تجاهله. وبالطبع فإن رونالدو يسجل مع البرتغال هدفا وحدا/‏‏ 195 دقيقة في يورو 2016، بينما كان يسجل مع البلانكو هدفا واحداً كل 84 دقيقة، وربما تكون المقارنة ظالمة بين 48 مباراة لعبها في بطولات الأندية مقارنة بأربع مواجهات في بطولة كبرى، لكن المعدلات وثبات المستوى تبقى مسألة مهمة في مثل هذه التحليلات التي تعرفها الكرة الأوروبية جيداً.. ويمكن المزج بين ذلك وبين إلقاء الضوء على بعض الإحصائيات الخاصة برونالدو في البطولة، خاصة المتعلقة بمحاولاته الهجومية على مرمى منافسيه، ورغم أنه الأغزر بالفعل في التسديد مقارنة بكل لاعبي البطولة حتى الآن، إلا أنه يفتقد وبشدة إلى الدقة المعروفة عنه والتركيز اللازم لهز الشباك، فمن بين 34 تسديدة نفذها رونالدو في 4 مباريات، بلغت محاولاته الدقيقة 9 فقط، بنسبة دقة 26.5%، ويظهر الفارق الكبير هنا أيضا عندما نقارن نسبة دقة تسديد رونالدو مع الريال والتي بلغت 40% في الموسم المنصرم.. فهل يقبل هداف دوري أبطال أوروبا وثاني هدافي الليجا أن يظل في المركز الرابع ضمن هدافي يورو 2016، أم ينتفض رونالدو الذي نعرفه؟ الأمر قد لا يبدو بهذا السوء مع رونالدو، على الأقل سجل الدون هدفين في البطولة، الصدمة الحقيقية جاءت مع المستوى الهزيل الذي قدمه السويدي الأسطوري، السلطان زلاتان إبراهيموفيتش، الذي سجل 43 هدفا هذا الموسم مع فريقه الفرنسي، باريس سان جيرمان، بل أنه تفوق رقميا في صراع الحذاء الذهبي الأوروبي على رونالدو ذاته، بعدما سجل إبرا 38 هدفا مقابل 35 للدون في بطولتي الدوري الفرنسي والإسباني على الترتيب. ولم يحرز القائد والهداف، زلاتان، أي هدف مع المنتخب السويدي، وغادر البطولة بعدما منى بهزيمتين أمام إيطاليا وبلجيكا، وتعادل في مباراة واحدة أمام المنتخب الأيرلندي ليحتل المركز الرابع والأخير في المجموعة الخامسة، التي تأهل منها الثلاثي الآخر، ولم يسجل المنتخب السويدي إلا هدفا واحدا فقط في مرمى الأيرلنديين، في مشاركة سيئة للغاية أعلن بعدها إبرا اعتزاله الدولي. الغريب أن إبراهيموفيتش كان ثاني أفضل هدافي تصفيات تلك البطولة، وأحرز 11 هدفا بقميص منتخب بلاده وقتها، لكن ما قدمه في يورو 2016 لم يكن في الحسبان أبدا، فإبرا خلال الموسم السابق كان المهاجم الأوروبي صاحب ثاني أفضل معدل تهديفي في كل بطولات الأندية بعد رونالدو، وسجل إبرا هدفا في كل 86 دقيقة لعب، أي ما يوازي هدف في كل مباراة تقريبا، بينما خاض في اليورو 3 مباريات بـ 270 دقيقة لعب دون أن ينجح في هز الشباك على الإطلاق، ولم يظهر إلا بالمشاركة في هدف بلاده الوحيد ن الذي جاء من نيران صديقة إثر عرضية إبرا. ولك أن تتخيل أن مهاجم بحجم إبراهيموفيتش لم يسدد سوى كرة واحدة فقط بين القائمين والعارضة في ثلاث مباريات لعب، مقابل 6 تسديدات خارج المرمى، و5 محاولات أجهضت بعدما اعترضها دفاع المنافسين دون أي تأثير خطير لها، وهى أرقام لا يصدقها أي متابع لهذا المهاجم القدير، وكأنه استبدل بشبح قبل خوض غمار تلك البطولة ! أما عن هداف التصفيات بـ 13 هدفا، وصاحب الحذاء الذهبي في ألمانيا بـ 30 هدفا في البوندسليجا، المهاجم البولندي ونجم بايرن ميونيخ، روبرت ليفاندوفيسكي، فقد خفت بريقه تماما في تلك البطولة أيضا، وكأن الكبار لا مكان لهم هناك في فرنسا، «ليفا» كان قد سجل في الموسم الماضي إجمالي 42 هدفا في مختلف البطولات بالقميص البافاري، وحل ثانياً في صدارة هدافي دوري أبطال أوروبا، إلا أنه نسى الطريق إلى الشباك في فرنسا، بعدما شارك في مباريات بولندا الأربع في البطولة ولعب 390 دقيقة كاملة دون أن يسجل هدفا واحدا، والكرة الوحيدة التي أسكنها الشباك كانت ركلة ترجيح أمام منتخب سويسرا في دور ال 16. ورغم أن ليفاندوفيسكي يسجل هدفاً واحداً على الأقل في كل مباراة لعب هذا الموسم، حسب معدلاته الرسمية، وعبر كل 100 دقيقة لعب تقريبا، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، وربما يجب عليه أن يستفيق خاصة قبل مواجهة الليلة أمام البرتغال، في صراع ثنائي من نوع خاص بين هدافين مميزين للغاية، لأن إجمالي 8 تسديدات فقط على المرمى خلال 4 مباريات في البطولة، منها تسديدتان فقط بين القائمين والعارضة، بدقة 25%، تعتبر أرقاماً لا تليق بحجم مهاجم البايرن ولا بأحد أفضل هدافي أوروبا والعالم، والسؤال هنا لا يخص النسر البولندي وحده، بل كل هؤلاء الهدافين، هل اللعب تحت لواء الأندية يمكن أن يختلف جذريا بهذا الشكل عن اللعب بقمصان المنتخبات؟ والحقيقة أن هذا السؤال مردود عليه من هؤلاء الهدافين بأنفسهم، حيث يتصدر كل منهم قائمة هدافي منتخب بلاده وفي بطولات وتصفيات كبيرة ! الخروج الكارثي للمنتخب الانجليزي من البطولة قد يغطي حاليا على الحديث عن أسماء بعينها ضمن قائمة الأسود الثلاثة، ولكن الصحافة هناك بعد الإفاقة من صدمة الإقصاء المذل على يد مقاتلو آيسلندا، ستبحث في ملفاتها، خاصة عن أصحاب المهام الهجومية في صفوف الإنجليز خلال هذه البطولة.. فالمهاجم الأول، حسب وصف الكثيرين هناك في إنجلترا، هاري كين، والذي قدم موسما ناريا مع فريقه، توتنهام هوتسبير، وانتزع صدارة هدافي بريمييرليج، الدوري الأقوى حسب العديد من التصنيفات، بإجمالي 25 هدفا، كان لاعبا وديعا للغاية في بطولة يورو الحالية، وغادر كين صفر اليدين بعدما فشل في تسجيل أي هدف خلال 4 مباريات لعب فيها 240 دقيقة، وحسب معدلاته، فإنه يسجل هدفا واحدا على الأقل في كل 141 دقيقة لعب، والغريب أن منافسي الإنجليز، سواء في المجموعة الثانية أو حتى في دور الـ16، ليسوا بالقوة الدفاعية الهائلة التي تعطل هاري كين إلى هذه الدرجة. وسدد هاري كين 4 كرات بين القائمين والعارضة و6 خارجهم في كل المباريات، والطريف أن محاولات كين الدقيقة كانت أغلبها في مواجهة آيسلندا غير القوية، وبلغت 3 تسديدات، لكنها لم تفلح في إنقاذ الإنجليز خاصة أنها كانت تسديدات ضعيفة للغاية وغير مؤثرة، وكانت له محاولة واحدة دقيقة فقط في مواجهة روسيا، بينما اختفى تماما أمام كل من ويلز وسلوفاكيا. ولم يكن زميله، جيمي فاردي، ثاني هدافي البريمييرليج بـ 24 هدفا، ومنافس كين الشرس على اللقب طوال الموسم، أفضل حالا من الأخير، وربما ظُلِمَ فاردي بحسب رأي الكثيرين في عدم إشراكه أساسيا في كل مباريات المنتخب الانجليزي، وأن عدم ثبات فكر روى هودجسون أو تشكيله في مباراتين متتاليتين في البطولة، هما أحد أسباب عدم ظهور مهاجم ليستر سيتي بالمستوى المعروف عنه، ولكنه ورغم سوء حالة المنتخب كله وعدم صناعة فرص تهديفية جيدة مع قلة التمريرات الحاسمة التي تمكنه من إبراز قدراته التهديفية. إلا أنه على الأقل أحرز هدفاً واحداً في البطولة أعاد به منتخب بلاده إلى مباراة ويلز بعد التأخر بهدف، وسجل فاردي الهدف بعد 10 دقائق فقط من دخوله كبديل في هذه المباراة، وبالطبع ليس هذا المعدل المعروف عن فاردي أيضا، فقد سجل 24 هدفا في 37 مباراة، بمتوسط هدف واحد كل مباراة ونصف تقريبا، وبمعدل هدف واحد لكل 133 دقيقة لعب، لكن كل الظروف المحيطة بفاردي زادت من صعوبة مهمته، فلم يسدد سوى 4 كرات على مرمى المنافسين في ثلاث مباريات، بينما يمتلك معدل 3 تسديدات تقريبا في كل مباراة خلال الموسم مع فريق الثعالب. ويأتي الدور في الحديث على الألماني الموهوب، توماس موللر، هداف مونديال 2010، وثالث هدافي بوندسليجا، وأيضاً رابع هدافي دوري الأبطال الأوروبي هذا الموسم، وسجل نجم بايرن ميونيخ 32 هدفا، بمتوسط هدف واحد في كل مباراة ونصف، وبمعدل هدف لكل 119 دقيقة لعب.. لكنه أيضا لم يتمكن من هز الشباك في يورو حتى الآن، رغم أن الماكينات الألمانية هي صاحبة ثالث أقوى خط هجوم في البطولة حتى الآن، والمعروف عن موللر أنه لا يفوت البطولات الكبرى دون تسجيل الأهداف، مثلما أحرز 10 أهداف في بطولتي كأس العالم 2010 و2014، بل أنه هداف ألمانيا في التصفيات المؤهلة إلى البطولة الحالية بإجمالي 9 أهداف وثالث هدافي تلك التصفيات. لعب موللر 360 دقيقة كاملة خلال 4 مباريات مع منتخب ألمانيا، وبلغت محاولاته على المرمى إجمالا 13 تسديدة، هو رقم مقبول لكن تأثيره لم يكن إيجابيا كفاية، حيث بلغت تسديداته الدقيقة 3 محاولات فقط، بنسبة دقة 23%، ويبدو أنه يصادف الكثير من سوء لحظ، حيث ارتطمت كرتين له بالقائمين والعارضة في عصيان واضح من الكرة تجاه اللاعب الألماني البارز. في نفس السياق، لم ينجح المنقذ الإسباني، مهاجم اتلتيكو بلباو المتألق في هذا الموسم، أريتز أدوريس، في الحفاظ على فرص «الماتادور» في الدفاع عن لقبيه الأوروبيين المتتاليين، ورغم أن أدوريس هو هداف بطولة الدوري الأوروبي بـ 10 أهداف، وصاحب 34 هدفا هذا الموسم في مختلف البطولات، إلا أنه شارك كبديل دائما مع المنتخب الإسباني، ولم ينجح في تسجيل أي هدف أيضاً، حيث لم يلعب سوى 86 دقيقة فقط. كما لم يُظهِر المهاجم الفرنسي، جيرو، قدراته التهديفية التي مكنته من تسجيل 21 هدفا مع أرسنال الانجليزي هذا الموسم، واكتفى بإحراز هدف واحد خلال 3 مباريات شارك بها، وصنع هدف الفوز على حساب المنتخب الأيرلندي العنيد في دور الـ 16.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©