الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

في آيسلندا.. مدرب لكل 800 مواطن وملعب بجوار المدرسة !

في آيسلندا.. مدرب لكل 800 مواطن وملعب بجوار المدرسة !
30 يونيو 2016 16:54
محمد حامد (دبي) قد تتوقف قصة آيسلندا الجميلة في يورو 2016 عند حاجز دور الـ8، خاصة أن اللقب حلم وهدف أمة كبيرة تحتضن الحدث اسمها فرنسا، وقد تتواصل المعجزة الكروية الآيسلندية، وفي جميع الأحوال دخل الآيسلنديون التاريخ من الباب الواسع، وأجبروا العالم ليس على احترامهم فحسب، بل دفعوا الجميع لطرح السؤال المثير في يورو 2016، وهو «ما سر المعجزة الكروية القادمة من الدائرة القطبية الشمالية؟». آيسلندا التي يبلغ عدد سكانها 332 ألف نسمة، وهي رابع دول العالم، وفقاً لمؤشر السعادة الذي يقوم على أسس تتعلق بالاقتصاد والصحة والتعلم والترفيه وغيره، كما أن متوسط دخل الفرد سنوياً يبلغ 50 ألف دولار، وهي واحدة من أكثر دول العالم رفاهية وتقدماً، كما أن ممارسة الرياضة جزء من روتين الحياة اليومية هناك، وعلى المستوى الاحترافي تعد آيسلندا واحدة من القوى العظمى في كرة اليد، ولكن من أين لها بهذا التألق المفاجئ في كرة القدم؟. منتخب آيسلندا لم يسبق له المشاركة في أمم أوروبا أو كأس العالم من قبل، وجاء التأهل إلى يورو 2016 على حساب المنتخب الهولندي العريق، بعد الفوز عليه ليكون الإنجاز الكروي الأهم في تاريخ الجزيرة البعيدة، ولكن ما تحقق في نهائيات البطولة المقامة حالياً في فرنسا جعل العالم يتابع باهتمام أدق تفاصيل «التجربة الآيسلندية»، فقد خاضوا 4 مباريات دون هزيمة. البداية الآيسلندية بالتعادل 1-1 مع برتغال رونالدو، وبالنتيجة ذاتها مع المجر، ثم الفوز 2-1 على النمسا في الجولة الأخيرة لمرحلة المجموعات، والتأهل لدور ال 16 في إنجاز تاريخي كبير، ثم كان التفوق على المنتخب الإنجليزي بهدفين لهدف هو الفوز الأهم في تاريخ آيسلندا، ليس لأنه تحقق على البلد العريق كروياً، بل لأنه ببساطة منحهم بطاقة التأهل إلى دور الـ 8 لبطولة أمم أوروبا 2016، لتصبح آيسلندا الصغيرة المجهولة كروياً عضواً في نادي الثمانية الكبار بالقارة الأقوى كروياً في العالم. ويظل للمعجزة الآيسلندية أسرارها، وهي تتلخص في النظام التدريبي والملاعب والتجهيزات التي تم توفيرها في السنوات الأخيرة، فضلاً عن عوامل إضافية على رأسها روح «الأسرة الواحدة» بين اللاعبين والجماهير، وكذلك سخرية البعض من آيسلندا وهو ما فعله رونالدو، فضلاً عن عقلية المدير الفني لاجرباك. مدرب لكل 800 01 الرخصة التدريبية A وB من أساسيات العمل في مجال التدريب، سواء مع الأندية المحترفة أو في الأكاديميات الكروية بأوروبا، وفقاً لقواعد «اليويفا»، وعلى نحو مفاجئ قررت آيسلندا مساعدة عدد كبير من المهتمين بمجال كرة القدم في البلاد بالحصول على هذه الرخصة، فبلغ عددهم ما لا يقل عن 165 مدرباً للرخصة الأعلى، و570 للرخصة الأقل، مما جعل هناك مدرباً لكل 800 مواطن، وليس لاعب، فيما تملك إنجلترا مثلاً مدرباً لكل 11 ألف مواطن، ويحصل المدربون في آيسلندا على حوافز مالية كبيرة، وخاصة ممن يعلمون مع الناشئين والأطفال، والمدهش في الأمر أن عدداً كبيراً من المدربين يعملون بدوام جزئي ويشغلون بعض المهن الأخرى. ملعب بجوار المدرسة 02 الخطة الآيسلندية التي بدأت قبل 15 عاماً، فأثمرت منتخباً اخترق دائرة الثمانية الكبار في يورو 2016، اعتمدت على الملاعب المغطاة بنسبة كبيرة، فقد تم إنشاء ملعب بجوار كل مدرسة، فضلاً عن الملاعب والصالات الموجودة بالأساس في المدارس، مما قضى على مشكلات ممارسة كرة القدم في جزيرة لا تتمتع بالأجواء المستقرة، وارتفعت قاعدة الممارسة منذ أكثر من 10 سنوات بصورة لافتة، ما أدى إلى انتشار عدوى حب كرة القدم بين الأطفال والشباب في البلاد، وتشير التوقعات إلى أن النجاح اللافت لآيسلندا في يورو 2016 سيكون مؤثراً في منح كرة القدم دفعة معنوية هائلة في المستقبل، وجذب الآلاف لممارسة اللعبة. سحر لاجرباك 03 من المعروف أن هناك تناغماً كبيراً بين الدول الإسكندنافية، ومنها السويد وآيسلندا على المستويات الاجتماعية على الأقل، وهو الأمر الذي جعل مهمة لارس لاجرباك المدرب السويدي المخضرم أكثر سهولة مع آيسلندا، حيث يعود له الفضل في جعل آيسلندا منتخب يحظى باحترام العالم، فقد مهد له الطريق للتقدم 100 مركز في تصيف الفيفا، ويتولى لاجرباك المهمة منذ 2011، محققاً إنجازات مهمة، لعل أكثرها تأثيراً هو زرع عقلية الفوز في اللاعبين، ويكفي أنه كسر عقدة الخوف من البرتغال ورونالدو بتصريح نفسي يتسم بالذكاء حينما قال، إن رونالدو وبيبي أتيا من هوليوود وليس عالم كرة القدم، في إشارة إلى أنهما يملكان قدرات تمثيلية كبيرة. سخرية الدون 04 ليس رونالدو وحده من سخر من آيسلندا، بل إنه يجسد الرمز لكل من شككوا في قدرات آيسلندا، أو بالأحرى توقعوا أن تكون مشاركتهم الأولى في يورو 2016 شرفية وربما كارثية، فقد قال رونالدو ساخراً إنهم لا يفعلون شيئاً سوى محاولة إفساد هجمات المنافسين، مؤكداً أنهم لن يفعلوا شيئاً، بل سخر من احتفالهم بالتعادل مع البرتغال حينما قال إنها احتفالية منتخب بطل ليورو 2016، وتواصلت السخرية، ومقابل ذلك تعززت مشاعر الحماس والرغبة في إثبات الذات لدى الآيسلنديين، وصولاً إلى قول جاري لينيكر، إن إنجلترا سقطت على يد منتخب يمثل بلداً تتفوق فيه البراكين على عدد اللاعبين المحترفين. منتخب العائلة 05 هو منتخب الوطن، لا بل هو منتخب العائلة على حد تعبير صحيفة «التلجراف» اللندنية التي قالت، إن هذا هو الفارق الأساسي بين كتيبة المحاربين التي تمثل آيسلندا، وبين منتخب إنجلترا الذي يضم أشهر النجوم، وفي وصفها لسر المعجزة الآيسلندية، قالت إن المشجع الآيسلندي لا يشعر بالصدمة حينما يرى لاعباً شهيراً يمثل المنتخب يجلس إلى جواره في المطعم أو وسيلة المواصلات، حيث لا مبالغة في نجومية اللاعبين، أو رد فعل الجماهير تجاه هؤلاء اللاعبين، الأمر الذي مهد لمنتخب يمثل الوطن، بل هو منتخب العائلة الآيسلندية الذي يؤدي بمزيج مثير من الروح القتالية والصبر، والإصرار على عدم السقوط أمام عمالقة الكرة الأوروبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©