الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اقتصاد راسخ رأس ماله الإنسان

اقتصاد راسخ رأس ماله الإنسان
18 ابريل 2018 00:52
بسام عبدالسميع (أبوظبي) وضع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يديه المعطاءة في الأرض القاحلة فجعلها إمارات الخير والعطاء والرقي والتطور، ليوظف عوائد النفط لبناء اقتصاد قوي ومتماسك، اعتماداً على الاستثمار في الكوادر البشرية الإماراتية باعتبار أن رأس المال الحقيقي غير الناضب والمستدام هو الإنسان - في تجربة استثنائية - ظهرت آثارها جلية في تبوء الإمارات أهم مركز مالي واقتصادي في الشرق الأوسط، وتحقيق مستوى من الرفاه الاقتصادي والمعيشي أصبح مضرباً للأمثال. ويرجع الفضل إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس اقتصاد متنوع الموارد، لتتبوأ الدولة مكانة مرموقة بين الأمم والدول لسياستها الحكيمة وحرصها على تنمية المواطن الإماراتي والاعتماد عليه ليكون محور نجاح التجربة الإماراتية. وأسهمت مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي في مزيد من النمو، إذ دعا الشيخ زايد إلى عمل المرأة، وجعلها صنو الرجل في مجالات الحياة. وأدت إنجازات العقد الأول من تأسيس الدولة إلى انطلاق مرحلة جديدة من الرخاء الاقتصادي المميز، حيث بدأ الاقتصاد يتحول إلى اقتصاد عالمي يعتمد على تنويع مصادر الدخل، ويركز على التجارة والسياحة والخدمات ودخل في مرحلة استقطاب التكتلات الاقتصادية العالمية. ولعب قطاع السياحة دوراً أساسياً في مسيرة التطور الاقتصادي للدولة، حيث نجحت الدولة في أن تكون معلماً سياحياً مهماً على الساحة العالمية بفضل البنية التحتية المتطورة وسياسات الانفتاح الاقتصادي والتخطيط الدقيق والمدروس، حيث أصبحت الدولة تتربع على عرش السياحة في المنطقة. وانتهج الشيخ زايد، سياسة إنتاج النفط إلى جانب الزراعة والتجارة والصناعة والسياحة لتحقيق التنمية المتكاملة، حيث أقام المناطق الصناعية باستثمارات ضخمة محققاً صناعة وطنية عالمية، وكانت صناعة المشتقات البترولية في مقدمة تطور هذا القطاع، وذلك بالتوازي مع إنشاء بنية تحتية عالمية، حيث شيد الطرقات الجسور والموانئ والمطارات، ووفر المياه والكهرباء لتصبح الإمارات بيئة مثالية للحياة والاستثمار والتطور المستدام. وركز الشيخ زايد على الصناعات القائمة على زيادة القيمة المضافة في قطاع النفط، عبر إنشاء المصافي وإنتاج الكيماويات والبتروكيماويات وتحويل المواد النفطية المستخرجة إلى مواد مصنعة لها قيمة إضافية تستفيد منها الدولة. وأسس الشيخ زايد، جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976، لاستثمار الفوائض المالية المتحققة من الصادرات النفطية، في قطاعات متنوعة الأصول ذات المخاطر القليلة، وذلك في خطوة استباقية ظهرت آثارها الإيجابية وفوائدها الجمة عبر الاستثمارات المتنوعة للجهاز والعوائد المجدية التي يحققها ويسهم بها في اقتصاد أبوظبي، ليصبح الصندوق السيادي لأبوظبي أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم. وتعكس مقولة زايد: «المصانع لا تبني اقتصاداً بل الرجال هم الأساس»، دلالات واضحة على توجه مؤسس الدولة للاستثمار في الإنسان. واعتمدت رؤية الشيخ المؤسس على توفير اقتصاد متكامل ضمن مراحل مركبة، منها إصدار القوانين والتشريعات لتنظيم عمل الشركات والمؤسسات، وإتاحة الفرص الاستثمارية للمواطنين والمقيمين. وأثمرت جهوده في تنويع موارد الدخل إلى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية إلى أكثر من 70% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لدولة تعتمد أساساً على النفط، الأمر الذي اعتبره معظم المراقبين في العالم معجزة اقتصادية في القرن العشرين، ونموذجاً أصبح مثالاً يحتذى به للدول والشعوب الطامحة للتطور. وشكل عقد السبعينات مرحلة البدايات والتنظيم، فيما مثل عقد الثمانينات مرحلة البناء، واتسم عقد التسعينيات بالتوسع والتنوع لتدخل الدولة مرحلة التمكين بحلول القرن الحادي والعشرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©