الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سباق الرئاسة الأفغاني: عبدالله..زلماي..أمْ غاني؟

سباق الرئاسة الأفغاني: عبدالله..زلماي..أمْ غاني؟
2 ابريل 2014 23:19
رونالد نيومان سفير أميركي سابق في أفغانستان مايكل أوهانلون باحث بارز بمؤسسة بروكينجز يحاول بعض المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي ستجرى في الخامس من أبريل الترويج لوجهة نظرهم وسط الغربيين بأنه ما لم يحدث تزوير فقد لا يخوضون جولة إعادة. وهذه محاولة مقصودة للحض على تدخل أميركي مهما يكن من أمر الحقائق. فانتقال السلطة سلمياً إلى رئيس جديد يحظى بقبول واسع من الشعب الأفغاني مهم لعدة أسباب منها، ضمان مستقبل الاستقرار في أفغانستان والحفاظ على دعم الكونجرس الأميركي للبلاد وفوق كل هذا تحقيق هدف استراتيجي وهو ألا تصبح البلاد قاعدة للإرهاب ضد الولايات المتحدة. ومن الممكن أن يقوض التزوير الشديد الهدف من انتقال مقبول للسلطة، لكن من المهم عدم نزع المشروعية عن الانتخابات الأفغانية لمجرد أنها لم تبلغ الكمال. فيجب على المجتمع الدولي أن يركز على معيار عملي يقر بالتحديات التي لا تجد الديمقراطيات الناشئة بداً من مواجهتها عند عقد انتخابات، وألا يسمح للمفاهيم المسبقة أن تكتب القصة مقدماً. وهناك أسباب معقولة تماماً لاحتمال أن يفوز أي من المرشحين الرئيسيين الثلاثة وهم وزيرا الخارجية السابقان عبد الله عبد الله وزلماي رسول ووزير المالية السابق أشرف غاني. وغاني ورسول مثل الرئيس حامد كرزاي من البشتون أكبر العرقيات في أفغانستان. ويعتبر عبد الله في المقام الأول من الطاجيك ثاني أكبر العرقيات التي ينتمي إليها الكثير من القادة العسكريين. فلنلق نظرة على كل واحد منهم. يمتاز عبد الله الذي نافس كرزاي في السباق الرئاسي لعام 2009 بين المرشحين الثلاثة بأنه قضى معظم الوقت في أفغانستان أو بالقرب منها أثناء فترة الاضطرابات في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وعمل لفترة من الوقت كمستشار سياسي لتحالف الشمال ولزعيم المجاهدين الشهير أحمد شاه مسعود. وبرنامجه يلتزم بالإصلاح السياسي، ويقترح فكرة الانتخاب المباشر لحكام المحليات الذين يعينهم الرؤساء حالياً وإصلاح مجلس الشيوخ. والمسؤولون المدرجون في برنامجه الانتخابي يمثلون عرقيات مختلفة منهم البشتون والهزاره. ويحظى فيما يبدو بدعم كبير في المناطق التي يهيمن عليها الطاجيك، حيث يستتب الأمن إلى حد كبير، ولذا يحتمل أن يدلي عدد كبير نسبياً من الناخبين بأصواتهم، ويحظى أيضاً بدعم كبير في قطاعات من مناطق البشتون. لكن عرقية عبد الله من نقاط ضعفه، فرغم أن الأفغان ليسوا أصحاب نعرة عرقية كما هو الحال في العراق وسوريا كما تبين ذلك في الآونة الأخيرة، لكن هناك تقليداً قوياً وتوقعات بأن يكون الرئيس المقبل من البشتون. فمازال يُنظر إليه على أنه نصف بشتوتي من ناحية والده، ولأنه قاتل مع «تحالف الشمال»، الذي كان يتزعمه الطاجيك، وربما تجد باكستان في قيادته إزعاجاً لها فتعزز دعمها لـ«طالبان» إذا فاز. وبسبب تاريخه من التنافس مع كرزاي، فإن انتخابه قد يثير مخاوف بشأن توترات كبيرة بينهما. أما «غاني» فهو رجل ألمعي قضى سنوات طويلة في الغرب. وعاد إلى أفغانستان بعد الإطاحة بـ«طالبان»، وكان شخصية محورية في الحكومة. وربما يكون أفضل اقتصادي وهو مؤهل بشكل جيد للتصدي للمشكلات الاقتصادية التي ستتفاقم بسبب انسحاب القوات المقاتلة التابعة لحلف شمال الأطلسي. وجمع «غاني» رصيداً وطنياً واسع النطاق في الماضي القريب لدوره في العملية الانتقالية. لكن لديه جوانب سلبية كبيرة أيضاً. فكثيرون يخشون أن يعرقل مزاجه عمله مع مراكز القوة المحورية. فقد اختار الجنرال عبد الرشيد دستم القائد الأوزبكي المعروف بوحشيته ليكون نائبه الأول في مسعى دون شك ليكسب الكثير من أصوات الأوزبك. ودستم يكرهه كثيرون خاصة البشتون. كما لا يوجد طاجيك بقائمة المسؤولين في برنامجه الانتخابي، ويعتبره البعض بشتونياً متعصباً ضد الطاجيك. ويتهمه البعض بأنه شيوعي متخفٍ وهو الاتهام حتى لو كان غير منصف سيكلفه الكثير من الأصوات. وأخيراً زلماي رسول، فهو رجل مهذب عاش في إيطاليا ليعمل طبيباً شخصياً للملك الأفغاني المنفي، وكان رسول حتى العام الماضي وزيراً للخارجية، وهو المنصب الذي شغله عبد الله سابقاً في رئاسة كرزاي. وأفضل نقاط قوته هو أنه يعتبره أبعد المرشحين عن تحقيق تغيير جذري. وهذا يحمل الطمأنينة لوسطاء السلطة، وربما لبعض العناصر الإجرامية وأيضا للأفغان العاديين الذين يشعرون بأنهم مهددون بتغيير مستمر. والأسماء المطروحة في برنامجه الانتخابي هم أفراد ذوو سمعة طيبة يمثلون توازناً عرقياً جيداً. وفيما يتعلق بالعيوب، يُنظر إلى رسول باعتباره أضعف من أن يواجه مشكلات البلاد. ودخل السباق متأخراً ويعتبره البعض مرشح كرزاي المفضل خاصة بعد انسحاب عبد القيوم شقيق كرزاي ودعمه لرسول. وهذا يعني أن كرزاي قد يؤثر كثيراً على رئاسة رسول، وقد لا يتصدى رسول للفساد وسوء الإدارة المتورط فيها كثيرون من الدائرة الداخلية لكرزاي. ويثير هذا أيضاً القلق الذي يشترك فيه ويذكيه معسكرا غاني وعبد الله، وهو أن فوز رسول سيكون نتيجة تزوير تقوده الحكومة. لكننا وجدنا في الحقيقة، في رحلتنا في الآونة الأخيرة لأفغانستان، أن رسول يحظى بدعم متنام في عدة مناطق لكن لا يمكننا التحقق من عمق هذا الدعم. سيكون كل مرشح منهم رئيساً محتملاً لأفغانستان أو خاسراً محتملاً في الجولة الأولى. وكل واحد منهم سيكون أفضل للغرب من كرزاي. لذا فعندما يتحدث أي معسكر خاسر في الجولة الأولى عن تزوير يجب علينا ألا نقفز إلى أحكام أو نعلن فشل المشروع الأفغاني. لكن من المهم أن يكون التزوير أقل مما كان عليه عام 2009، وأن تكون الهيئات المستقلة التي تجري الانتخابات، وتكفل نزاهتها راغبة وقادرة على القيام بعملها بكفاءة. ومن المهم أن يعمل أي فائز بجد ليخلق حالة من الاحتواء والاستقرار في حكومته، وأن يحمل مسؤوليات الحكم محمل الجد. ومن المهم أيضاً في الأسابيع المقبلة التحلي بالموضوعية وتقصي الحقائق والضغط بهدوء على المتنافسين، الأفغان للتوصل إلى اتفاقات يستطيعون من خلالها العيش سوياً. فهناك الكثير من الأمل في هذه العملية ويجب علينا ألا نسارع بإصدار الأحكام. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©