تصنيف «السياحة الخضراء» بدبي وفق معايير «صير بني ياس»

تطبق دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي المعايير والممارسات البيئية لجزيرة صير بني ياس على معايير السياحية الخضراء في إطار التصنيف الفندقي الجديد بالإمارة، إلى جانب اعتمادها ضمن معايير جائزة دبي للسياحة الخضراء. وقال إياد عبدالرحمن المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الإعلامية وتطوير الأعمال بالدائرة إن المعيار البيئي من المعايير التي تم استحداثها في التصنيف الفندقي الجديد للإمارة، مؤكداً أن السياحة الخضراء جزء من التطور الذي تشهده السياحة في الدولة. وأضاف “اطلعت الدائرة على العديد من التجارب في مجال السياحة الخضراء، ولاشك أن تجربة صير بني ياس من أهم التجارب في هذا المجال”. وبين أنه تمت دراسة تلك التجربة من خلال زيارات ميدانية للجزيرة، والعمل على إيجاد شراكة بعيدة المدى من اجل تعزيز التعاون فيما يتعلق بالخبرات المحلية في السياحة الخضراء. وأعلنت الدائرة أمس إطلاق الدورة الثانية لجائزة السياحة الخضراء بالتعاون من هيئة كهرباء ومياه دبي، وبلدية دبي، وجراند حياة، وسط توقعات بارتفاع عدد المشاركين في الجائزة إلى 120 منشأة مقابل 79 في الدورة الأولى. وقال عبدالرحمن “تعمل الدائرة على تعزيز فكرة الجائزة التي لاقت رواجاً وصدى واسعين لدى المنشآت الفندقية على مختلف فئاتها منذ إطلاقها عام 2009. وبدأت الدائرة التعاون مع جزيرة صير بني ياس للاستفادة من تجربة الجزيرة في إرساء مفاهيم جديدة للسياحة الخضراء، والممارسات البيئية التي تطبقها المحمية، وفق أسس عالمية، وفي تجربة سبقت كل مناطق العالم على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وقام فريق عمل من الخبراء والمتخصصين من الدائرة بزيارات إلى الجزيرة، بهدف التعرف على مختلف مقوماتها وتجربتها في مجال السياحة الخضراء. إلى ذلك، قال ماجد المري، مدير ادارة تصنيف الفنادق إن “سياحة دبي” تعكف حالياً، وبالتعاون مع مؤسسة التنظيم العقاري ودائرة الأراضي والأملاك بدبي على صياغة أول نظام من نوعه في الإمارة لتنظيم قطاع “المشاركة في الوقت time sharing”، حيث يوفر القواعد القانونية لهذا النظام، وتحديد المعايير التي سيتم تطبيقها على الفنادق والمنشآت الفندقية، وذلك ضمن نظام التصنيف الجديد. وتبحث الدائرة أيضاً آليات تطبيق نظام فنادق الخدمات الذاتية، ووضع المعايير لإدارة تلك الوحدات كشقق فندقية، وفق أسس إدارية وفندقية لاتقل عن نفس الخدمات الفندقية بالإمارة. وقال عبد الرحمن إن الدائرة انتهت فعلياً من التصنيف الفندقي الجديد بالإمارة، والذي يتضمن معايير وفئات جديدة، تعكس حجم التطور الحاصل في دبي، والتنوع في اختيارات السياح وزوار دبي. ولفت إلى أن تصنيف الفنادق الجديد يوسع فئاتها مع نمو القطاع في دبي، وسيضم 17 فئة جديدة كلياً، بينها الفنادق الصديقة للبيئة، والفنادق العائلية، وفنادق مراكز التسوق، والمنتجعات، والفنادق الصحراوية، علاوة على فنادق القريبة من البحر، والشاطئية. وبين أن التنوع في الفئات يغطي قطاعات جديدة بينها فنادق المطارات والتي تقع في نطاق 5 كيلومترات من المطار، وفنادق المؤتمرات، وغيرها، كما ستكون هناك فنادق تحمل علامة أكثر من فئة، وفقا لما يقدمه كل فندق من خدمات. ولفت المري إلى أن التصنيف الجديد للمباني الخضراء يحتم وجود شخص واحد على الأقل في المنشأة الفندقية، حيث يقوم ذلك الشخص بالتنسيق مع الدائرة بغرض تشجيع الممارسات البيئية في المنشأة وخلق بيئة للسياحة المستدامة في القطاع الفندقي. وأضاف أن الفنادق الخضراء من شأنها أن تكون جزءاً أساسياً من المعايير الجديدة للتصنيف الفندقي. لكن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي لا تلزم الفنادق حالياً باتباع تلك المعايير، وهو ما أدى إلى وجود مشاركة واسعة في الجائزة من فنادق دبي، بحسب المري الذي أشار إلى أن مرحلة الإلزام يمكن أن تأتي لاحقاً. وتوقع المري أن يكون هناك عدد كبير من الفنادق الخضراء أو الصديقة للبيئة بنسبة 100% في المستقبل، حيث تتبع دائرة السياحة والتسويق التجاري استراتيجية الاستدامة، وهو ما يتوافق مع تحويل أكبر عدد ممكن من الفنادق في دبي إلى فنادق خضراء صديقة للبيئة. وأكد أن نسبة الفنادق التي تهتم بتطبيق المعايير الخضراء في دبي من إجمالي عدد الفنادق العاملة في المدينة حاليا تصل إلى أكثر من 50%، وهو ما يعكس اهتماما كبيرا بتلك المبادرات الصحية. وأفاد جون بافرج مدير عام فندق جراند حياة دبي بأن المسؤولية المشتركة بين الفنادق ودائرة السياحة، تحتم وضع خبرة إدارة الممتلكات مع الالتزام التام بإشراف حقيقي واستراتيجي للبيئة، مشدداً على الالتزام بتصميم وبناء وإدارة الفنادق المبتكرة التي توفر للنزلاء، خاصة فيما يتعلق باحترام البيئة الطبيعية والمجتمعات المحلية التي تعمل فيها الفنادق. من جانبه، بين حمدان الشاعر المدير في بلدية دبي أن البلدية تعمل مع “سياحة دبي” لتعزيز مفهوم المباني الخضراء في القطاع الفندقي، مشيراً الى أن الدليل البيئي لدبي حدد السنوات من 2011 إلى 2013 مرحلة للتوعية، وبعدها سيتم تقييم تجربة المباني الخضراء. واكد أن التحول الى “المباني الخضراء” ليس إلزامياً على المنشآت القائمة، بل هو اختياري، ولكن هناك شروطاً جديدة على المباني الجديدة. من جانبها، أشارت امل كوجك من هيئة كهرباء ومياه دبي إلى أن اتباع السياسيات البيئية أصبح جزءاً أصيلاً من نشاط الهيئة، منوهة الى أن فعالية ساعة الأرض في دبي ليلة أمس الأول وفرت 204 آلاف كيلوواط و122 ألف كيلو من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأضافت “نعمل مع سياحة دبي لنشر الوعي لدى القطاع الفندقي من أجل الحد من استهلاك الكهرباء والمياه”. الاستراتيجيات البيئية بالفنادق من أهم معايير الجائزة دبي (الاتحاد) - قالت شيخة إبراهيم المطوع مدير إدارة تطوير الأعمال ورئيس لجنة المنظمة لجائزة السياحة الخضراء بدبي إنه تم تحديد أربعة معايير رئيسية ترتكز عليها الجائزة لتقييم المنشآت المشاركة. وبينت أن المعايير تشمل النظر في الاستراتيجيات البيئية التي اعتمدتها الفنادق في تنفيذ بعض المشاريع والأنشطة المتعلقة بالمبادرات البيئية، وإذا ما كانت المنشآت قد وضعت لديها مؤشرات قياس للأداء. ونوهت الى أن هناك معيارا خاصا بدرجة الوعي والتعلم بحيث يؤخذ في الاعتبار عدد ورش العمل التي تقيمها الفنادق للتوعية بأهمية البيئة، علاوة على الحملات الدعائية التي نظمتها والجوائز التي حصلت عليها الفنادق في هذا المجال مما يدعم جهودها البيئية، اضافة الى زيارات ميدانية للفنادق المشاركة للتأكد من التزامها بما أعلنت عنه في نموذج التقديم . وأفادت بأنه تم تشكيل مجلس استشاري للبيئة، إضافة إلى تشكيل فرق خضراء في المنشآت الفندقية تتكون من خبراء البيئة في قطاع السياحة المحلية والدولية كمستشارين للجائزة.