الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هنريك برودر.. إسلامه يحدث صدمة في أوروبا

هنريك برودر.. إسلامه يحدث صدمة في أوروبا
12 يوليو 2016 17:03
أحمد مراد (القاهرة) ولد الكاتب الألماني الشهير هنريك برودر في مقاطعة سيلسيا في بولندا في 20 أغسطس عام 1946، وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره انتقل مع أسرته إلى ألمانيا، ودرس الاقتصاد والقانون، ولكنه فشل في التخرج، ولم يحصل على أي شهادة، وفي نهاية الستينيات بدأ رحلته الصحفية، حيث أصدر بالاشتراك مع آخرين صحيفة أصبحت فيما بعد من أشهر الصحف في مدينة هامبورج. وكان هنريك برودر معروفاً بمعاداته الشديدة للإسلام والمسلمين في مواقفه وكتاباته، لدرجة أنه ألف كتاباً تحت عنوان «أوروبا تستسلم»، وكان الأكثر توزيعاً وحذر من استسلام القارة العجوز للإسلام، وقال فيه: لا أريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، وعندما يصرح وزير العدل الألماني بأنه من الممكن أن تكون الشريعة الإسلامية هي أساس القوانين فعلى أوروبا السلام، فالإسلام أيديولوجية أصبحت مرتبطة بالعداء للحياة العصرية الغربية. وعلى مدى عدة سنوات، اعتاد برودر أن يثير مخاوف الأوروبيين من الإسلام باعتباره - حسب زعمه حينئذٍ - الدين الذي لا يقبل التعايش مع الآخر، والذي يهدد أوروبا بالفناء، ودعا الشباب الأوروبي للهجرة خارج القارة الأوروبية لأنها لم تعد قارتهم التي يعرفونها، وقال: «ولهذا فإنني أنصح الأوروبيين الشباب بالهجرة، فأوروبا الآن لن تظل كذلك لأكثر من عشرين عاماً، إذ إنها تتحول إلى الإسلام من الناحية الديموغرافية». ولم يكتف برودر بنشر سمومه لقارئ الصحف الألمانية فحسب، بل إنه قام بجمع وترجمة أعماله إلى الإنجليزية، حتى بلغت في مجملها ثمانية عشر مجلداً ضمنها دراساته ومقالاته التي نشرها بالألمانية منذ العام 1979، يتناول فيها فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها على العالم وأوروبا بشكل خاص من منظور عدائي للإسلام والمسلمين. وفي كل كتاباته انحاز بطبيعة الحال لإسرائيل وسياستها، ولم يكن انتصاره - كيهودي - لإسرائيل فحسب، بل إن كتاباته كانت تحمل دفاعاً محموماً عن كل ما قام به يهود ألمانيا في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، وكان دائماً ما يستجدي تعاطف القراء بترديده أن والديه كانا شاهدي عيان على المحرقة النازية. وكان برودر دائم المزج بين النازية والإسلام لإثارة مخاوف الألمان من الخطر الأخضر - وهو الإسلام - وقد أطلق اسم «جهادي» على موقعه في إشارة لمذكرات الزعيم النازي هتلر الذي أطلق عليها اسم «كفاحي»، ومن خلال هذا التشابه الساخر يربط بين النازية والإسلام. وفجأة، وبالتحديد في شهر فبراير العام 2008، يخرج برودر في مقابلة إعلامية معه ليصرخ قائلاً: اسمعوني.. فينصت الجميع على أمل أن يسمعوا منه أحدث حلقات مسلسل التحريض ضد الإسلام والمسلمين، ولكن خاب ظنهم هذه المرة، إذا به يكمل جملته قائلاً: لقد أسلمت، وبعد أن نطق الشهادة أطلق على نفسه اسم «محمد هنريك برودر»، وبعدها ألف كتاباً حمل عنوان «هاي.. نعم أنا أسلمت»، وكان ذلك بمثابة صدمة لأوروبا. قال برودر: لقد جاء إعلان إسلامي نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسي لسنين طويلة، أنا الآن أفتخر بأني عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمئة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة بشكل دائم، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه - يقصد الإسلام - لقد شاهدت العلاقات بين المسلمين وخصوصاً من الناحية الجنسية، والطهارة والعفة والتواصل الاجتماعي الذي تفتقده أوروبا، وكانت كل هذه الأمور دافعاً كبيراً لي لكي أتحول إلى الإسلام دين رب العالمين. أشعر براحة ما بعدها راحة ذلك لأنني نجحت أخيراً في التخلص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحي. وحول تخليه عن دينه اليهودي، أكد برودر أنه لم يدع ديناً، وإنما عاد إلى إسلامه، الذي هو دين الفطرة التي يولد عليها كل إنسان، موضحاً أنه أصبح على معرفة جيدة بأحكام الدين الإسلامي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©