الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى المهيري: تعلمت من التطوع معنى السعادة

منى المهيري: تعلمت من التطوع معنى السعادة
30 يونيو 2016 15:21
موزة خميس (دبي) منى حارب المهيري.. صاحبة إحدى أبرز المساهمات الإنسانية في المنطقة، حيث خرجت مبادرتها «أرقام تتنفس» من الإمارات، ووصل صداها إلى دول الجوار، فمن خلالها قررت بث الروح في اللاجئين السوريين وتسليط الضوء عليهم، خرجت بشكل شخصي مع مجموعة من المتطوعين الذين تجاوبوا مع ما تكتب في وسائل التواصل.. ولفتت الأنظار إلى أن الشعب السوري ليس مجرد أرقاما تتصاعد يومياً، بل هم أرواح وبشر مثلنا مثلهم، إلى جانب إسهاماتها في المجال الإنساني. وكانت البداية مع مبادرة «بوكشا»، التي وجهت جهودها إلى ذوي الدخل المحدود في الإمارات، المتواجدين في دولة الإمارات، إلى جانب بحثها الدائم عن تلك الأرواح التي تحتاج لمساندة ولكف تربت على أكتافها، وهذا ما جعلها تحتل المرتبة 54 ضمن قائمة أرابيان بزنس لأقوى 100 امرأة في العالم العرب. وتقول منى المهيري: لا أحب أن أبرز إعلامياً بقدر ما أحب أن أعمل الخير لمن يحتاجه، وليس هناك شيء اسمه دخول القطاع الإنساني والتطوعي، لإنه أسلوب للحياة لا يحتاج لدعوة أو لانتظار فرصة لعمل الخير، وعندما بدأت العمل الإنساني والخيري كان ذلك بحافز من الأسرة، حيث كنت أرى ما يقوم به الوالدين تجاه من يحتاج لمساعدة، ولا ينتظران أن يطلب المحتاج العون. وأضافت العمل الإنساني راسخ في داخلي كجزء لا يتجزأ من شخصيتي، رباني والداي مع أشقائي على مبدأ العطاء، وتعلمنا منهما أننا محظوظون بالحياة التي نحياها مقارنة بآخرين سواء من حولنا أو في بلدان أخرى، حتى عندما كنا صغاراً، حيث كانت الحياة قاسية، علمتنا والدتنا بوضع الأقل حظاً في المقدمة، فما نملكه كبر حجمه أو صغر إنما هبة من الله وعطاء يجب أن يتم تقاسمه، وعندما توفي والدي عام 2005 كنت أذهب إلى أستراحة الشواب وأقضي وقتاً معهم ربما لأجل التعويض عن فقد الوالد، وتلك الخطوة جعلتني أقدر أهمية الوقت الذي نمنحه للآخرين، ونسعدهم من خلالها. سواء كانت حياته المهنية أو غيرها تجد أن العنصر الإنساني حاضر بقوة دائماً في ذاتها وكيانها، والجهود التي تبذلها، إنما هي محاولة لإيجاد عالم أفضل من حولها، حتى في شهادة الماجستير في مجال التخطيط المدني والإقليمي التي نالتها من جامعة السوربون، كانت أطروحتها حول سهولة الوصول للأشخاص المعوقين في قطاع السياحة في دبي، وتجد نفسها دائماً تبحث خلال إجازتها عن وقت تقضيه لأجل تقديم المساعدة والخدمات الإنسانية، وكانت البداية بتكوين مجموعة أسمها «بذور التغيير»، وقد وضعت على «فيس بوك» دعوة وأنضم لها مجموعة من جنسيات مختلفة، حيث كانت توزع الماء على العمال ضمن حملة المياه، وبدأت بعشرين متطوعاً ووصل العدد بعد مدة إلى 80 متطوعاً عندما قامت بحملة في العاصمة الحبيبة أبوظبي. وتابعت: كل من ينضم إلينا لا يزال باقياً معنا للمساهمة، فنحن لا نجمع تبرعات ولكن كل متطوع يساهم بما يستطيع، حتى عندما نريد أن نوزع وجبات، فإن كل شخص يأتي بطبق، وقد قمت بحملة أسميتها «العميل السري»، ونشرت إعلان في وسائل التواصل، إننا بحاجة لمتطوعين في حملة خاصة ولم أعلن عن نوع العمل الذي سنقوم به، وقد أكتشف الجميع أن العمل كان تنظيف منطقة بها نصب تذكاري من المخلفات وأيضاً مسح الشخبطة، وقد سألني البعض إن كنت أمنح شهادات تقدير، فأخبرتهم أني لا أمنح شهادات لأن المتطوع عمله جاء نتيجة رغبة في المشاركة، وعليه أن لا ينتظر شهادات، وكل متطوع انضم معنا لا يزال معنا ويأتي بأعضاء آخرين، وهم موزعين بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين، وقطر، والأردن وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكندا. وبالنسبة لـ «أرقام تتنفس» قالت: كنت أتابع الأخبار حول ما يحدث في سوريا، وكنت أرصد ما يكتب من أرقام من مشردين أو لاجئين ومهاجرين وقتلى، ورفضت في داخلي أن يكونوا مجرد أرقام، فهم بالنسبة لي بشر لديهم أرواح تتنفس الحياة، وحتى الموتى والقتلى هم ليسوا مجرد أرقام، ولم يكن لدي خطط أن أشخاص اعتمد عليهم، ولكني كنت أعتمد على التكنولوجيا والبحث، ولذلك عندما شعرت بإلحاح ذاتي لتقديم العون للسوريا، لم أخطط كيف أفعل ذلك، وإنما كل ما فعلته لم أحجز في فندق، وإنما قبلت إحدى الأسر الأردنية أن تستقبلني، بحيث اعتبر نفسي في فندق، وحملت معي كاميرا لأجل أن أوثق ما هم عليه، واستخدمت وسائل التواصل كي أجد من يساعدني للوصول للمخيمات، ومن خلال الأشخاص وصلت لشخص يطلق عليه محمود صدقة، وقد أطلق عليه لقب صدقة نظراً لما يفعله للآخرين من جمع التبرعات والتصدق بها، وقد كان محمود لاجئ فلسطيني، وقد مد لي يد العون للذهاب إلى المقيمين في مخيم جرش، وقد قمت بتصوير فيلم خلال مدة إقامتي وهي ثلاثة أشهر. في تلك المرحلة لم تكن تستطيع أن تعزل مشاعرها، فكانت تترك لنفسها حرية التعبير عما يختلج في داخلها بالتفاعل مع من في المخيم، وفي البداية كان نوع المساعدات شخصي، ولكن الحمد لله استطاعت بمساعدة الآخرين أن تقوم ببناء «كرافانات» كي تؤمن مدرسة، وأيضاً استطاعت دفع رواتب سنة كاملة للمعلمين، وذلك بمساهمة من من إحدى الجهات، وقامت بالتأكد من أن هناك جهة رسمية تتابع ولن يتوقف المشروع، كما نجحت في توفير 60 كرفاناً وبنينا مدرستين واستطاعت تأمين 200 كرسي متحرك، ونفذت برنامج للعيون وبرنامج للنظارات الطبية، وعملت على ترميم 80 منزلاً، وحديقة للأطفال، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي إلى هؤلاء لأطفال. وداع بالملابس الرسمية في رحلتها إلى كوستاريكا قامت ببناء منزل من أجل عائلة فقيرة، حيث تعلمت كيف تخلط الأسمنت وأن تحمله بنفسها، كما تعلمت كيف تجهز البنية التحتية للمكان، ورغم التعب كانت سعيدة خاصة أنها تدفع لأسرة وليس لفندق، وقد بقيت مع تلك الأسرة لمدة أسبوعين. وقالت: من يريد أن يعرف معنى السعادة عليه أن يعيش هناك، حيث أقمت مع عائلة بمنطقة فقيرة، وما زلت إلى اليوم أتواصل مع تلك الأسرة، وما زلت أيضا لا أنسى أنهم عندما ودعوني ارتدوا ملابس المناسبات الفخمة، وودعوني كأنهم يحتفلون بحدث مفرح تكريما لي. سيراً على الأقدام سافرت إلى أميركا الوسطى، ونزلت في المكسيك ومن هناك انطلقت سيرا على الأقدام ثم ركبت حافلات لتصل إلى السلفادور ثم هندوراس ثم إلى نيكاراجوا، وكانت تقيم في بيوت الشباب، وتساعد الأطفال الأيتام، وعملت على إنقاذ الحيوانات المشردة. الاندماج في الثقافات بالنسبة لفترة وجودها في بريطانيا عندما كانت تدرس الماجستير، كانت تحب التطوع للجلوس مع الأطفال في منطقة «جرين بارك»، وفي فترة ما كانت لديها إجازة وأرادت ألا تكون مجرد إجازة عادية، لأني تفضل أن تكون قادرة على الاندماج في الثقافات، فهي تحب عادة التأكد من أن رحلاتها تساعد المجتمع، فتقيم مع العائلات المحلية ذات الدخل المنخفض في البلد المضيف، وتدفع تكاليف إقامتها، كما أنها تتطوع بالمساعدة على تحسين المسكن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©