الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ندوة في باريس حول أهمية الترجمة في التواصل بين فرنسا والعالم العربي

ندوة في باريس حول أهمية الترجمة في التواصل بين فرنسا والعالم العربي
9 يوليو 2008 02:10
أقامت جائزة الشيخ زايد للكتاب أمس الأول، في معهد العالم العربي بباريس، احتفالية فكرية ثقافية تحت عنوان ''الترجمة جسر تواصل بين فرنسا والعالم العربي''، بحضور زكي نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتركي الدخيل عضو اللجنة العليا للجائزة وراشد العريمي الأمين العام للجائزة ودومينيك بوديس رئيس معهد العالم العربي بباريس· شهد الاحتفالية التي رعتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعهد العالم العربي بباريس، نخبة من المثقفين والمفكرين العرب والفرنسيين· وتحدث راشد العريمي الأمين العام للجائـــزة، في بدايــة الندوة، عن أهمية الجائزة ودورها الفاعل والإيجابي في تنشيط حركة الترجمة الجادة، مؤكداً أنها تهــدف إلى بناء جسور التواصل في المجتمعات من خلال الترجمات عن اللغات العالمية المختلفة وتنشيط حركة الترجمة إلى اللغة العربية بغية الإسهام في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي· وأكد أن اختيار باريس لهذا الحدث المهم لما لهذه العاصمة الأوروبية من علاقات تاريخية وثقافية مهمة مع الوطن العربي في الماضي والحاضر، وعن الاهتمام بالترجمة كأحد الأهداف الأساسية للجائزة من أجل تحقيق تبادل ثقافي أوسع بين الشعوب والحضارات· وعقدت الندوة برئاسة الدكتور واسيني الأعرج عضو الهيئة الاستشارية للجائزة، ومشاركة كل من د· جورج زيناتي الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الأولى 2006-2007 عن فرع الترجمة، والدكتور جلبير جراندجليوم أستاذ اللسانيات والدراسات الشرقية في المعهد الوطني للدراسات الشرقية، والكاتب والمترجم والأستاذ الجامعي كاظم جهاد· وقال دومينيك بوديس رئيس معهد العالم العربي في باريس إن الاهتمام بالترجمة من العربية وإلى العربية مهم جداً لتحقيق فهم متبادل بين الثقافتين· وأشاد بدولة الإمارات التي تلعب دوراً أساسياً في تفعيل حركة الترجمة من خلال جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجوائز أخرى· وأوضح بوديس أن تنظيم هذه التظاهرة في معهد العالم العربي يعتبر منشطا ووسيطا بين ثقافة العالم العربي والآخر، مؤكدا أنه ''من المفترض من كل طرف معرفة معمقة للنتاج الأدبي للطرف الآخر·'' وأشار رئيس معهد العالم العربي في باريس إلى تجربة المعهد والناشرين الفرنسيين منذ الثمانينات والتي حققت نتائج عملية في الترجمة من الفرنسية إلى العربية· ولكنها تظل دون مستوى الطموح· وتمنى أن تكون مبادرة جائزة الشيخ زايد ''قادرة على تشجيع وتحفيز المترجمين والمفكرين ليقدموا ما نطمح إليه·'' وتحدث جورج زيناتي عن الدور الجديد للمترجم خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الذي جعل العالم قرية كونية صغيرة، وأصبح كل واحد منا يبذل جهده كي يجد له مكاناً في هذا العالم الجديد· وأشار إلى صعوبة مهمة المترجم خاصة وأنه مطالب بأن يكون أميناً لسيدين أو لغتين، مؤكدا أن ''الترجمة لا تعني خيانة النص بل الولوج مباشرة في عالم الآخر وفي حميميته وعقر داره·'' وأوضح أن الترجمة ''اختصرت المسافات الشاسعة وأصبحت فعلا تحقق لقاء الثقافات وتفاهمها وانتصاراً على الأحكام المسبقة·'' وأكد جورج زيناتي الذي حصل العام الماضي على جائزة الشيخ زايد للكتاب أن ''الترجمة تعتبر ببعدها الإنساني العميق عملا يوصل بين المسافات والحضارات·'' وقال البروفيسور جلبير كرانغيوم عن الترجمة كخيانة كما يفيد التعبير اللاتيني: ''هنالك فروق في المعنى واللغة ولا يمكن تصور عالمنا هذا بلغة واحدة لكل المؤلفات، والترجمة لا تبلغ هدفها إلا بالدخول إلى ثروة كل ثقافة، وأن تفتح المجال للتعرف على ثقافة الآخر كمعبر بين ثقافتين وحضارتين·'' كما تحدث مطولا عن تجربة تعريب الجزائر واعتماد اللغة العربية كجزء من ثقافة وتراث عميق وبعيد لتكون العربية اللغة الأساسية في التعليم والإدارة والجو العام· وعن معاناة التجربة من مسائل شائكة في نزاع بين اللغتين ما بين التمسك بالفرانكفونية وبين الهوية الجزائرية وجذورها العربية والإسلامية والجزائر المنفتحة على الخارج· وما يخدم اللغة والترجمة من خروج اللغة من أنانيتــها وذاتيتــها لكي تنفتح على الآخر، واصفا الترجمة بالخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف· ويرى كرانغيوم أن هناك مبادرات كثيرة ولكن الجهود مشتتة، مؤكدا أن جائزة الشيخ زايد للكتاب يمكنها التقريب بين الثقافتين لتمهيد الطريق للتقارب العالمي·'' وقال واسيني الأعرج معلقاً على مداخلة جلبير: على الترجمة أن تتخلى عن نرجسيتها حتى تصل إلى عمقها المطلوب، وكما يقول أحد الكتاب الجزائريين ''اللغة غنيمة حرب يجب المحافظة عليها''· وتحدث المترجم والكاتب العراقي كاظم جهاد عن تجربته في ترجمة الأعمال الشعرية لرامبو التي جمع لها استشهادات وحاول تغيير الصورة الملتبسة لدى القراء عن رامبو، والتي قام بتحقيقها عبر البحث والاعتماد أيضاً عــلى اللغة الشعرية للعربية وجماليـــتها، وكيف تحول إلى باحث من خلال الصعود إلى الترجمة عبر الكتابة· وتحدث برهان غليون أستاذ الاجتماع في السوربون عن ترجمات تقوم بها مؤسسات نشر خاصة ''لها نتائج كارثية وآثار سلبية على ثقافتنا العلمية'' حسب وصفه· وقال غليون: ''ليس كل ترجمة بالضرورة تحقق التواصل بين الثقافات بل قد يكون لها نتائج سلبية على الثقافة العلمية في الوطن العربي·'' وأضاف: هناك ضرورة لوجود مدرسة عليا للترجمة ترصد أهم التطورات والتجارب في العالم، وأن يقوم مترجمون أجلاء بالترجمة من خلال مؤسسات ودول، وهناك ضرورة ملحة لبناء مشروع ترجمة متكامل· وقال المترجم الجزائري حمدان الحجاجي: المترجمون متوفرون لكن للأسف يواجهون مصاعب مالية وإهمالاً من دور النشر والتوزيع ·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©