الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبي يفرق بيننا !

أبي يفرق بيننا !
27 مارس 2011 19:59
المشكلة: عزيزي الدكتور: أنا شاب جامعي، وأعمل في القطاع الخاص، ولا يعكر صفو حياتنا كأسرة سوى تفرقة أبي بيننا كأبناء، فهو لم يحظ بأي قدر من التعليم، ومتزوج من اثنتين، والدتي وهي الأولى وغير متعلمة أيضاً، لكنها متحمسة جدا ولديها شغف لحب المعرفة وخاصة في كيفية التعامل مع الأبناء، وقد أنجبت عشرة من الأبناء خمسة أولاد وخمس بنات. أما زوجته الثانية فلها ولدان من زواج سابق يسكنان معها وابن عمره خمس سنوات وابنة عمرها سنتان من أبي. المشكلة تكمن في التفرقة الملحوظة في تعامل أبي مع أخي الشقيق البالغ من العمر ست سنوات وترتيبه التاسع بيننا وأخي من زوجته الثانية البالغ من العمر خمس سنين. حيث أنه يتعامل مع ابنه من زوجته الثانية وكأنه لم يرزق بغيره، أما أخي الشقيق فيتعامل معه وكأنه ليس ابنه. أمور كثيرة لا يمكن حصرها. وأخي الشقيق إلى الآن لا ينتبه لأمور التفرقة تلك. نريد أن نعرف هل سيكون لهذا الأمر تأثير مستقبلا على نفسيته وحياته وتعاملاته؟ وكيف يمكن تقليل هذا الأثر إن وجد وكيف يمكن تعويضه عما يفتقده من حنان الأب؟ مع العلم بأن الابن العاشر وهو الأصغر في العائلة يحب أبي جدا جدا،إلا أنه يعتبر شخصا عاديا جدا بالنسبة لأبي نحن قلقون جدا من ناحية الطفل الأصغر وكيف سيكون الأثر وكيف نتعامل معه وهو بهذا السن الصغير جدا؟ وهناك أمر مهم وهو أن والدي غير قابل للتغيير أو التوجيه أو المناقشة لأنه لا يرى ذلك؟ فأرجو أن يكون التوجيه لنا نحن الأخوة الأشقاء والأم. لأن الأب يستحيل أن يتغير أسلوبه أو تعامله. سليم م.م النصيحة: مما لا شك فيه أن للتمييز بين الأبناء آثاراً نفسية واجتماعية كثيرة، وتكون سبباً لكراهية الأشقاء بعضهم بعضاً، وتجعل الطفل يشعر بالنقص. وتدفع البعض أحياناً إلى الانحراف أوالرذيلة نتيجة لشعوره بالنقص. كما أنها تكون سبباً مباشراً في عقوق الوالدين أو أحدهما. بل تعتبر سبباً مؤثراً في ضعف شخصية الطفل، وضعف السلوك التوكيدي لديه. ولقد أوصت الشريعة السمحاء بالعدل والمساواة التي تؤدي إلى استقرار المجتمع ونشر الحب بين أفراده. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث أصحابه، إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه، في ناحية القوم، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، قال : فلبث قليلاً، فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ فهلا على فخذك الأخرى” ، فحملها على فخذه الأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم:” الآن عدلت “. وحتى نتوصل إلى تخفيف الآثار النفسية على الطفل ينبغي تعويض الطفل عن الحنان الذي فقده من أبيه، بحيث يتم العناية به والاهتمام به من جميع النواحي التي تشعرون أنه قد فقدها، فإذا كان والده يأخذ أخاه معه في بعض الخروجات مثلاً فيمكنكم تعويض أخيكم باصطحابه معكم، إذا أغدق الأب على أخيه ببعض المال فعوضوا الآخر ببعض ما ينقصه، كذلك يمكن تعويضه ببعض الألعاب التي يحبها. ويستحسن ألا يكون أخوكم موجوداً حينما تجدون اهتماماً من أبيه بأخيكم الذي هو من أم أخرى؛ حيث إن الطفل في هذه السن يتأثر بما يرى أو يسمع. ويمكنكم توجيه أبيكم بطريقة غير مباشرة بأهمية العناية والاهتمام بالطفل الآخر، والآثار المترتبة على التمييز بينهما، وذلك من خلال كتاب أو شريط أو مطوية، علماً بأن أباكم قد يقع في التمييز بين ابنيه دون أن يدري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©