السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مجموعة الثماني تتفق على خفض انبعاثات الغازات 50% بحلول 2050

مجموعة الثماني تتفق على خفض انبعاثات الغازات 50% بحلول 2050
9 يوليو 2008 01:48
اتفق قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى أمس في اليابان على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية ''بنسبة 50% على الاقل'' بحلول 2050 على ان تحدد كل دولة لاحقا أهدافاً على المدى المتوسط· وقال إعلان القمة حول التغير المناخي إن مجموعة الثماني وبينها الولايات المتحدة ترغب: ''في ان تقر خلال المفاوضات تحت إشراف الامم المتحدة خفض الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة بحلول العام 2050 بنسبة 50% على الاقل''· وكانت مجموعة الثماني التي تضم اليابان وبريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا والولايات المتحدة اتفقت العام الماضي على ''دراسة بجدية'' لتحديد هدف بخفض الانبعاثات إلى النصف بمنتصف القرن· واعترفت الدول الثماني بأن: ''هذا التحدي لا يمكن مواجهته إلا برد شامل''، وأضاف الاعلان أن التوصل إلى ذلك ''يتطلب أهدافا على المدى المتوسط وخططا وطنية'' لخفض الانبعاثات، بدون تحديد اي موعد أو حجم هذا الخفض بالارقام، موضحا ان هذه الخطط التي ستقرها كل دولة ''يمكن ان تعكس مقاربات مختلفة''· وأكدت الوثيقة أهمية ''مساهمة كل الاقتصادات الرئيسية'' وخصوصا الدول الناشئة مثل الصين والهند، وهي نقطة كانت تطالب بها ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، من جهة اخرى، اعترفت مجموعة الثماني بانه يعود الى الاقتصادات المتطورة ''لعب دور محرك'' في مكافحة الاحتباس الحراري· وقال رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا أمس إن ''المعدلات الحالية'' تمثل سنة الأساس بالنسبة لتحقيق هدف خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام ،2050 ويتناقض هذا مع موقف الاتحاد الأوروبي والنشطاء المعنيين بالتغيرات المناخية الذين يصرون على أن سنة الأساس يجب أن تكون عام ·1990 وتخلى الرئيس الاميركي جورج بوش أخيراً وقبل نحو ستة أشهر من تاريخ تركه كرسي رئاسة الولايات المتحدة عن رفضه الالتزام بهدف طويل الامد لحماية المناخ، فقد وافق مع قادة دول وحكومات مجموعة الثماني المجتمعين حاليا في توياكو باليابان على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري· ولم تتجاوز تصريحات بوش حول هذا الهدف قبل نحو عام سوى القول إنه بصدد مراجعة الامر، وصرح المستشار الاقتصادي للبيت الابيض دان برايس بأن الحكومة الاميركية تنظر إلى البيان الختامي لقمة الثماني فيما يخص قضية حماية المناخ باعتباره ''نتيجة عظيمة''· وأضاف أن الامر يتعلق الان - كما اقترح بوش - بمحاولة إيجاد استراتيجية ملزمة للجميع على المدى المتوسط للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري بمشاركة جميع الدول الصناعية الكبرى بما فيها الصين والهند· من جهته أشاد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو بالاتفاق ووصفه بأنه يمثل إشارة قوية لدعم المفاوضات حول التوصل لاتفاقية جديدة لحماية المناخ لفترة ما بعد عام ·2012 لكن منتقدين من خارج مجموعة الثماني انتقدوا الاتفاق، وقالت جماعة الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (دبليو·دبليو·اف) المعنية بشؤون البيئة إن الزعماء تملصوا من مسؤولياتهم، وتابعت بعد وقت قصير من صدور الإعلان: ''مجموعة الثماني مسؤولة عن 62% من ثاني أكسيد الكربون المتراكم في الغلاف الجوي للأرض وهو ما يجعلها المتهم الرئيسي في التغيرات المناخية والجزء الأكبر من المشكلة''· وقال وزير البيئة الجنوب أفريقي مارتينوس فان شولكويك إنه يخشى أن يكون بيان العام الحالي بحق خطوة للوراء، وأضاف: ''بالرغم من أن البيان قد يبدو خطوة للأمام إلا أننا نشعر بقلق من أنه فعليا قد يكون تراجعا عما هو مطلوب من أجل مساهمة ذات معنى تهدف إلى مواجهة التغيرات المناخية''، ويحول البيان التركيز فيما يتعلق بمحاربة التغيرات المناخية إلى محادثات تقودها الأمم المتحدة تهدف إلى وضع إطار جديد يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي في عام ،2012 ومن المقرر أن تختتم محادثات الأمم المتحدة في كوبنهاجن في ديسمبر عام ·2009 وتناقش قمة مجموعة الثماني التي افتتحت أمس الأول وتختتم اليوم والمنعقدة في فندق فخم في جزيرة هوكايدو بشمال اليابان حيث جرت تعبئة 21 ألف شرطي قضايا كبيرة أخرى مثل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود· وفي بيان آخر صدر في اليوم الثاني من القمة أبدى الزعماء قلقهم البالغ تجاه الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والنفط التي قالوا إنها تمثل مخاطر بالنسبة للاقتصاد العالمي الذي يواجه بالفعل ضغوطا شديدة في قطاع المال· وقالت مجموعة الثماني في بيان: ''في بعض الاقتصادات الناشئة التي تشهد فوائض كبيرة ومتنامية في موازين المعاملات الجارية من الضروري أن تتحرك أسعار الصرف الفعلية فيها حتى تحدث تعديلات ضرورية''· وأوضحت دراسة للبنك الدولي صدرت الأسبوع الماضي أن ما يصل إلى 105 ملايين شخص سيصبحون تحت مستوى خط الفقر من جراء القفزة في أسعار الغذاء وبينهم 30 مليونا في أفريقيا· وللمساعدة في تهدئة الضربة قال مسؤولون إن مجموعة الثماني ستكشف عن سلسلة من الإجراءات لمساعدة أفريقيا خاصة مزارعيها وستؤكد التزامها بمضاعفة المساعدات إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2010 مع تخصيص نصف المبلغ إلى أفقر قارات العالم· وأصبحت قمة مجموعة الثماني نقطة جذب للمحتجين وبالرغم من أن اليابان قمعت أي مظاهرات وساعد في ذلك الموقع النائي لانعقاد القمة إلا أن بضعة آلاف من المتظاهرين تمكنوا من تنظيم احتجاجات صغيرة على بعد كيلومترات· وقامت مجموعة من المتظاهرين بمسيرة على أصوات الموسيقى وقرع الطبول أمس وهم يحملون لافتات كتب عليها ''اقضوا على قمة مجموعة الثماني'' و''أفرجوا عن سجناء مجموعة الثماني السياسيين''· وقال الطالب تومويوكي سوكا البالغ من العمر 25 عاماً: ''الدول الأعضاء في مجموعة الثماني لا تملك حق تحديد سياسات العالم·· هذه ليست ديمقراطية·· إنها تتحدث عن الفقر ونقص الغذاء ولكنها تناقش ببساطة الأعمال''· وتختتم القمة اليوم بعقد اجتماع للاقتصادات الكبرى يضم مجموعة الثماني وثمانية من الدول الأخرى الكبرى المسببة للانبعاثات بما في ذلك الهند والصين واستراليا·
المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©