الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحيون يطالبون بتقديم فنون تخصنا

مسرحيون يطالبون بتقديم فنون تخصنا
8 يوليو 2008 01:29
عقد عدد من المسرحيين والنقاد مساء امس الأول في العاصمة المصرية القاهرة ندوة على هامش المهرجان القومي للمسرح المصري بعنوان''المسرح في عصر العولمة'' ناقشوا خلالها تأثير العولمة ثقافيا على المسرح والتحديات التي تواجهه· وقال الناقد المصري محمد الشافعي ان المسرح والعولمة موضوع شائك لان الجانب الثقافي للعولمة اخطر من الجوانب الاخرى وهناك عشرات من الخطابات الثقافية والفضائيات والصحف التي تروج لفكر العولمة وتبقى للمسرح خصوصية في تأثير العولمة عليه باعتباره العمود الفقري للتنمية الثقافية طوال سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حيث يتعرض حاليا لاضمحلال ومنافسة الوسائط الثقافية الحديثة كالإنترنت والفضائيات والفيديو كليب وهو ما يدعونا الى التساؤل: الى اين يتجه المسرح العربي الآن؟ أما المخرج المسرحي المصري الدكتور هاني مطاوع فقال ان احدى نتائج العولمة المباشرة هي سهولة الاتصال والحصول على المعرفة فالمنتجات الثقافية متاحة امام الجميع وهو ما يخلق تحديات عديدة امامنا كدول نامية تستقبل العولمة دون ان تكون مشاركة في صنعها· واول هذه التحديات ان فنوننا مهددة لاننا غير قادرين على تشكيل اذواق المواطنين واذا ظلت فنوننا غير جيدة فسيتقلص دورها وسيهجرها الناس الى المنتجات الثقافية الاخرى الوافدة· واوضح ان المشكلة هي ان الفنون في العالم كله تتصارع، وهناك اتجاه عالمي خلال السنوات الخمسين الماضية بالتحول من فنون الصفوة الى الفنون الجماهيرية ولكن الفارق بيننا وبين الدول المتقدمة انها تحمي وتدعم الفنون الراقية بينما الفنون التجارية اصبحت هي السائدة عندنا، والمصيبة اننا ننحرف بهذه الفنون الجماهيرية دون ان نطعمها بالفنون الراقية مثلما يحدث في الغرب فهناك يقدمون اعمالا راقية فنية مع خلطها بالفنون الجماهيرية وتقديم تلك الفنون الراقية في قالب جماهيري يدر ارباحا· واشار الى ان التحدي الاخر يرتبط بالسرقة الفنية التي كثرت في الفترة الاخيرة على مستوى الاعمال السينمائية والمسرحية التي نقدمها وهو ما يمثل خطورة كبيرة على الثقافة العربية خاصة ان هناك قوانين لحماية الملكية الفكرية وحق المؤلف وهو ما يؤدي الى منع السرقة الفنية في الفترة القادمة· الدكتورسيد خطاب، الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، قال في عصر العولمة اصبحت المعلومات والمعارف متاحة للجميع وظهرت وسائط تكنوولجيا متقدمة تنافس المسرح مثل الكمبيوتر والانترنت وغيرها وهو ما يجعل المسرح في حالة خصام مع هذه الوسائط التكنولوجية الجديدة مع العلم بانه لا توجد وسيلة ثقافية تلغي الاخرى لان لكل وسيلة جماعتها الخاصة وجمهورها· واكد ان المسرح تعرض لثورات مشابهة من قبل وتفاعل معها لصالحه فعندما ظهرت السينما كوسيط ثقافي مهم استفاد منها المسرح في تطوير تقنيات الكتابة واستخدام الصورة السينمائية ونفس الحال عندما ظهرت الصحافة حيث اعيد النظر في توظيفها لصالح المسرح وظهر ما يعرف وقتها بمسرح الجريدة الحية، وعندما ظهرت الاذاعة اثرت في المسرح وخلقت شكلا من الدراما الاذاعية به· واضاف ان المسرح يتعرض حاليا لمأزق اذ انه يمر بمرحلة انتقالية تتطلب اعادة النظر في الوسائط الثقافية والتكنولوجية والتفاعل معها من اجل خلق حالة جديدة من الحوار مع متلقي المسرح وتحديد جمالياته في زمن فيه كم مرعب من المشكلات، ويرتبط هذا بقدرة المسرحيين ووعيهم في استيعاب تلك الوسائط التكنولوجية الحديثة والاستفادة منها واعادة قراءة الواقع والتراث الانساني والعالمي للوصول الى حلول تخرج المسرح العربي من ازمته الراهنة· وقال الناقد هشام السلاموني ان كثرة المعلومات والمعارف التي تتيحها التكنولوجيا ليست امرا سيئا فهي اداة متاحة لكل البشرية ويجب الاستفادة منها وهذا جزء يخصنا نحن دون ان يفرضه علينا أحد فهذه المعلومات والمعارف ينبغي ان تكون سلاحا في ايدينا نستفيد منه، والمشكلة ان هذه العولمة محملة بقيم رأسمالية غاية في الخطورة على مستوى اللاقيم والقضاء على الايديولوجيات والانتصار الدائم للرأسمالية· واضاف انه لا يبقى امامنا في ظل هذا الصراع الذي تفرضه العولمة إلا الفن والمسرح والسعي للمواجهة بتقديم فنون جيدة تخصنا كأمة عربية بعيدا عن الابتذال والتحريض ولسنا ضد التأثر بالعولمة ولكن مع الاستفادة من جوانبها الايجابية· وطالب الدكتور سامح مهران، رئيس المركز القومي المصري للمسرح، بضرورة الحفاظ على هويتنا العربية بأخذ كل ما هو ايجابي من العولمة مع الحفاظ على ثوابتنا لان العولمة الشرسة تفرض علينا قيما دخيلة وتخلق حالة من الانفصام لدى البشر وهو ما يدعونا ـ كمسرحيين ـ الى الانتباه والسعي لخلق حالة مسرحية خاصة بنا تستفيد من القدرات التكنولوجية التي اتاحتها العولمة·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©