بسام عبدالسلام، وكالات (عدن، الرياض)
توعد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس باستئصال ما تبقى من جماعات إرهابية ومن يقف خلفهم ويمولهم لزعزعة أمن واستقرار الوطن، مؤكداً أن يد العدالة ستطالهم طال الزمن أو قصر. وقال في رسالة مواساة بعثها إلى أسر قتلى التفجيرات التي شهدتها المكلا أمس الأول، إن من يقفون خلف هذه الأعمال الإرهابية الغادرة تجردوا من إنسانيتهم وأخلاقهم ومصيرهم بات قاب قوسين أو أدنى من الزوال على أيدي أبطال الجيش والأمن.
وأضاف هادي أن الحرب على ما تبقى من هذه الجماعات الإرهابية لن تتوقف مهما كانت التضحيات، وأن استئصال الإرهاب أمر لا رجوع عنه مهما كان الثمن، وأن اليمنيين سينتصرون على قوى الظلام عاجلاً أم آجلاً، مشدداً على أن لا حاضنة اجتماعية لـ«القاعدة» و«الحوثيين» في المحافظات اليمنية، لكنها جماعات دخيلة بأفكارها الدموية والتدميرية على اليمن لتنفيذ أجندات وأهداف خارجية بأدوات داخلية، جبلت على الغدر والحقد على السلم والأمن والاستقرار، وتدمير مؤسسات الدولة وكل ما له علاقة بالحياة.
وشدد هادي خلال اتصال هاتفي بمحافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني، على الأجهزة التنفيذية والعسكرية والأمنية أخذ الحيطة والحذر من خلال تنفيذ التدابير الكاملة للمؤسسات والمرافق والمنشآت، وتوعية الأفراد، وتعزيز اليقظة لمواجهة أعداء الإنسانية.
وشدد نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر خلال اتصال هاتفي بمحافظ حضرموت على ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع، مؤكداً أن هذه الجرائم الغادرة ستزيد من عزيمة الجيش والأمن والمجتمع بشكل عام في مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف والعنف وإرساء أسس الدولة القوية. كما وجه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر خلال اتصال هاتفي مماثل بمحافظ حضرموت، بالإسراع في معالجة الجرحى وتوفير الرعاية اللازمة لهم، مشدداً على ضرورة رفع مستوى الحيطة واليقظة لدى الأجهزة الأمنية، والعمل بجدية أكبر لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية.
وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد كشفت أمس تفاصيل التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها نقاط عسكرية في المكلا وأسفرت عن سقوط 48 قتيلاً و38 جريحاً. وقال قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني في بيان «إنه ومع أذان المغرب يوم الاثنين استهدف انتحاريون 3 مواقع عسكرية للجيش، الأول استهدفت نقطة باشريف في منطقة حي المشهد، حيث قام شخص بتسليم جنود صناديق كرتونية مدعيّا أنها تحوي طعام الإفطار، لكنها كانت تحتوي على عبوات ناسفة، انفجرت وقتلت 8 جنود وأصابت 7 آخرين، والثاني استهدف نقطة الجسر الصيني، حيث طلب شخص من العسكريين الإفطار معهم وعند اقترابه منهم قام بتفجير نفسه مما أدى إلى مقتل 3 جنود و3 مدنيين بينهم امرأة وطفل وإصابة 11 جنديا.
وأضاف «أن الهجوم الثالث استهدف معسكر مقر لواء حضرموت بمنطقة فوه، حيث تقدم 5 انتحاريين باتجاه البوابة واشتبكوا مع حراسها ثم دفعوا بسيارة مفخخة دمرتها وتمكنوا من الدخول إلى داخل المعسكر. وفجر أحد الانتحاريين نفسه في مقر للضباط والأفراد، بينما استهدف الآخر مقر الشؤون الإدارية للواء، واتجه انتحاريان آخران إلى مجمع سكن الأفراد، لكن الحراسة تصدت لهما وقتلتهما، وأضاف أن الهجوم أسفر عن استشهاد 34 جنديا بينهم عقيدان وإصابة 20 آخرين».
وأفاد مدير صحة ساحل حضرموت رياض الجريري لـ»الاتحاد» أن هناك متابعة مستمرة لحالة الجرحى سواء عسكريين أو مدنيين ممن سقطوا في الهجمات الإرهابية التي تبناها تنظيم «داعش»، مضيفا إن المستشفيات تقدم ما يلزم للجرحى وسط متابعة مستمرة من قيادة المحافظة. وتابع «أنه تم رفع حالة الاستعداد في مستشفيات المدينة للمشاركة الفاعلة في علاج الجرحى».
وتوعد المحافظ بن بريك بملاحقة العناصر الإرهابية إلى أوكارها، وقال إن الهجمات الإجرامية لن تثني السلطات من مواصلة جهودها في استئصال آفة الإرهاب وجذورها من حضرموت. مشددا على أن الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش ستباشر مهامها للتحقيق في الجرائم وملاحقة الجناة والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار.
وأشار إلى اكتشاف أجهزة الأمن سلسلة من الألغام معدة للتفجير في مدينة الشحر مجهزة بطريقة فنية عن طريق دوائر كهربائية معقدة إلى جانب اكتشاف ألغام أخرى في منطقتي الأدواس ورأس حويرة، كما تم العثور على صواريخ غريبة الصنع موجهة نحو ميناء ومطار المكلا وميناء الضبة النفطي، وتم ضبط عدد من السيارات المفخخة كانت معدة للتفجير. وقال «إن حربنا مع القاعدة وكل التنظيمات الإرهابية مستمرة ولن تتوقف وسيتم ملاحقتها إلى جحورها وأوكارها لاستئصالها».
إدانة عربية فرنسية للتفجيرات
القاهرة، باريس (وام، وكالات)
دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس سلسلة التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي وقعت في المكلا واستهدفت مراكز أمنية ومعسكراً للجيش اليمني، وأسقطت العشرات من الجنود والمدنيين الأبرياء. واعتبر في بيان هذه التفجيرات إنما تهدف إلى بث الرعب بين المواطنين والتسبب في إرباك المشهد الأمني وإشعال نار الفتنة والتشويش على مسار المشاورات السياسية الجارية بين الأطراف اليمنية في الكويت. وأكد مجدداً ضرورة تضافر جميع الجهود العربية والدولية من أجل مكافحة الإرهاب ودحره بأشكاله وصوره كافة، ومساعدة اليمنيين على التصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تحاول عرقلة المساعي الرامية إلى إقرار التسوية السياسية المنشودة للأزمة اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفقاً لقرار مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني.
ودانت السلطات الفرنسية تفجيرات المكلا، وقالت وزارة الخارجية في بيان: «فرنسا تدين الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في المكلا ضد قوات الشرطة، والتي أزهقت أرواح ما يقارب 40 شخصاً». وأكدت أن فرنسا تدعم السلطات اليمنية في حربها ضد الإرهاب.
عدد اليوم
