يتطرق الدكتور حنيف حسن علي القاسم إلى ثقافة التسامح المتجذرة والمترسخة في دولة الإمارات، بنيةً وبيئةً وثقافةً، قائلا إن التسامح هو أحد أوجه الرصيد العظيم لهذه الدولة كما بناها المؤسسون الأوائل، وكما يتجسد حالياً من خلال التنوع الواسع في إطار الوحدة القوية والصلبة. وفي السياق ذاته، يؤكد الكاتب أن "قيم التسامح والعدالة والرحمة والعون ونجدة المحتاج... هي اللآلئ التي يجب أن نفتخر بها نحن الإماراتيون، ويجب أن تكون الآثار والنتائج التي حققتها هذه القيم مدعاة لنا للاستمرار فيها والحرص عليها".
الخوف من رياح التغيير
وفي هذا المقال يستعرض الدكتور رياض نعسان آغا، حصيلة التغيير الذي جرف بعض أنظمة الحكم في العالم العربي خلال العام الماضي، مبيناً مخاطر الدكتاتورية وانسداد مسارب التغيير وعلاقة التناقض بين العدل والاستبداد... لكنه يرى أن ثمة مخاوف مبررة وحقيقية من أن التغيير قد يطال وحدة الشعب، ويهدم الدول، ويورث ركاماً من الأحقاد. كما يعتقد أن تكلفته لا تزال إلى الآن باهظة جداً، وأنه كان بالإمكان تجنب سداد فواتيرها الباهظة، وذلك باستيعاب رغبة الشعوب في التغيير والإصلاح.
"البعث" والحراك السوري
وتحت هذا العنوان يستعرض محمد الباهلي ما حلّ بسوريا خلال عقود من حكم حزب "البعث"، وكيف قامت نخبته الحاكمة بتحويل البلد إلى ساحة لتجريب الشعارات الحزبية الفارغة، وبيع الأوهام وتسويق المشاريع الخاسرة، فخسرت سوريا عقوداً من تاريخها، وعطلت طاقات بشرية ومادية كبرى وبددت أخرى بلا طائل... كل ذلك فقط في سبيل بقاء قيادة الحزب عبر تهميش وإقصاء أي طرف سياسي أو اجتماعي آخر.
هذا قبل أن تضفي على مشروعها "القومي" حمولة طائفية وعائلية كانت الضربة التي قضت على ما تبقّى من حياة عامة في سوريا. وأمام ما يقترفه النظام هناك حالياً، يشدد الكاتب على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإيقاف "البعث" وأجهزته عن ممارساتها التدميرية بحق المدنيين الأبرياء والأحياء المدنية.
غياب الرؤية... مآزق الكويت
أما الدكتور علي الطراح، فيلقي الضوء في مقاله هذا على الصراع المزمن في الكويت بين الحكومة والبرلمان، مبيناً ما ينجم عنه من خسائر ومخاطر على مستقبل البلاد، وأن المواطن الكويتي هو من يدفع الثمن. ويقول الكاتب إنه في ظل الاضطرابات والقلاقل التي تحيط بالكويت، كان متوقعاً عقب الانتخابات النيابية الأخيرة، أن تدرك السلطتان خطورة اللحظة، محلياً وإقليمياً، لكن المؤشرات تدل على أن حلبة الصراع مازالت مفتوحة وساخنة وأن المبارزة هي عنوان المرحلة.
جزر الفوكلاند: 30 عاماً على الحرب
وأخيراً يتناول جيفري كمب الظروف والخلفيات التاريخية لقيام حرب جزر الفوكلاند عام 1982 بين بريطانيا والأرجنتين، والتي انتهت بعد 12 أسبوعاً بهزيمة الأرجنتين. ويتجدد الحديث عن حرب الفوكلاند حالياً بسبب ما بدأ يتضح من أن هذه الجزر غنية بمصائد الأسماك، وقد تكون غنية كذلك بكميات كبيرة من النفط... مما سيجعل الضغط من أجل إيجاد حل حول مسألة السيادة عليها أكثر حدة. ويتوقع الكاتب أن ينتهي الصراع على جزر الفوكلاند بحلول مبتكرة حول السيادة؛ فستضطر الأرجنتين إلى تخفيض نبرتها في هذا النزاع، كما ستجد بريطانيا نفسها مجبرة في نهاية المطاف على القبول بأن تصبح الجزر دولة مستقلة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأرجنتين.
عدد اليوم
