الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهر الرحمة

18 مايو 2017 00:32
مع كل عامٍ تترقب النفوس شهر رمضان، مشتاقة لشهر الرحمة والغفران والصلاة والقرآن والإيمان، ليجتهد المسلمون في الطاعات، يذوبون في الجو الإيماني ومجاهدة النفس بالطاعة والابتعاد عن الملهيات بالقرآن ودروس إيمان، التي تقيمها مساجد الدولة في كل الإمارات، ولرمضان ثمار ومعجزات دينية وصحية، هناك بعض الدراسات التي اكتشفت أن الجسم يحتاج للامتناع عن الطعام لفترة معينة، وقدرت هذه الفترة بالـ 30 يوماً، وهي تماماً كصيامنا لشهر رمضان، الذي يعد فرصة التغيير الأكيدة، فإذا استمررت على عملٍ معين لمدة 30 يوماً هذا يعني أن العمل صار جزءاً منك وعادة من عاداتك؛ لذلك كان رمضان كمحطة تغيير لأنفسنا وتجديد لها، كمرحلة لانطلاقةٍ جديدة بأعمالٍ جديدة وأهداف أسمى وأرقى. لنحرص على أن يكون للشهر الفضيل أثر يبقى بعد انتهائه ويستمر لعام قادم. رمضان فرصة للتغيير، رمضان راحة للنفوس، رمضان صحة ونشاط، وعلاج للغضب وليس العكس، وبوابة كبيرة للجنة، ودليل لعمل الخير ولبذل الصدقات لمستحقيها، وعنوان الفرحة الحقيقية لقوله عليه السلام: «للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه». فكن ممن يستعدون لهذا الشهر العظيم، ويعدون له العدة العظيمة، لتنال الآجر بإذن الله راحة وثواباً جميلاً. ويعتبر الصوم من أعظم العبادات التي لم يحدد الله سبحانه وتعالى أجرها، لأن الصوم يكون خالصاً لله سبحانه وتعالى، وهو الذي يجزي به، وقد ورد في الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام: «للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه»، فالصوم فيه تربية عظيمة للنفس، وفيه الكثير من الروحانية العميقة، التي تجعل قلب المؤمن متصلاً بربه، وتجعل من نفس المؤمن منكسرة لخالقها وحده لا شريك له، وهذا كله من أسباب روحانية شهر رمضان المبارك. يُقدّم لنا شهر رمضان المبارك الكثير من الدروس والعبر؛ حيث يشعر فيه الصائم بجوع الفقراء والمحتاجين، فترقّ نفسه، ويصبح قلبه أكثر رحمةً ورأفةً بالآخرين، فيفكر في غيره من الناس، وفي شهر رمضان المبارك يصبح أجر قراءة القرآن الكريم مضاعفاً، حيث يعتبر فرصة رائعة يجب على كل صائمٍ وقائمٍ اغتنامها، كي يتزود من الأجر العظيم. يغلق الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان أبواب جهنم جميعها، وتظلّ أبواب الجنة مفتوحةً مشرعةً للصائمين، وفيه أيضاً تُصفد الشياطين بالأغلال، وفيه أيضاً تسمو النفس كثيراً، وتقوى صلة الرحم بين الأشخاص، ففيه يجتمع الصائمون على موائد الفطار، ويجتمعون أيضاً في صلاة التراويح، حيث تصدح مآذن المساجد بالدروس الدينية وحلقات الذكر وأصوات المصلين. علينا أن نستغلّ الشهر المبارك، لتكفير ذنوبنا، وتقوية إيماننا، وأداء الصلاة والقيام على أكمل وجه، والبدء مع الله سبحانه وتعالى عهداً جديداً. يوسف أشرف - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©