الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البصمات .. الآية الكبرى والدليل الحاسم

البصمات .. الآية الكبرى والدليل الحاسم
7 سبتمبر 2009 00:36
خلق الله سبحانه وتعالى الناس جميعا مشتركين في وحدة الخلق والبنية والتركيب ووظائف الخلايا، خلقهم من دم ولحم وعظام، أصلهم جميعا من تراب ومع هذا التطابق والتشابه في الخلق العام لا يتطابق إنسان مع غيره تطابقا تاما في كل التفاصيل الجزئية مثل الصوت والرائحة، وكما انفرد كل شخص بتفاعله الكيميائي انفرد ببصماته التي يحملها وحده دون سائر البشر. وقبل أن يدرك العلم المتطور هذه الحقيقة المبهرة، ذكرها القرآن الكريم في قول الله تعالى «أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه» سورة القيامة - الآيتان 3 و 4• حقيقة علمية والبنان هي أطراف الاصابع ويقول المفسرون إن القرآن الكريم يخاطب الكفار الذين أنكروا البعث والحياة الاخرة فيقول أتظنون إننا غير قادرين على أن نجمع عظام الانسان التي تحللت واختلطت بالتراب وصارت أجزاء منه، أتظنون أنكم بخلط رفات أجسامكم بعد أن تموتوا بالأرض أن الله غير قادر على جمعها واعادتها؟ فجاء الرد القرآني «بلى قادرين على أن نسوي بنانه»•• وقد اختار الله سبحانه وتعالى البنان في الرد عليهم دليلا على قدرته•• وقد يكون السر في هذا هو أن الله سبحانه وتعالى أراد ان يوقف الانسان على حقيقة علمية ثابتة في الجسم لم يكتشفها العلم إلا حديثا وهي أن أطراف الأصابع في عددها وخطوطها البارزة تختلف من إنسان إلى إنسان منذ آدم، فلا يمكن أن تتشابه وتتماثل في شخصين في العالم حتى التوائم المتماثلة. فالإخبار بأن الله تعالى قادر على تسوية البنان كشف لحقيقة مادية وقدرة إلهية وإعجاز رباني وهذا بيان كاف وشاف لأن يؤمن الانسان بأن الله حق وأن البعث حق كما أن الموت حق، فما يحدث بالنسبة لتكوين بصمات الأصابع شيء عجيب• ويقول ابن عباس في تفسير الآيتين: أيظن الكافر الذي ينكر البعث أن لن نقدر على أن نجمع عظامه بعد بلائها وتبديها وتفريقها، بل إن الله قادر على أن يجمع أصابعه ويسويها كخف البعير أو كحافر الدواب. ويقول ابن كثير: أيحسب الكافر يوم القيامة أن لن نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها المتفرقة، بل سنجمعها واننا قادرون على أن نسوي بنانه أي لو شئنا لجعلنا أطراف اصابعه مستوية. إعجاز البصمة وقال الطبري في جامع البيان في تفسير القرآن: أيظن ابن آدم أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرقها؟ بلى قادرون على أعظم من ذلك أن نسوي بنانه وهي أصابع يديه ورجليه فنجعلها شيئا واحدا مثل خف البعير أو حافر الحمار فلا يأخذ ما يأكل إلا بفمه كسائر البهائم•• فلكل إصبع من أصابع الإنسان ثلاثة مفاصل صغيرة تنحني وتتحرك ولولاها ما تمكن من التقاط شيء•• واستعمل القرآن كلمة بنان مرتين الاولى في الآية السابقة والثانية في قوله تعالى:»اذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان»• سورة الانفال - الآية 12• ويقول د• محمد السقا -عضو جمعية الاعجاز العلمي للقرآن الكريم- أن البصمة خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات، وهذه الخطوط تتلوى وتتفرع منها غصون وفروع لتأخذ في النهاية في كل شخص شكلا مميزا•• وقد ثبت انه لا يمكن للبصمة ان تتطابق وتتماثل عند شخصين وحتى إذا أزيل جلد الاصابع لسبب ما فإن الصفات نفسها تظهر في الجلد الجديد، وتختلف بصمة الرجل عن بصمة الانثى فقطر الخطوط عند الرجل أكبر بينما في المرأة تكون بها تقاطعات، وتوصل العلماء الى تقسيم البصمات رغم اختلافها إلى أنواع واشكال وخطوط ومنخفضات•• وهكذا• خاتم إلهي والميزة الأساسية في البصمة الثبات والفردية بشكل مطلق لا يتكرر ويمكن أن نطلق عليها «الخاتم الإلهي»•• وقدر العالم البريطاني فرنسيس جالتون أنه لم تكن هناك فرصة واحدة لوجود بصمة مطابقة للأخرى بين 64 مليار نسمة، وهذا الرقم اضعاف سكان الأرض حاليا بحوالي عشر مرات• واكدت الموسوعة البريطانية أن البصمات تحمل معنى «العصمة» من الخطأ في تحديد هوية الشخص لأن ترتيب الحواف والخطوط وحيد عند كل إنسان وليس له مثيل ولا يتغير مع النمو وتقدم السن• ويذكر العلماء المتخصصون في علم البصمات أن لبصمة الأصبع نحو مئة من الصفات والخصائص التي تحدد أشكالها ومواضيعها ولا يشترك شخصان في هذه الخصائص• وقد جمع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي أكثر من مئة وخمسة وسبعين مليون بصمة فلم يجد بينها اثنتين متشابهتين• واستعان معهد الدراسات والابحاث والادلة الجنائية في شيكاغو بالحاسب الآلي وعلم الاحتمالات وأفادت النتائج أن احتمال تماثل بصمتين تماثلا كليا يمكن أن يكون مرة في كل 127 تريليار بصمة «أي 127 وامامها 21 صفرا» وهو ضعف تعداد العالم كله 12 مليون مليون مرة• البصمة التاريخية وثبت أن البنان يتم تكوينه وتسويته في الجنين في الشهر الرابع ويظل هذا التكوين ثابتا ومميزا له طوال حياته ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل لكن لا يمكن أن تتطابقا تماما•• والبصمة تثبت شخصية الانسان أكثر من التوقيع، وهي أدل عليه من وجهه ومن صورته ومن أخص خصائصه•• فقد يشترك الأبناء مع الآباء في صفات جسدية ظاهرية أو في صفات أخرى داخلية وقد يكون الشبه قويا لدرجة يصعب معها أن نفرق بين أخوين توأمين• وتبين حديثا أن بصمات أصابع القدمين تختلف أيضا من فرد إلى آخر شأنها شأن بصمات أصابع اليدين•• وتستعين مستشفيات الولادة بهذه الظاهرة المعجزة للتأكد من كل جنين وأمه• وقبل أن تستخدم البصمات لاثبات مرتكبي الجريمة وقعت حوادث مفجعة من القتل والاغتصاب والسرقة وكانت الوسيلة لاثبات الجريمة على الجاني الشهود أو الاعتراف• وفي عام 1858م أثبت البريطاني السير وليم هرشل أن شكل بشرة الأصبع يدل على صاحبها ويثبت فرديته•• إلا أن الريبة بقيت بين الناس والقضاة بشأن هذه البصمات إلى أن وقعت جريمة في مدينة «يتفورد» بانجلترا وأمكن اكتشاف القاتل بمضاهاة بصمة أصبعه على بصمة تركها بموقع الجريمة وأطلق عليها «البصمة التاريخية» لأنها أزالت الشكوك بشأن دلالة البصمات•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©