الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيشة تفرق التجمعات العائلية في رمضان

الشيشة تفرق التجمعات العائلية في رمضان
7 سبتمبر 2009 00:32
لطالما احتلَّ شهر رمضان مكانة متميزة في قلوب الصائمين بمختلف شرائحهم الاجتماعية والعمرية، لما يحمله من أبعاد دينية، ولطالما شكلَّ مناسبة لاجتماع الأسرة على مائدة إفطار واحدة، والاشتراك في السهرات التي تنثر حولها الكثير من الود، غير أنَّ شباب اليوم صار يفضل قضاء الليل بطوله خارج البيوت، حيث يمضي الوقت متجولاً في المراكز التجارية، أو جالساً في مقاهي الإنترنت، لكن السمر والسهر والتجمع مع الأصدقاء في المقاهي وتدخين الشيشة تبقى من أولويات البعض منهم، هذا ما أفسد نكهة التجمعات العائلية، التي تتسم بالمحبة والتآلف والذكريات الجميلة، هكذا كان شهر رمضان في الماضي سمة مميزة للاجتماعات العائلية. فما الذي يجده هؤلاء الشباب في المقاهي ليعوضهم عن دفء العائلة؟ يشرح الأمر سعد عبد النعيم قائلاً: «لم يعد رمضان شهر العبادات والصيام والاجتماع مع العائلة، بل أصبح فرصة للسهر والسمر، خاصة بفعل تأجيل العام الدراسي إلى ما بعد عيد الفطر بالنسبة للمدارس الحكومية، وبعض المدارس الخاصة، الأمر الذي ساعد على خروج الكثير من الشباب للتجول والسهر خارج المنزل، أما «اللمّة» العائلية فأصبحت شبه مفقودة لدى أغلب العائلات، حيث عوض دفء المقاهي بكثرة روادها وروائح السجائر والدخان المتصاعد من «الشيشة»، عن جلسات العائلة والسهر في المنزل». ويتهم عبد النعيم المقاهي قائلاً: «مع توافر كل سبل الراحة من حيث مشاهدة شاشات التلفاز بالمقهى والإنترنت والشيشة بكل أنواعها ونكهاتها، ولعب ورق الكوتشينة ولمة الشباب وتعالي ضحكاتهم، إضافة إلى توافر الفرصة لمناقشة كل أمور الحياة، وجد الشباب في مثل هذه الأمكنة متنفساً وحيداً لهم لتفريغ همومهم وأحزانهم». المقهى من أولوياتي بدوره يشرح يحيى نجيب وجهة نظره بهذا الشأن قائلاً: «زيارة المقهى يومياً بعد صلاة التراويح عادة يومية لا استطيع الاستغناء عنها في رمضان، فالتجمع مع الأصدقاء في المقهى، ولعب الورق وتدخين «الشيشة» تتصدر اهتماماتي في هذا الشهر، خاصة أنَّنا نفتقد تلك التجمعات طوال شهور السنة، أمَّا أجواء رمضان فمختلفة». يبتسم محدثنا قبل أن يضيف: «بالنسبة للعائلة فأنا أجتمع معها على مائدة الإفطار، وأبقى بعدها قرابة ساعة، ثم أخرج للسهر في المقهى، وتدخين الشيشة، ولا أعود منها إلا بعد الساعة الثانية ليلاً». نكهة خاصة من جانبه عبد الفتاح صادق، وهو صديق ليحيى، يشارك في الحوار قائلاً: «السهرات في المقاهي خلال ليالي رمضان ضرورة أكيدة، لأنَّ السهر والسمر مع الأصدقاء يعطي ليالي رمضان نكهة خاصة، إضافة إلى عادة لعب الورق وتدخين «الشيشة»، ولقاء الأصحاب بعد طول يوم من العمل والتعب». ويشرح مضيفاً: «صحيح أنَّ للتجمعات الأسرية في رمضان طعماً مختلفاً، وكل أفراد العائلة ملتفين حول المائدة الرمضانية، لكن»اللمة مع الأصدقاء» تختلف، ففيها يدور النقاش والضحكات والنكات، وقد يصل التسامر إلى وقت السحور». السهرات فرقت العائلة تذمر ماجد إبراهيم، متزوج ولديه أبناء، من عادة خروج الشباب والرجال إلى المقاهي قائلاً:» إن أجمل شيء في شهر الصيام هو اجتماع العائلة حول مائدة الإفطار ثم قضاء السهرة سوية، يأكلون ما تعده ربة البيت من حلويات وأطباق رمضانية ومقبلات شهية، ويشاهدون التلفاز». يصمت ماجد ثم يضيف قائلاً: «صحيح لمة الأسرة حلوة، لكنني في المقابل لا أحرم أبنائي من الخروج للسهر خارج البيت، ولكن ليس إلى المقاهي الشعبية، بل تخرج العائلة بكل أفرادها للسمر والتمتع بليالي رمضان معاً، حيث السهر الجماعي مع العائلة أجمل». أما رسمية مصطفي، أم لثلاثة أولاد، فتتأسف لما أصبح عليه شباب اليوم، ومن بينهم أولادها الذين يخرجون بعد الإفطار لملاقاة أصدقائهم ولا تراهم إلا عند السحور. إذ تقول «بالكاد يأكل الواحد منهم الإفطار بسرعة كبيرة، ويخرج مسرعاً لينضم إلى بقية أصدقائه». وتتساءل رسمية قائلة: «هل أصبحت تجمعات الشباب اليوم أفضل من لمة الأهل»؟! المقهى العدو الأول يمثل المقهى العدو اللدود بالنسبة لـنور الكيلاني، لأنه أضر بها كما تقول، فزوجها يخرج بعد الإفطار بساعتين إلى المقهى، لأنه مدمن على تدخين «الشيشة» مع أصدقائه، لتبقى بمفردها مع طفلتيها طول الليل، لا أنيس لها سوى البرامج التلفزيونية، وتناول بعص الحلويات الرمضانية، أو الحديث عبر الهاتف مع إحدى الصديقات، وربما الذهاب إلى النوم، في بعض الأحيان، إن لم يكن هناك برنامج أو مسلسل يستحق المشاهدة، حتى لا تشعر بطول ساعات الانتظار. شات وإنترنت من جانبه يلفت نادر الريس إلى جدوله الرمضاني قائلاً:» تعودت في رمضان على استخدام الإنترنت، حيث أقوم ببعض الأعمال الخاصة بي، وكذلك أقوم بالمراسلات وتبادل الرسائل الإلكترونية، بالإضافة إلى إجراء المحادثات Chatting مع أصدقاء لي، وأشخاص في مختلف دول العالم (عربية وأجنبية)، ويتركز حديثنا هذه الأيام حول شهر رمضان الكريم وحكمة الصوم، حيث إن هناك كثيراً ممن أحدثهم يستغربون قيامنا بالصيام، ومن جانبي أحاول أن أفهمهم الغرض والحكمة منه. يضيف: «الإنترنت يأخذ وقتاً كبيراً مني وخاصة (المحادثات)، ولكن هذا بالنسبة لي أفضل بكثير من أشياء أخرى عديدة». وتتفق مايا أنس، سنة ثانية جامعة، مع رأي نادر، إلا أنها تؤكد أنَّ استخدامها لبرنامج المحادثة في رمضان مقصور على صديقاتها من الفتيات فحسب، فهي تخشى «حرمة» استخدام الإنترنت مع شاب لا تعرفه، كما أنها لا تحب أن تدخل في حديث لا تعرف له سبباً محدداً أو غاية واضحة. لا مشكلة من جهتها تنظر الاختصاصية النفسية فاطمة سجواني إلى هذا الأمر، بوصفه طبيعياً، قائلة:»لا أعتبر خروج الشباب من منزل العائلة لقضاء الوقت مع الأصدقاء مشكلة، فهذا أمر طبيعي، والكائنات الحية تفضل البقاء مع أمثالها، كما أنَّ الشباب لهم لغتهم الخاصة، وحديثهم الخاص وثقافتهم الخاصة». وتشرح سجواني الأمر قائلة:»صحيح أنَّ خروج الأبناء من بيت العائلة لفترات طويلة، وخاصة خلال الإفطار، يفقد الأجواء العائلية الرمضانية نكهتها وجمالها، لكنَّ الشاب يجد أنَّ رفقاءه الذين في مثل سنه هم الأقرب إليه في هذه الأجواء، فهو يعي لغتهم وهندامهم ويجيد التعامل معهم، بعكس الأهل الذين يجدهم البعض من الشباب «دقة قديمة»، لا يعرفون كيف يتواصلون معهم بالحوار والمناقشة والتعامل»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©