المالكي: نبحث جلاء القوات الأميركية أو جدولة انسحابها

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن ''التوجه الحالي'' يقضي بالتوصل إلى مذكرة تفاهم مع الأميركيين ''إما لجلاء القوات'' أو ''جدولة انسحابها''، بدلاً من الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد· وفي أول رد فعل لها على تصريحات المالكي اعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون أن اي جدول زمني للانسحاب من العراق يعتمد على الوضع الأمني على الأرض· في الوقت نفسه ذكرت صحيفة ''يو اس ايه توداي'' الاميركية أن الولايات المتحدة قد تخفض بشكل كبير قواتها العاملة في العراق العام المقبل أياً يكن الرئيس الأميركي المنتخب· وأكد بيان حكومي أن المالكي الذي أنهى أمس زيارة لأبوظبي قال أمام السفراء العرب المعتمدين هناك إن ''التوجه الحالي هو التوصل إلى مذكرة تفاهم إما لجلاء القوات أو مذكرة تفاهم لجدولة انسحابها''· وأضاف ''في كل الأحوال، فإن قاعدة أي اتفاق هو الاحترام الكامل للسيادة العراقية''، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ''المفاوضات لا تزال مستمرة مع الجانب الأميركي'' على الرغم من تعثرها· وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد أكد وجود خيارات بديلة في حال عدم التوصل إلى اتفاقية أمنية قائلاً ''لدينا بدائل نستعين بها في حال التأخر أوعدم التوصل إلى اتفاق أمني منها اتفاقية ثنائية بديلة، أو نذهب إلى مجلس الأمن ونطلب منهم تمديد تفويضهم سنة أخرى''· وأضاف أن ''المفاوضات قطعت شوطاً كبيراً وطويلاً حتى وصلنا إلى بعض الحلول، مثل سلطة القضاء العراقي والاعتقالات، وتنفيذ العمليات العسكرية المشتركة، وصلنا إلى تفاهم أن تكون من منطلق التعاون'' عبر تنفيذ مشترك· كما أشار إلى تأكيد الجانب الأميركي استعداده ''تسليم العراق السيطرة على أجوائه الوطنية في اللحظة التي يكون العراق لديه القـــــدرة على السيطرة عليها''· وفي السياق ذاته قالت صحيفة ''يو اس ايه توداي'' الأميركية أمس أن الولايات المتحدة يمكن أن تخفض بشكل كبير عدد جنودها في العراق العام المقبل أياً يكن الرئيس الذي سينتخب في نوفمبر، لكنها قالت في الوقت نفسه نقلاً عن خبراء عسكريين وبيانات رسمية صدرت مؤخراً أن المسؤولين العسكريين الأميركيين حذرون حيال عمليات انسحاب للقوات في المستقبل· وقال الضابط المتقاعد جاك كين النائب السابق لرئيس الأركان ''اعتقد أن التوجه الحالي لا يمكن قلبه''· وأضاف أنه ستجري ''عمليات خفض كبيرة في 2009 أياً كان الرئيس الجديد''· وذكرت الصحيفة أن المسؤولين العسكريين الأميركيين يلتزمون الحذر· وقال الجنرال لويد اوستن الرجل الثاني في قيادة الجيش الأميركي في العراق مؤخراً إن ''التقدم الذي حققناه هش وما زلنا نعمل لجعل هذا التقدم غير قابل للعكس''· وتابعت الصحيفة أن أعمال العنف تتزايد في افغانستان في الوقت نفسه مما يعزز الضغوط لنقل قوات من العراق إلى افغانستان· وصرح رئيس أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايكل مولن أنه يأمل في إرسال مزيد من القوات إلى افغانستان لكن ليس على حساب التقدم الذي سجل في العراق·