الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حرب صعدة توحد القبائل اليمنية ضد التمرد

6 سبتمبر 2009 02:36
جاءت جولة الحرب السادسة في محافظة صعدة شمال اليمن منذ انطلاق شرارتها يوم 10 أغسطس الماضي لتعطي الدولة فرصة أخرى لترتيب بعض الأوراق السياسية التي اختلطت خلال خمس حروب شهدتها المحافظة في مواجهات دامية بين الجيش وجماعة التمرد الحوثية، بدءاً من 18 يونيو عام 2004 وحتى 17يوليو عام 2008، وإن تخللت كل حرب استراحة محارب، رغم الإعلان الرسمي من الجانبين الالتزام بإيقاف الحرب والنزول من الجبال والعودة إلى جادة الصواب. ومن هذه الأوراق التي نجحت الدولة في اليمن بترتيبها توحيد صفوف أكبر القبائل اليمنية وحشدها خلف الجيش تمثل ذلك بإعلان الشيخ صادق بن عبدالله حسين الأحمر شيخ مشائخ قبيلة حاشد بالوقوف مع قوات الجيش في مواجهة المتمردين بصعدة. وتبع ذلك تصريح للشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف شيخ مشائخ قبائل بكيل بالعمل مع جهود الحكومة وقوات الجيش في استئصال التمرد، وأكدا أن جماعة الحوثي خارجة عن القانون. واللافت في هذه الحرب الالتفاف الشعبي حول الجيش والنازحين حيث هبت المحافظات اليمنية بتسيير قوافل شعبية دعما منها ومساندة للقوات المسلحة في مواجهتها للحوثيين ولتقديم مساعدات إغاثية للنازحين عن الحرب في صعدة، حيث تتدفق القوافل تباعا وبعشرات الأطنان من محافظات (تعز والحديدة والمهرة والضالع ومأرب وعدن وحضرموت والبيضاء والمحويت وغيرها) في ظاهرة تضامنية تؤكد مدى حجم الجرح الذي يسعى أبناء اليمن إلى علاجه والتفاعل مع محنة أبناء جلدتهم في صعدة ومآسي إخوانهم النازحين جراء الحرب المستعرة. أما مواقف الأوساط السياسية في المعارضة اليمنية فلا تزال الورقة الأكثر تعقيدا وخسارة للحكومة لكون مواقف الأحزاب غامضة لدى السلطة حيث تحمل المعارضة الحكومة القسط الأكبر من المسؤولية عن المواجهات الدامية بين القوات الحكومية وأتباع التمرد والتي أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الجانبين في أعنف مواجهات يخوضها الجيش اليمني منذ حرب صعدة الأولى عام 2004. ويرى المراقبون أن جماعة الحوثي هم عبارة عن مجاميع من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (17-25) سنة، ويمكن تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف، الأول مدفوع بحمية الدفاع عن المذهب الزيدي والتأثر بأطروحات المؤسس لتنظيمهم حسين بدر الدين الحوثي، أما الصنف الثاني من المتمردين فهم من أبناء القبائل المتعاطفة مع الحوثي والغاضبة من الدولة، وهؤلاء وإن كانوا ينتمون للمذهب الزيدي، إلا أنهم لا يقاتلون بدافع أيديولوجي مكتمل التأثر بأطروحات حسين بدر الدين بقدر تأثرهم بحمية الدفاع عن المذهب الزيدي. أما الصنف الثالث، فهم من الشباب العاطلين عن العمل، الباحثين عن تحقيق البطولات، ويفضلون التفاخر بتربية شعرهم وحمل السلاح. والمفارقة السياسية تبدو هنا جليا بدحض من يقول أن «الحوثيين» ينتمون إلى بعض أحزاب المعارضة المنضوية في «اللقاء المشترك»، لان واقع الحال في صعدة يؤكد أن غالبية المتمردين المتحزبين ينتمون للمؤتمر الشعبي العام «الحاكم» وليس فيهم كما يؤكد الكثير منهم من ينتمي إلى أحزاب المعارضة.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©