الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لماذا اعتذر أردوغان لبوتين؟!

لماذا اعتذر أردوغان لبوتين؟!
29 يونيو 2016 02:24
شكلت خطوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باعتذاره أول أمس لروسيا عن إسقاط مقاتلة «سو-24» الروسية، نهاية العام الماضي، مفاجأة من العيار الثقيل وصدمة لكل من عرف عناد الرئيس التركي، والذي صرح أكثر من مرة بأنه لن يعتذر لروسيا عن إسقاط المقاتلة أبداً لأن ذلك الفعل جاء، بحسب رأيه، دفاعاً عن أراضيه. وتأزمت العلاقات بين موسكو وأنقرة، بعدما قام سلاح الجو التركي بإسقاط القاذفة الروسية فوق سوريا في الـ24 من شهر نوفمبر الماضي، وهو ما اعتبرته موسكو «الطعنة في الظهر». وأعلن مصدر في الدفاع الروسي أن لجنة روسية تركية ستضم عسكريين ودبلوماسيين ستحدد تعويضات تركيا لروسيا مقابل إسقاط «القاذفة سو-24» العام الماضي، وقد تتجاوز 30 مليون دولار. ويطرح محللون سياسيون تساؤلات عديدة حول دوافع تركيا ورئيسها التي حدت به لاتخاذ هذا القرار المفاجئ، خاصة وأن الحديث عن هذا الموضوع تراجع كثيراً وخفت شعاعه خلال الأشهر الأخيرة، فيما طرح مراقبون بعض الأسباب التي قد تكون أجبرت تركيا على اعتذارها، نجملها فيما يلي: ترميم العلاقات: تناغمت خطوة الاعتذار التركية مع التصريحات الرسمية الروسية منذ نهاية مايو الماضي التي اتجهت نحو التهدئة، وهو ما فسره مراقبون بأن الجانب التركي تمكن من العثور على قنوات إلى روسيا وأعطى انطباعات بإمكانية تهيئة الأجواء لترميم العلاقات التي تسببت أنقرة في إفسادها خلال الأشهر الماضية. وترى بعض الأوساط السياسية في موسكو أن أردوغان يحاول الخروج من أزماته الداخلية التي دفعته لإجراء مناورات سياسية وإعلامية، للحفاظ على سلطته. ويبدو أن أردوغان أسقط موقفه الحازم من إسرائيل تجاه إسرائيل في قضية السفينة التركية، على موقف روسيا منه، فاقتنع أخيراً بأحقية روسيا في الإصرار على عدم التنازل عن حقها بشأن إسقاط القاذفة الروسية، فاختار التهدئة لفتح آفاق جديدة مع الدب الروسي. توسيع التجارة: يؤمن أردوغان أن بلاده تقع في مركز تجاري يخدم الشرق والغرب اقتصادياً وتجارياً، لذا قرر أن يدني رأسه للريح الروسية العاصفة لإعادة العلاقات وتطبيعها لتستفيد بلاده تجارياً بالتواصل مع الأسواق الروسية وفتح أسواق بلاده أمام التجار الروس. ويرى خبراء اقتصاديون، بحسب «روسيا اليوم»، أن العلاقات الاقتصادية – التجارية بين موسكو وأنقرة علاقات مهمة وصل فيها حجم التبادل التجاري (قبيل الأزمة) إلى ما بين 40 – 60 مليار دولار سنوياً، وكان من المقرر إيصال هذا المبلغ إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020. ويلعب العامل الاقتصادي دوراً مهماً جداً لروسيا، كما هو لدى الأتراك، وبالتالي فإن تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا، حتى وإن لم يتم بشكل فوري، فإنه مهم للاقتصاد الروسي، ومهم لتحركات موسكو السياسية التي تخدم مصالحها المباشرة جداً. وأشارت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى أن الروبل الروسي شهد ارتفاعاً بعد رسالة أردوغان الاعتذارية التي أبرقها إلى نظيره الروسي. عودة العمالة: يبدو أن إجراءات البلدين لتهيئة العلاقات لمرحلة جديدة من التطور ستسهم، برأي نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش، في تحسين العديد من المجالات التي تعطلت بسبب الخلاف السابق، والدليل على ذلك، من وجهة نظره، هو قيام إحدى الشركات الروسية بالسماح من جديد للعمال الأتراك بالعمل لديها. وكان الرئيس الروسي قد اتخذ قراراً، ضمن العقوبات التي أقرها ضد تركيا، بوقف جلب وتوظيف العمالة التركية إلى بلاده، وكذلك منع إرسال العمالة الروسية إلى تركيا وذلك بعد تعميم رجال الأعمال وأرباب العمل الروس بمنع توظيف العمالة التركية في مصالحهم. وقررت روسيا، مطلع العام الجاري، إلغاء العمل بنظام الدخول من دون تأشيرات سفر بينها وبين تركيا، وهو ما حد من انتقال العمالة بين البلدين أيضاً، مع وضع العراقيل في وجه حركة السفر كذلك خاصة بعدما أمر بوتين بتشديد الرقابة على شركات الطيران التركية على الأراضي الروسية بدعوى «ضمان الأمن». إنعاش السياحة: وتأمل تركيا بعد اعتذار أردوغان أن يؤدي إلغاء الحظر المفروض على الرحلات السياحية إلى تركيا إلى انتعاش سوق السياحة المحلي، في حين قالت المتحدثة باسم اتحاد شركات السياحة الروسية إيرينا تورينا، إنه في حال إلغاء الحظر المفروض على الرحلات السياحية إلى تركيا فإن شركات السياحة الروسية ستكون مسرورة بذلك. ولفتت المسؤولة في قطاع السياحة الروسي إلى أنه لاستئناف رحلات الطيران غير المنتظمة «تشارتر» إلى تركيا سيلزم الأمر نحو شهر من تاريخ رفع الحظر. ويشهد قطاع السياحة التركي تراجعاً حاداً بعد عزوف السائح الروسي إلى جانب الأوروبي عن زيارة تركيا، وفي حال رفع الحظر الروسي عن الرحلات السياحية إلى تركيا فسيكون ذلك بمثابة «قبلة الحياة» لقطاع السياحة التركي. وأوعز بوتين، وقت الأزمة، إلى شركات السياحة الروسية بالامتناع عن تنظيم رحلات للمواطنين الروس إلى تركيا، وتشديد الرقابة على شركات الطيران التركية على الأراضي الروسية لضمان الأمن. وانخفض عدد السياح الروس الذين كانوا يمثلون مصدراً رئيسياً للسياحة في تركيا بنسبة 79%، كما تراجع عدد السياح الألمان الذين شكلت نسبتهم سابقاً 35% من إجمالي السياح في تركيا، بينما هبط بشكل حاد جداً عدد الوافدين من جميع الدول الأوروبية الرئيسة، إضافة إلى الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©