السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اضطراب المزاج مؤشر مبكر على الاكتئاب

اضطراب المزاج مؤشر مبكر على الاكتئاب
31 ديسمبر 2015 20:58
خورشيد حرفوش (القاهرة) يغيب عن كثيرين أن الاكتئاب من الممكن أن يصيب الأطفال كما الكبار، وقد يظن البعض أن الأطفال بمنأى عن الاكتئاب لأنهم بعيدون تماماً عن المؤثرات النفسية والاجتماعية المسببة للاكتئاب بحكم أعمارهم، وعدم تحملهم أي مسؤوليات أو هموم حياتية. لكن توجد دراسة بريطانية تثبت بأن هناك أطفالاً يعانون من الاضطراب النفسي بنسبة 10% وأطفالا يعانون من الاكتئاب بنسبة 4%، وفي الحالتين يجب على الوالدين الانتباه جيداً إلى سلوكات أطفالهم لكي يعرفوا ما إذا كان طفلهم يعيش حالة من الاكتئاب أم لا؟ عوامل الاختلاف تشكك الدكتورة هالة السويفي، استشارية الصحة النفسية بمستشفيات جامعة عين شمس، بصحة هذه النسبة، مشيرة إلى أنها تختلف من مجتمع لآخر وفق ثقافته ونمط التربية السائد والفوارق الطبيعية بين أساليب التربية في كل مجتمع، بل وبين أسرة وأخرى داخل المجتمع الواحد نفسه. وأحياناً تأخذ شكل عسر المزاج، وحالات عسر المزاج بشكل عام أقل انتشاراً بين تلك الفئات العمرية من حالات الاكتئاب فتمثل فقط خمس حالات بين كل مائة ألف طفل مقارنة بحالات الاكتئاب التي تصل إلى 1% لكن بعض الحالات قد تتدهور في خلال عام من بدايتها لتصبح حالة اكتئاب ومع تقدم السن ومع بلوغ الطفل مرحلة المراهقة تزداد نسبة عسر المزاج بين المراهقين لتصل إلى 5 حالات بين كل ألف حالة. كما أن اضطرابات المزاج عامة والاكتئاب خاصة من الاضطرابات التي تتأثر كثيراً بالعامل الوراثي فتنتشر بين أسر معينة عن غيرها، حيث وجد أن احتمال إصابة الطفل بالاكتئاب منتشر بشكل عام بين الأطفال الذين يتولفر لديهم تاريخ مرضي لنوبات اضطرابات في المزاج بين والديهم أو أحد الأقارب. وتضيف أن احتمالية إصابة طفل بالاكتئاب يعاني أحد والديه الاكتئاب ترتفع إلى ضعف الاحتمال بين الأطفال العاديين، كما يزيد هذا الاحتمال إلى أربعة أضعاف إذا كان كلا الوالدين مصاباً بالاكتئاب قبل سن 18 سنة، وكلما زادت أو تكررت عدد النوبات عند الوالدين كلما زادت احتمالية إصابة أبنائهم، موضحة أن اضطرابات المزاج عامة والاكتئاب خاصة من الاضطرابات التي تتأثر كثيراً بالعامل الوراثي فتنتشر بين أسر معينة عن غيرها، حيث وجد أن احتمال إصابة الطفل بالاكتئاب منتشر بشكل عام بين الأطفال الذين يتوافر لديهم تاريخ مرضي لنوبات اضطرابات في المزاج بين والديهم أو أحد الأقارب. ملامح تقول السويفي إن ملامح هذا الاكتئاب تختلف عن اكتئاب الكبار في الشكل والأعراض والأسباب. فإذا لاحظت الأم أن هناك تغيراً في سلوكات طفلها، ولم يعد يلعب مع الأطفال الآخرين كعادته، ولم يعد تجذبه برامج التليفزيون كما كان من قبل، أو أنه لم يعد يهتم بهواياته التي كان يمارسها، أو يهتم بنظافة ملابسه، وأنه أصبح يجلس حزينا، ويرفض الطعام، أو يتناول الطعام بشراهة ويطلبه كثيراً وينام كثيرًا، ولا يستطيع الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة، أو يشكو من سرعة نبضات قلبه ورعشة في يده، ويلاحظ الأهل أن وجهه شاحب وليس كالسابق، وهذه الأعراض تدل على أن هذا الطفل مصاب بالاكتئاب تماماً كما يصاب الكبير، لافتة إلى أن الفرق الوحيد أن الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاعره، ومن الضروري في هذه الحالة عرض الطفل على طبيب نفسي، لأن هذه الحالات لو تركت من دون علاج تتكرر عند الأطفال ثم تتكرر معهم عندما يكبرون بشكل أكثر تطورا. وتوضح أن مظاهر الاكتئاب عند الطفل عادة ما تأخذ شكلاً من أشكال السلوكات السلبية مثل الإحساس بالصداع والكسل وبطء الحركة والاستجابة، وقلة النشاط، وانخفاض شبه ثابت في مستوى الطاقة الحيويّة، وتجنب التواصل مع الآخرين والميل إلى النوم والعزلة والانطواء على الذات والهروب من المدرسة، وانخفاض مستوى التفكير أو التركيز، وتراجع المستوى الدراسي، كما قد يشكو من اضطراب الذاكرة وسهولة تشتت الانتباه، أو الخوف اجتماعي، وأحياناً يزداد تعلقه بالأم. أو شكاوى جسدية، وثورات غضب مفاجأة، وتعكر المزاج العام، والإحساس بالذنب، وأحياناً نزعات عدوانية غير طبيعية ولم تكن من مظاهر سلوكياته المعتادة، وفقدان الشهية، وعدم انتظام النوم الطبيعي، والشكوى من وجود كوابيس ومخاوف غير طبيعية. وهذه المظاهر قد تمتد لأيام وأسابيع. فرضيات حول أسباب إصابة الأطفال بالاكتئاب، تقول السويفي: «هناك دراسات عديدة تحاول فهم مسببات الاكتئاب عند الأطفال، منها ما تم عن طريق إجراء أشعة الرنين المغناطيسي لنحو مائة طفل يعانون اضطرابات في المزاج وجد أن هناك صغراً في حجم الفص الجبهي للمخ، كما وجد اتساع في بطين الدماغ وهذا لا يختلف عما وجد في أشعة الرنين المغناطيسي التي أجريت على البالغين ممن يعانون من الاكتئاب، كما بينت دراسات تشريحية أن هناك ضموراً في بعض خلايا الفص الجبهي للمخ ومن بينها خلايا مسؤولة عن تنظيم السيروتونين، ويكون لإصابة الفص الجبهي دور واضح في تمثيل الأعراض التي يعاني منها المريض. فضلا عن محاولات فهم تأثير الهرمونات، ووُجِد في الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب انخفاض مستوى مادة السيروكسين الكلي الحر، وهذا على الرغم من أن عدم تأثير أو اعتلال مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية»، مضيفة أن الدراسات التي تمت على التوائم أحادية البويضة أو ما تسمى التوائم المتطابقة كشفت عن أنه عندما يصاب أحد التوائم بالاكتئاب فليس قطعاً أن يصاب التوأم الثاني بالاكتئاب لكن فقط تزداد احتمالية الإصابة لكن هذه الاحتمالية لم تصل إلى نسبة 100%، إذن هناك عوامل أخرى غير الجينات مسؤولة عن حدوث المرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©