الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التراث يتصدر برامج صيفنا مميز في مراكز أبو ظبي

التراث يتصدر برامج صيفنا مميز في مراكز أبو ظبي
8 يوليو 2008 00:50
تتصدر الأنشطة التراثية أجندة العمل فـــــى مراكــــز ''صيفنا مميز'' فى إمارة أبوظبي البالغ عددها 68 مركزا موزعة على أبوظبي والعين والمنطقة الغربية· وتستقطب هذه المراكز طلابا وطالبات من مختلف المراحل العمرية تحت شعار ''وطنيتنا هويتنا'' وتقدم لهم دورات علمية وتطبيقية متخصصة في التراث بهدف التعرف على أنماط الحياة التى كانت سائدة في الماضي سواء في بيئات البر أو البحر أو الحضر· وأكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم مغير خميس الخييلي على أن التراث ''هو أحد الركائز القوية للحفاظ على هويتنا الوطنية وتعزيز المفاهيم الخاصة بها في نفوس النشء والجيل الجديد''· وينطلق شعار البرنامج من إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله العام 2008 عاما للهوية الوطنية· واعتبر الخييلي أنه على الرغم من تسارع المتغيرات التي تشهدها دولة الإمارات على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، ''فإن شعب الإمارات المعروف بأصالته وتمسكه بالقيم النبيلة، حافظ على الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة التي تؤكد هوية المجتمع العربية والإسلامية''· الفنون التراثية يتلقى الطلاب والطالبات في مراكز ''صيفنا مميز'' تدريبا على بعض الفنون التراثية التي تشتهر بها الدولة، ومنها الرقصات الشعبية والتي كانت ولاتزال تؤدى بنفس الطريقة القديمة والأصيلة· وتعتبر هذه الرقصات القاسم المشترك في كل المناسبات الاجتماعية والوطنية· وتشمل ''العيالة'' و''الحربية'' و''الرزفة'' و''اليولة''· وتعتبر ''العيالة'' الرقصة الوطنية الأولى، وتنشد فيها الأناشيد الوطنية، وتستخدم فيها العصي والسيوف أما رقصة ''الحربية'' فهي رقصة حماسية بالسيوف تمثل الشجاعة والاستعداد للنزال· وتحظى رقصة اليولة باهتمام كبير وبالغ من الشباب والأطفال بشكل خاص· وهي رقصة تؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي· وتستخدم فيها العصا أو السلاح في وسط ساحة ''رقصة العيالة'' أو ''الحربية''· وفيها يقذف الراقص بالعصا أو السلاح عاليا، ثم يعود ليقبضه دون أن يسقط منه· وقديما كان السلاح المستخدم في رقصة ''اليوله'' سلاحا ثقيلا ورشاشا ممتلئاً بالذخيرة الأمر الذي يحتاج الى مهارة عالية لتحريكه مع نغمات وألحان الطبل بشكل سريع· إلا أنه اليوم أصبحت الأدوات المستخدمة كثيرة مثل السلاح الخفيف والمفرغ من الذخيرة، أو الكند أو الصمع والميازر· بدوره اعتبر مدير منطقة أبوظبي التعليمية محمد سالم الظاهرى أن ''الهوية لاتتجزأ عن الوطن فكلاهما يرتبط بالآخر بصورة أو أخرى''· واشار الى أن هدف البرنامج الصيفي هذا العام يكمن في توسيع آفاق الطلاب على تراث ''الآباء والأجداد ، خاصة في عصر العولمة الذي أصبح العالم فيه قرية صغيرة ، وذلك على الرغم من الاتساع الذي تشهده الكرة الأرضية''· فالطلاب في مراكز ''صيفنا مميز'' يتعلمون كيفية وضع ''العصامة'' أو ''الحمدانية'' التي تعد من أقدم ما لبس الرجال في دولة الإمارات وهي الأصل قبل ارتداء الرجل الإماراتي '' الغترة والعقال''· وقال الظاهري إنه ''كان من يخرج ''حاسر الرأس لكأنه خارج على الآداب فالعصامة لا تخلع إلا عند الوضوء للصلاة''· و''العصامة'' تشبه العمامة ولكنها أصغر حجماً· وكانت تستخدم في رحلات القنص وصيد الأسماك وتنقلات البدو في أثناء الرعي· أما '' الحمدانية '' فهي لف الطرفين حول الرأس من الجبهة نحو الخلف مع طويهما حول نفسيهما وتثبيت النهاية خلف الرأس مع إمكان إظهار الطرفين من وراء الرأس · وتواصل مراكز المنطقة الغربية تقديم برامج مرتبطة بالتراث· ويتم تدريب الطلاب على آداب الضيافة و إعداد وصب القهوة· واعتبر مدير المنطقة التعليمية فى الغربية خلفان المنصوري ان ''الكرم والضيافة هما من العادات والقيم النبيلة التي فطر عليها العرب واتسمت بها حياة الآباء في الإمارات على مر العصور، وقد عبرت هذه العادات الأصيلة عن الترابط والتكاتف بين أفراد المجتمع ، وتجلت في عادات إكرام الضيف وحسن استقباله سمات التواضع والتراحم بين فئات المجتمع· ويقوم فريق من المدربين المتخصصين بتدريب الطلاب والطالبات على أصول المجالس الشعبية والزواج وآداب ممارسة الحياة اليومية في المجتمع الإماراتي مثل احترام كبار السن والاقتداء بهم· تراث البر والبحر بدوره اعتبر مدير منطقة العين التعليمية سالم الكثيري أن ''الأمة التي تريد البقاء تحمي تاريخها وتراثها بسياج متين من تعليم الأبناء وتدريبهم على مكنونات هذا التراث''· واشار الى أن تراث الإمارات يستمد من مجريين أساسيين من تاريخ شعبها هما اسلوبا الحياة في البرّ (الصحراء والجبال) وفي البحر · وتراث البر يتمثل في حياة البداوة حيث لعبت الإبل دوراً حيوياً واستخدمت وسيلة للنقل ومصدرا للغذاء وموارد أخرى متنوعة· وتقدم المراكز فى العين نشاطا عن التراث البحري لتعريف الطلبة بقيمة هذا النشاط الذي قد لاتوفر لهم بيئة البر في مدينة العين التعرف عليه تطبيقيا· ويقدم المدربون المؤهلون معلومات وافية حول التراث البحري من تقاليد بناء السفن الخشبية التي لا زالت مستمرة في ترسانات المدن الكبرى· ويقوم البحارة المهرة ببناء سفن ''الدهو'' بنفس الطريقة التي اتبعها أسلافهم منذ قرون دون الحاجة إلى استخدام الكمبيوتر أو المعدات الحديثة· وردد مدير مركز ''عبدالله بن عتيبة'' في أبوظبي موسى الباني عبارة '' من لا ماضي له فلا حاضر له '' ليؤكد أن ''الاعتزاز بالتراث الوطني واجب على الجميع''· واشار الى أن البرامج التي يقدمها المركز للطلاب تتضمن التعريف بحياة رياضة الصيد حيث استخدم البدو الصقور المدربة تدريباً عالياً في اصطياد طائر الحبارى · ولازالت رياضة الصيد بالصقور الرياضة المفضلة لدى المواطن الإماراتي حتى اليوم· اضافة الى أن رياضة سباق الخيل تحظى بمكانة بارزة ، فالإمارات تعتبر من أكبر المراكز العالمية في هذه الرياضة· وتم إعداد مجلس تقليدي في أحد أروقة المركز لممارسة بعض من العادات والتراث· فالمجلس يمثل المكان الذي يستقبل فيه صاحب البيت ضيوفه، وفي النوع الأول من الزيارات يأمر رب البيت بتقديم القهوة لضيفه أو لضيوف، والقهوة في هذه الحال تعني تقديم الطعام والشراب للضيف، وهي ما تسمى (بالفوالة) إضافة للقهوة، وإذا كان الزائر على عجلة من أمره أو أراد الاعتذار، يكتفي رب البيت بجلب (دلة) للقهوة فقط· وتقدم القهوة في فنجانين يديرها الساقي على الجالسين بيده اليمنى وفي يسراه ''الدلة'' فيبدأ بالزائر أولا إلا إذا كان حاضراً من هو أجل منه قدراً· وتصاحب مراسيم الضيافة عند أهل الإمارات عبارات الترحاب والبهجة بلقاء الضيوف وإبداء السعادة بالزيارة التي قاموا بها وشكرهم الجزيل عليها· الأزياء الشعبية الى ذلك أشارت مديرة مركز الظبيانية النموذجية في أبوظبي عائشة محمد راشد السويدي إلى أن المركز يقدم دورات متخصصة للطالبات في التراث من بينها التعرف على الأزياء الشعبية في الماضي والحاضر وآلية صنع هذه الأزياء وتطريزها من خلال استخدام ''التلي'' بالإضافة إلى صناعة الحناء واستخدامها في الزينة وأنواعها وطرق التفريق بين هذه الأنواع ، وغيرها من المعلومات المفيدة للطالبات· وقالت ليلى إبراهيم السلامي مدربة الفنون التراثية إن عملها يتعلق بتعزيز التراث وتنميته في نفوس الطالبات عن طريق ممارسة بعض الأشغال اليدوية القديمة مثل الجفير والمغطى والحصير بخوص النخل عن طريق السعف· اضافة الى تعليمهن ''التلي'' وصناعة الأدوات المنزلية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©