الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة قوية لـ «النوتبوك» بعد سيطرة «النيتبوك»

عودة قوية لـ «النوتبوك» بعد سيطرة «النيتبوك»
18 مايو 2010 20:52
بالرغم من أن أجهزة الاتصال بالإنترنت المعروفة باسم «النيتبوك» netbook والتي يبلغ اتساع شاشاتها 10.2 سنتمتر، اختطفت الأضواء خلال العامين الماضيين من أجهزة الكمبيوتر الدفتري «النوتبوك» notebook بسبب انخفاض أسعارها وخفّتها وسهولة استخدامها في الإبحار عبر الإنترنت، إلا أنها بدأت تتراجع الآن وتفقد بريقها. ويعود ذلك إلى أن معظم المستخدمين أصبحوا يشعرون بالحاجة المتزايدة للكمبيوتر ذي القدرة الأقوى على الإنجاز حتى لو كان أغلى ثمناً. وتأتي هذه الحاجة من ضرورة تزويد الكمبيوتر بشاشة أوسع، وأن يكون صالحاً لمعالجة الصور الثابتة والمتحركة (الفيديو)؛ وهذه كلها من الوظائف التي يعجز جهاز «النيتبوك» عن أدائها. وفيما لا يزال بعض المستخدمين يفضلون استخدام جهاز «النيتبوك» الذي لا يزيد سعره عن 300 دولار، أو حتى أجهزة الهاتف الذكية التي تنتجها «آبل» مثل «آي فون» والكمبيوتر اللوحي الجديد «آي باد»، إلا أن أجهزة «النوتبوك» عادت لتسجّل الآن نمواً متسارعاً في مبيعاتها. ويعكس هذا التطور التغيرات الحاسمة في توجهات المستهلكين الذين أبدوا استعدادهم لدفع تكاليف أكثر مقابل الحصول على الخدمات والتطبيقات الجديدة التي تتطلّب كمبيوترات ذات قدرة أقوى على معالجة واستظهار وتخزين المعلومات. ويلاحظ الخبراء أيضاً بأن هذا التوجّه الجديد يتناقض مع الأحوال التي تعيشها الأسواق منذ بداية الأزمة المالية العالمية وحيث كان العملاء يتجهون للتضحية ببعض الميزات التي تحملها الأشياء التي يشترونها مقابل دفع سعر أقل لشرائها. ويمكن لهذه الظاهرة أن تفسّر الإقبال الكبير الذي شهدته أجهزة «النيتبوك» في بداية فترة ظهورها في الأسواق. وأشارات إحصائيات محلّية أنجزتها شركة مايكروسوفت من خلال مراقبة مبيعاتها من أنظمة التشغيل خلال الربع الأول من العام الجاري، إلى أن مبيعات أجهزة اللاب توب التي يتراوح سعر الواحد منها بين 550 و850 دولاراً، سجّلت نمواً أعلى بكثير من الذي سجّلته أجهزة «النيتبوك». ويقول جيفي بارني نائب رئيس فرع شركة توشيبا لصناعة الكمبيوتر الشخصي في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية في وصفه لهذا التوجّه: «يبدو لي أن أغلبية الناس بدأت تتنبأ باقتراب نهاية عصر النيتبوك. ونحن نستشعر ذلك من خلال ملاحظتنا بأن النمو الأكبر في مبيعاتنا يأتي من أجهزة اللاب توب «. وكانت شركة (أسوستيك) اليابانية المتخصصة بصناعة الكمبيوتر هي التي بدأت صرعة أجهزة الكمبيوتر الرخيصة «النيتبوك» عام 2007 عندما أطلقت الجهاز (أسوس) Asus الذي يعد الأرخص في العالم حيث حددت سعره بمبلغ 8000 ين ياباني أو ما يساوي 245 دولاراً. ومنذ ذلك الوقت، بدأت العديد من الشركات الكبرى المنتجة للحواسيب تتنافس على بناء وبيع أرخص كمبيوتر في العالم. وظهرت في هذا الإطار العديد من المبادرات والمشاريع التي يجري العمل على تنفيذها لإنتاج كمبيوتر بسعر 100 دولار وصف بأنه يأتي بهدف ردم الهوّة الرقمية بين يمتلكون الحواسيب ومن يعجزون عن شرائها. ويذكر أن اللاب توب (أسوس) كان مخصصاً للأطفال ومصمم بحيث يكون استخدامه بالغ السهولة. ومع هذه الموجات من المدّ والجزر التي شهدتها أجهزة الكمبيوتر المحمولة، كانت الشركات المصنّعة لها تتبنى استراتيجيات تتصف بالحذر بحيث كانت تعتبر الأجهزة الصغيرة والرخيصة مجرّد سلع داعمة لمبيعاتها وليست المنتجات الأساسية التي تعتمد عليها. وبدا واضحاً الآن أن هذه الشركات لم تكن مخطئة عندما ركّزت على مشاريع تطوير أجهزة «النوتبوك»، وكأنها كانت تستقرىء التحولات المستقبلية الحاسمة والتي تحققت بالفعل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©