الرئيس اليمني مستعد لـ «خروج مشرف» من السلطة

أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استعداده لترك السلطة “بصورة مشرفة” حتى خلال ساعات. لكن صالح نفى في مقابلة مع قناة “العربية” ان اتفاقا على نقل السلطة متوقع قريبا. واضاف صالح أن المعارضة رفعت مطالبها بعدما قدم مبادرة لنقل السلطة. وجدد صالح من جهته تأكيده “ثباته وصموده” في وجه الحركة الاحتجاجية المتعاظمة. وقال”نؤكد أن الشرعية ثابتة وصامدة أمام التحديات، ولا يمكن أن نسمح لأقلية قليلة أن تتغلب على الغالبية العظمى من أبناء الشعب”. واضاف “اننا صامدون راسخون رسوخ الجبال، ولن تهزنا بأي حال هذه الأحداث، فلقد واجه شعبنا في الماضي العديد من التحديات وتغلب عليها، وسوف يخرج من هذه الازمة أكثر قوة وعزيمة”. واعتبر أن “الوطن بحاجة اليوم إلى الصمود ورباطة الجأش لتجاوز الأزمة التي تمر بها بلادنا في إطار تلك الموجة التي تشهدها المنطقة”. واكد الرئيس اليمني انه يبذل “كل الجهود من اجل الحوار، ونأمل أن يستجيب العقلاء لنداء الحوار”. وأشار كذلك الى وجود “أزمة في الغاز والوقود بسبب تلك العناصر من حركة الإخوان المسلمين وحلفائهم في اللقاء المشترك المعارض وغيرهم والذين قاموا بقطع الطرقات ومنع وصول إمدادات الغاز والوقود”. كما اتهم المعارضين بانهم “اعتدوا على أبراج الكهرباء لتعطيل وصول الكهرباء الى المواطنين في بقية المحافظات”. من جانبه أكد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن رفضه تسليم السلطة بشكل سلمي إلا عبر الانتخابات، مؤكدا تمسكه بالرئيس علي عبدالله صالح الذي يواجه حركة احتجاجية كبيرة تطالب باسقاط نظامه. وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي إن “السلطة لن تسلم الا الى من يختاره الشعب عبر انتخابات، وهي الطريقة الوحيدة لتحقيق انتقال سلمي للحكم”. من جهتها، اعتبرت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بعد اجتماع برئاسة صالح أن الأزمة السياسية في البلاد ناجمة عن “المواقف المتعنتة من قبل حزب الإصلاح وحلفائه في أحزاب اللقاء المشترك والحوثيين وتنظيم القاعدة”. واضافت ان “ما يزيد عن عشرة ملايين مواطن نزلوا الى الساحات العامة في كافة محافظات الجمهورية” وعبروا عن “تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالامن والاستقرار”. وقالت اللجنة العامة إنه “من غير المقبول والمنطقي لي الذراع وتجاوز الشرعية الدستورية وفرض رأي الأقلية على رأي السواد الأعظم من جماهير الشعب”. ورأت ان حشود الجمعة “اخرست كل الالسن البذيئة ومثلت استفتاء جديدا وواضحا على الشرعية الدستورية ومكانة” الرئيس اليمني. وحذر المتحدث باسم اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان من “استعداد للانقضاض على ساحة التغيير”. واوضح أن “تصريحات السلطة تتحدث عن استعداد الرئيس للرحيل ولكن ما يجري على الارض يبدو استعدادا للانقضاض على ساحة التغيير”. واضاف “هناك مؤشرات على ذلك بينها إعادة توزيع للقناصة وإعادة انتشار بعض البلطجية ونصب صواريخ” جديدة. وقال قحطان لـ(الاتحاد) :”لا جديد في المفاوضات” بين قيادات المعارضة والرئيس صالح، الهادفة لنقل السلطة سلميا عبر تنحي الأخير، وتشكيل مجلس انتقالي مدني لإدارة شؤون البلاد حتى إجراء انتخابات برلمانية.وأكد أن المعارضة اليمنية تجد صعوبة في تصديق وعود الرئيس صالح بأنه مستعد للتنحي عن الحكم وتسليم السلطة. وحسب مصادر صحفية يمنية فإن صالح، وعلي محسن، الذي يعد أبرز أركان نظام الرئيس اليمني منذ توليه الحكم في العام 1978، اتفقا على الرحيل معا عن الحكم والجيش، والترتيب لانتقال سلمي للسلطة في اليمن، إلا أن اللواء الأحمر اشترط رحيل أولادهما “أولا”، وهو ما رفضه صالح. من جانبه، أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي على ضرورة أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق بخصوص انتقال السلطة في اليمن. وقال القربي، لوكالة رويترز، :” يجب ألا يكون عقبة أمام التوصل لاتفاق”، مشيرا إلى أن الإطار الزمني لانتقال السلطة من الرئيس علي عبد الله صالح “أمر يمكن التفاوض عليه”. وعبًر عن أمله في أن يتمكن المفاوضون، من التوصل إلى اتفاق على انتقال السلطة في البلاد. وأكد القربي على ضرورة أن يتم الانتقال السلمي للسلطة عبر اتفاق “النقاط الخمس”، الذي توصلت إليه أحزاب “المشترك” و”هيئة علماء اليمن” في 2 مارس الجاري، ونصت أبرز نقاطه على تحقيق “الانتقال السلمي والسلس للسلطة خلال فترة أقصاها نهاية العام الجاري”.