أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تصميمه على إنجاح زيارته المقترحة إلى غزة للقاء قادة الفصائل الفلسطينية هناك، خاصة حركة “حماس” المسيطرة على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، واستقبل وفداً من حركة “حماس” لبحث إمكانية القيام بالزيارة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن عباس أبلغ مبعوث الرئيس الصيني هو جينتاو الخاص إلى الشرق الأوسط وو سيكه، في رام الله مساء أمس الأول بأنه “عازم على إنجاز الزيارة لقطاع غزة من أجل طي الخلاف وتوحيد شطري الوطن”.
وأضافت أن عباس شرح لوو سيكه المبادرة التي أطلقها الأسبوع الماضي بإعلان استعداده لزيارة غزة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي “فتح” بزعامته في الضفة الغربية المحتلة و”حماس” عبر تشكيل حكومة من مستقلين تنحصر مهمتها في الإعداد لإجراء الانتخابات الفلسطينية وبدء إعادة إعمار قطاع غزة. وشدد على أن استمرار الانقسام يعني استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، اجتمع عباس أمس مع وفد من قياديي الحركة بالضفة الغربية في مكتبه في رام الله لبحث إمكانية زيارته إلى غزة. وضم الوفد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، ناصر الدين الشاعر، سميح أبو عيشة، عبد الرحمن زيدان، أيمن دراغمة، وصفي قبها ومحمد أبو طير.
وقال عباس خلال اللقاء “لن يكون هناك سلام يحقق طموحات شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف من دون إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية”. وعرض على الوفد استعداده للتوجه إلى غزة “فور موافقة حماس على المبادرة وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية مستقلة تقوم بالإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخاب مجلس وطني فلسطيني وكذلك البدء بإعمار قطاع غزة المدمر نتيجة العدوان الإسرائيلي”.
وقال عباس “لا بد من التعامل مع المتغيرات التي تجري في المنطقة والتصدي بشكل موحد للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي وتهديده بضرب قطاع غزة مجددا”. وأكد “ضرورة التمسك بالتهدئة (في القطاع) من أجل قطع الطريق أمام إسرائيل للاستمرار في تهديداتها ومن أجل مجابهة الأوضاع الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية، خاصة استحقاقات شهر سبتمبر القادم”. وتسعى القيادة الفلسطينية للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية عضواً في الأمم المتحدة بحلول سبتمبر المقبل.
وقال دويك للصحفيين “إن الوفد ناقش مع عباس، وبحضور ممثلين عن حركة فتح، الأمور المتعلقة بإمكانية إنهاء الانقسام وتبيَّن أنه عندما أعلن الرئيس عباس نيته التوجه إلى غزة وأنه لا يريد حواراً، لم يكن يقصد أنه لا يريد حواراً وإنما لا يريد البدء من نقطة الصفر”. وأضاف “كان اللقاء إيجابياً وصريحاً، وموقف الحركة (حماس) سينجلي خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وقال رئيس كتلة “فتح” البرلمانية عزام الأحمد “إن اللقاء كان إيجابياً بالفعل، رغم كل التصريحات التي اتسمت بالسلبية من بعض الإخوة في حماس إزاء ما أعلنه الرئيس عباس”.
وقلل مسؤولون في “فتح من أهمية اللقاء، معتبرين أن القرار الرسمي لحركة “حماس” إنما يتم اتخاذه في غزة وقيادتها في الخارج.
في الوقت نفسه، أكد عباس أنه لن يكون هناك اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا لم تطلق إسرائيل سراح جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونها. وقال خلال استقباله في رام الله منسق “اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان” في بلعين قُرب رام الله الأسير المحرر عبد الله أبو رحمة “إن القيادة الفلسطينية لن تدخر جهداً من أجل الإفراج عن الأسرى والمعتقلين كافة في سجون الاحتلال”.
عدد اليوم
