الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بوتسوانا تسعى للاحتفاظ بتوهج الألماس في الداخل

بوتسوانا تسعى للاحتفاظ بتوهج الألماس في الداخل
8 يوليو 2008 00:44
ينهمك مئات العمال داخل مصنع يوروستار الجديد لقطع الألماس في جابوروني عاصمة بوتسوانا كل صباح في معالجة كميات هائلة من الأحجار الكريمة الصغيرة الحجم· وكانت شركة يوروستار المتخصصة في صقل الألماس والاتجار به والتي تتخذ من بلجيكا مقراً لها قد قامت بانشاء مصنع لها في بوتسوانا منذ عام ،2004 وشرعت منذ ذلك التاريخ في تدريب السكان المحليين على عمليات قطع وصقل الألماس· وهذا المصنع الذي يستخدم 456 عاملاً يشكل حوالى 1000 طن من الأحجار في كل يوم ويأمل في التوسع ليضم أكثر من 1000 مستخدم كما أن هنالك 10 شركات عالمية أخرى للألماس لديها عمليات في بوتسوانا أكبر دولة منتجة للألماس في العالم· وحتى وقت قريب كانت بوتسوانا الدولة التي يسكنها 1,8 مليون نسمة وتنتج 57% من اجمالي الألماس العالمي من ناحية القيمة تصدر فقط الألماس الخام غير المصقول· لذا فإن الحكومة التي ظلت تناضل من أجل تنويع اقتصادها وخلق المزيد من الوظائف أصبحت ترغب فيما يبدو في استغلال سلعتها الرئيسية إلى الحد الأقصى الممكن بعد أن أدركت أن عمليات القطع تضيف حوالى 40% إلى قيمة الخام من الأحجار الخشنة الملمس· إلى جانب ذلك فإن الحكومة ترغب أيضاً في إنشاء مركز لا يتخصص فقط في عمليات القطع والصقل وإنما أيضاً في إجراء التعاملات التجارية في الألماس بحيث يوفر الأمن والتكنولوجيا والخدمات المالية المطلوبة لإنعاش القطاعات الأخرى، ويساعد على تنويع الاقتصاد، ويتوقع أن توفر صناعة الألماس في بوتسوانا أكثر من 3 آلاف وظيفة بحلول نهاية العام المقبل· وتمثلت الخطوة الأكثر أهمية في هذا الاتجاه في افتتاح ''شركة التعاملات في الألماس'' في بوتسوانا في مارس الماضي مشاركة ما بين الحكومة وشركة دي بيرز العملاقة المعروفة في انتاج الألماس، ويذكر أن شركة دي بيرز تنتج وحدها حوالى 40% من الألماس العالمي الذي يستخرج جميعه تقريباً من بوتسوانا بواسطة شركة ''ديبسوانا'' التي تتقاسم الحصص فيها مع الحكومة· ومن المتوقع أن تبيع ''شركة التعاملات'' ما قيمته 550 مليون دولار من الألماس بحلول العام 2009 إلى الست عشرة شركة عالمية التي تم اختيارها بعناية لكي تفتح منافذ لها في الدولة ويسمح لها بشراء الألماس· وابتداء من العام المقبل أيضاً فإن شركة دي بيرز سوف تتمكن من معالجة جميع الألماس الذي تسوقه في بوتسوانا عوضاً عن لندن· ولكن تحويل بوتسوانا إلى أحد المراكز العالمية للألماس أمر تكتنفه العديد من الصعوبات، فحوالى 58% من الألماس العالمي يتم قطعه في الهند حيث العمالة الرخيصة والحوافز الجاذبة التي توفرها الحكومة· وهنالك العديد من المراكز الآسيوية الأخرى مثل الصين وتايلاند التي بدأت تبرز على الساحة بوتيرة متسارعة ناهيك عن المراكز التقليدية الراسخة مثل بلجيكا وأميركا التي ما زالت تعتبر المتنافسة الرئيسية في مجال الألماس الأكبر حجماً وأغلى قيمة· ولما كانت تكاليف انتاج الألماس في بوتسوانا ثلاثة أضعاف تكلفته في الهند فليس من المنطق أو الجدوى الاقتصادية أن يتم قطع كل حجر الماس صغير الحجم في هذه الدولة الأفريقية· وفي الوقت الذي يقر فيه الأمين العام لوزارة المعادن والطاقة في بوتسوانا اكولانج تامبيل بأن دولته التي تسيطر عليها النقابات العمالية لا يمكنها منافسة الهند في تكاليف العمالة إلا أنه يعتقد بأنه عندما يتفوق الطلب على العرض فإن مسألة الدخول إلى موارد الألماس الخام هي التي ستمثل عامل الجذب الأكثر أهمية، علماً بأن بوتسوانا تتصدر القائمة الاقليمية لأفضل الدول في مجال الادارة والأقل انتشاراً للفساد· عن مجلة الايكونوميست اللندنية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©