الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كابوس السمنة

23 مارس 2013 21:57
سؤال مهم كنا نظنه مُزحةً قبل أن نحسبه حكمة: هل نحن نعيش لنأكل؟ أم نأكل لنعيش؟ الواقع يقول إن القلق من السمنة المفرطة سيصبح كابوساً ماثلاً أمامنا لسنوات طويلة، فتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تشير إلى أن سمنة الأطفال والمراهقين أصبحت من أهم مشكلات الصحة العامة في الدولة، وأن المسح الصحي العالمي لعام 2010، أشار إلى أن 40% من الأطفال بين سن 12 - 15 يعانون زيادة الوزن والسمنة. وأن 90% تقريباً من مرضى السكري تكون أوزانهم أكثر من المعدل الطبيعي. وأن هناك أكثر من 400 مليون في العالم أوزانهم وصلت إلى حد الخطورة. إن هذه الأرقام تدعو حقيقة للقلق؛ لأن السمنة ترتبط بمشكلات صحية أخرى عديدة، أهمها أمراض القلب والشرايين والسكري من النوع الثاني. إن الدراسات والأبحاث العلمية في مجال التغذية تؤكد أن الرضاعة الطبيعية منذ الولادة لها التأثير الإيجابي على صحة ولياقة الطفل في مرحلة الطفولة وحتى يبلغ الكبر، فحليب الأم المرضعة يعد الغذاء الأساسي والضروري للطفل منذ المرحلة الأولى للولادة، حيث يحتوي على المواد البروتينية والوحدات الحرارية والمعادن والفيتامينات المتوازنة، ويشكل الغذاء المثالي، ويكسب الجسم المناعة والنمو الطبيعي الضروريان لنمو الطفل جسمياً وعقلياً، وللرضاعة الطبيعية تأثيرات على جميع النواحي المتعلقة بالصحة العامة واللياقة البدنية للطفل وللأم، أما بالنسبة للأم التي ترضع الطفل من الثدي فتكون أقل عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي وأكثر تعلقاً بالطفل من الناحيتين النفسية والاجتماعية. إن التغذية المتوازنة التغذية الصحية المتوازنة في المراحل الأولى من العمر هي الأساس للصحة واللياقة في المستقبل للإنسان، وتؤكد الدراسات والأبحاث العلمية أن سوء التغذية سواء في مراحل تكوين الجنين أو في مراحل الطفولة يؤدي إلى أمراض كثيرة في مراحل عمر الإنسان مستقبلاً. فالتغذية الصحية المتوازنة تمنح جسم الطفل النشاط والصحة واللياقة والسعادة والعافية، بينما التغذية السيئة كالأغذية المحفوظة والمثلجة وغير الطازجة وسريعة التحضير والأغذية التي تحتوي على السعرات الحرارية العالية وعلى القيمة الغذائية المنخفضة تسلب جسم الطفل الصحة وتمنحه الأمراض الكثيرة، أو الضعف البدني والعقلي، وعدم القدرة على أداء الأعمال اليومية سواء في المدرسة أو المنزل أو أثناء أداء المجهود البدني أو الرياضي، وتنخفض أداء الأجهزة الحيوية في الجسم من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية، ما يصعب على الطفل الاستمرار في الحياة لفترة طويلة. والاهتمام أو العناية بتغذية الطفل وتعويده على مزاولة الرياضة اليومية، يجب أن تكون من مسؤوليات من يقوم بتربية الطفل سواء الوالدين في المنزل أو الهيئة التدريسية في المدرسة أو القادة والمسؤولين في المجتمع حتى تصبح التغذية الصحية المتوازنة والرياضة اليومية من العادات الصحية الحسنة في حيات الطفل وعلى مدى استمرار حياته. هل آن الأوان أن نعي مخاطر السمنة حتى نتجنب مشكلات عديدة لأطفالنا، ويمكن أن ننجح في إبعاد شبحها قبل أن تتفاقم المشكلات بعد فوات الأوان؟ المسألة تبدو سهلة إذا أجبنا عن السؤال الذي طرحناه في البداية بمزيد من العقلانية. وسلامتك. المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©