الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية «السقوط الحر» لوليم غولدنغ جديد مشروع «ترجم»

رواية «السقوط الحر» لوليم غولدنغ جديد مشروع «ترجم»
6 سبتمبر 2009 00:35
ضمن مشروع «ترجم» التابع لمؤسسة محمد بن راشد، صدرت عن «الدار العربية للعلوم- ناشرون» في بيروت ترجمة لرواية البريطاني وليام غولدنغ «السقوط الحر» الحائزة جائزة نوبل للآداب عام 1983. رواية غولدنغ التي قام بنقلها إلى العربية الدكتور محمد درويش، تنطوي على قصة حب رهيب، وهذه القصة تنطوي بدورها على قدر كبير من القسوة والكراهية، فهي كما رأى بعض نقادها رواية صادمة، من حيث تصويرها الأذى الذي يمارسه الإنسان على الإنسان، صورة يبدو معها في أبشع أشكاله، وحيث كل همّ الإنسان الاستئثار بالحب والحرية، ليكتشف بعدها عبثية بحثه عن الحب والحرية، وأن البشر هم جدران الغرف التي تقيّده وتمنع عنه حريته. السقوط الحر بالنسبة إلى الروائي غولدنغ في روايته التي تقع في 277 صفحة، يعني «أن الإنسان ينتج الشر مثلما تنتج النحلة العسل»، لكنه يعني أيضا أن «الآخر هو الجحيم، كما قال سارتر يوماً». لكن الأساس أن الإنسان خاطئ أبدا ويظل أسير خطيئته وآثامه. وكما يقول غولدنغ فإن «ما يبدو شائعا ومبتذلا لهو حقيقة بديهية، وإن هذه الحقيقة تتضح أكثر فأكثر عندما تصبح معتقدا ثابتا. والسقوط الحر رواية تحمل أفكار كاتبها التي عرفها القارئ في عدد من رواياته مثل «الورثة» و»سيد الذباب»، وهي أفكار تنطوي على بعد ديني، لكنها شديدة السوداوية والكآبة في رسم مشاهد الحياة الإنسانية عموما، ووصف القرن العشرين بشكل خاص حيث يقول عنه «القرن العشرون قرن غامض ومبهم وأنا طفل في هذا القرن، لا أحس أن هناك أي يقين تام ونهائي، أعتقد أن لدي الحق في أن أؤلف كتبي على هذا النحو الغامض». الرواية وعلى عادة كاتبها تنحو في اتجاه التركيز على الفرد وعلاقاته مع من حوله، وتتوقف عند الاستغلال الذي يمارسه الإنسان ضد أخيه، وخصوصا الاستغلال الجنسي الذي يبرز التشوهات في طبيعة البشر، حيث تحضر في السرد التعقيدات والصراعات النفسية والاجتماعية للشخصية القروية التي يتناولها، وذلك من خلال أسلوب اليوميات العادية للشخوص ليؤكد «سقوط بني البشر المدوّي، الذين لا يوجد بينهم من هو طيّب، فكلهم أشرار». ومنذ الفقرات الأولى يفاجئنا الراوي بسؤال «متى فقدت حريتي؟ يوما ما كنت حرا، أملك قوة الاختيار»، ثم يتحدث عن الإرادة الحرة بوصفها «ممارسة شأنها شأن اللون أو مذاق البطاطا»، مسترجعا قصة من طفولته تحكي كيفية اختياره للبطاطا وشعوره بحريته لقدرته على الاختيار. وإجابة على سؤال فقدانه حريته يروي «قصة غريبة»، فالراوي صاموئيل ماونتجوي فنان يتحدث رمزيا من خلال القبعات التي يرتديها، الماركسية والمسيحية والعقلانية وغيرها، معتبرا أن من حق الفنان ارتداء ما شاء من القبعات التي تعجبه، ثم يعود لطفولته محاولا أن يتذكر أباه بلا جدوى، فتقول له أمه إن أباه كان «قسا». وبعد ذلك يبدأ الحديث يتجه نحو عالمه الحقيقي «عالم الخطيئة والخلاص، عالم المظاهر والإيمان الراسخ، عالم الحب في الوحل»، عوالم القذارة والسجون والتعذيب والاغتصاب، ثم يقول «لقد أزال الغستابو الأغطية يوم أمس وكشفوا عن الوجوه الكئيبة. كانت الغرفة حقيقية وواقعية وقذرة».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©