الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ألعاب الأطفال.. شخصيات عالمية وأجور شاسعة التفاوت

ألعاب الأطفال.. شخصيات عالمية وأجور شاسعة التفاوت
17 ابريل 2018 21:15
لمعرفة السبب الذي جعل سلاسل التوريد العالمية تحل محل التصنيع المحلي، لا تنظر إلى ما هو أبعد من شخصيات حرب النجوم ودمى باربي خاصة في ظل الكشف عن حجم أجور العمال في الشركات التجارية بشكل علني للمرة الأولى. وتكشف الأرقام أن شركة هاسبرو لتصنيع لعب الأطفال والتي تنتج شخصيات وألعاب حرب النجوم وغيرها دفعت للعامل العادي حوالي 74 ألف دولار في العام الماضي. في نفس الوقت، فإن منافسة هاسبرو، عملاق صناعة لعب الأطفال شركة ماتيل التي تبيع دمى شهيرة من بينها باربي، دفعت للعامل العادي العام الماضي ما يقرب من 6300 دولار. وتأتي هذه الأرقام ضمن اتجاه جديد للكشف عن متوسط الأجور في الشركات التجارية والأرقام التي كشفت عنها هاسبرو وماتيل تعد نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه الصورة في شركات ومصانع أخرى تتنافس في نفس الأسواق وتستهدف نفس العملاء وتحقق تقريباً نفس الأرباح. ويعمل أكثر من ثلاثة أرباع قوة العمالة لدى شركة ماتيل والبالغة 35280 شخصاً خارج الولايات المتحدة. معظمهم في مصانع التصنيع، وكثير منهم يعملون في مناطق منخفضة الأجور في آسيا، بما في ذلك الصين. وقالت شركة «ماتيل» عند كشفها عن أجر العامل العادي إن هذه الأرقام هي للموظف الذي يعمل في مصنع الشركة في ماليزيا. لم تفصح شركة ماتيل، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها، عن الأجر المتوسط لموظفيها في الولايات المتحدة، ولكنها في الوقت ذاته لم تشر إلى أن متوسط الراتب في الولايات المتحدة أكثر من أربعة أضعاف الرقم العالمي المطلوب الإفصاح عنه بموجب قواعد لجنة الأوراق المالية والبورصات. على النقيض من ذلك، قالت هاسبرو، إنها وظفت نحو 5400 شخص في 31 ديسمبر الماضي، وهذا الرقم يقترب من سُدس إجمالي عدد العاملين في شركة ماتيل. أكثر من نصفهم يعملون في مقرات هاسبرو في الولايات المتحدة. يذكر أن هاسبرو وماتيل حققتا ما يقرب من 5 مليارات دولار في العام الماضي. لماذا إذاً التناقض الصارخ في الأجور في شركتين متماثلتين إلى حد كبير؟ تقوم شركة «ماتيل» بتصنيع العديد من الألعاب التي تبيعها، ومن ثم تملك أو تشغل مصانعها الخاصة، وتوظف العاملين بها، على مر السنين، قالت شركة «ماتيل» إنها تفعل ذلك للحفاظ على سيطرة أفضل على الجودة ولأن المديرين يشعرون بأن الأمر يكون أفضل من حيث كفاءة الأداء عندما تسيطر على جميع مراحل التصنيع والبيع مقارنة بالتعاقد مع شركات أخرى لتقوم ببعض الأعمال. هاسبرو نفسها لا تقوم سوى بالقليل حالياً، فقد أعلنت في أحدث تقرير سنوي لها أنها تخلت عن آخر مرفقين لتصنيع منتجاتها في أيرلندا وماساتشوستس في عام 2015. وقالت الشركة إنها في المقابل تحصل على مصادر إنتاج أخرى من خلال تعاقدات مع شركات ومصانع في الخارج في دول في الشرق الأقصى، خاصة الصين. ونتيجة لذلك، لا تمتلك هاسبرو المصانع التي تصنع ألعابها ولا تستخدم العمال الذين يديرون هذه المصانع، حتى وإن كانت تدفع لهم بشكل غير مباشر من خلال الشركات المصنعة للعقود. وهذا يعني أن موظفي المصنع ذوي الأجور المتدنية لا يمثلون متوسط الأجر بالنسبة لهاسبرو. يقول ممثلون عن الشركتين إنهما يدفعان أجوراً تنافسية في كل سوق يعملان فيه. ولكن الفرق أن ماتيل توظف عمالها وتدفع لهم الأجر مباشرة، أما هاسبرو فتدفع لشركات أخرى تشرف على عمليات التصنيع وتلك الشركات هي التي تدفع أجور العمال. وكانت شركة ماتيل تعاني انخفاض المبيعات، وقد أدت نتائجها المالية الضعيفة إلى انخفاض أسهمها بنسبة 50% تقريباً خلال العام الماضي. وتبلغ قيمتها السوقية الآن ما يقرب من نصف منافستها. وقالت شركة ماتيل، إنها تخطط لخفض تكاليف 650 مليون دولار على مدى عامين. وقال رئيس الشؤون المالية لشركة ماتيل جو أويتنور أن الشركة تتوقع إجراء المزيد من التغييرات الهيكلية في عام 2019.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©