الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جنوب أوروبا.. الفائز الأكبر وسط أسواق مالية عاصفة

جنوب أوروبا.. الفائز الأكبر وسط أسواق مالية عاصفة
18 ابريل 2018 03:28
شهدت بداية هذا العام تراجعاً في النمو الاقتصادي والتجاري حتى في أسواق دول شهدت صفقات رابحة في العام الماضي، لكن منطقة واحدة تتغلب على العواصف التي تهب على الأسواق منذ بداية العام بشكل جيد نسبياً: جنوب أوروبا. إذا لم تؤثر أحداث 2018 على توقعات نمو الاقتصاد العالمي أكثر من اللازم، فعندئذ يمكن أن يستمر هذا الأمر لفترة. مع العديد من الأسواق التي تكافح من أجل إحراز تقدم، تبدو المكاسب في جنوب أوروبا جيدة. على الرغم من الجمود السياسي الذي يصيب عدداً من دولها، فقد ارتفعت الأسهم الإيطالية بنسبة 7 % هذا العام على مؤشر «ام اس سي أي» بالعملة المحلية، و10 % من حيث القيمة الدولارية، وذلك نظراً للتحسن الطفيف الذي شهدته أسعار اليورو. وأسواق الأسهم في كل من البرتغال واليونان تحقق هي الأخرى مكاسب خلال معاملات العام الحالي. أما إسبانيا، فمتراجعة قليلاً عن نظيراتها في جنوب أوروبا، ولكنها لا تزال متقدمة على ألمانيا التي تعد القوة الاقتصادية التقليدية في أوروبا. أداء السندات الحكومية في أسواق دول جنوب أوروبا جيد جداً: لقد حققت إسبانيا عائدات بنسبة 3% هذا العام، والبرتغال 2.6% وإيطاليا 2.3%. ويساعد مزيج من ظروف سوق السندات الجيدة، وانخفاض العوائد والنمو على تخفيف الضغوط على عمليات التمويل الحكومية والبنوك، ما يخلق الدعم لمزيد من التوسع في قطاعات حيوية آخرى. هذا الأداء يعد منطقياً إذا كانت قصة النمو التي عززت الأسواق في عام 2017، لا تزال سليمة. وتوفر الأصول الأوروبية سبيلاً جيداً من أجل النمو العالمي. في الولايات المتحدة، التقييمات المرتفعة حالياً تنذر أن دورة النمو الاقتصادي أنها تقترب من نهايتها، في حين أن أوروبا تعتبر في بدايات دورة اقتصادية جديدة، وهو الأمر الذي يدفع للتفاؤل والثقة في الأسواق الأوروبية. وما ساعد على الاستقرار الاقتصادي في أوروبا بشكل عام أن الدول الأوروبية ليست طرفاً في التوترات الأخيرة، مثل الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة. والذي قد يشكل خطراً على الاستثمار في أوروبا خلال المرحلة المقبلة الجمود السياسي الذي يصيب بعض بلدان جنوب أوروبا. فالسياسة الإيطالية غير المستقرة، حيث فشلت يوم الجمعة جولة ثانية من المحادثات بين الأحزاب السياسية الإيطالية في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة بعد ستة أسابيع من الانتخابات. كما قد تواجه إيطاليا أيضاً مواجهة حول الضرائب وحجم الإنفاق مع صانعي السياسات النقدية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ومع ذلك، قد يسمح الانتعاش في النمو في الوقت الحالي أن يتغاضى المستثمرون عن تلك المشكلات السياسية في جنوب أوروبا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©