السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول مأذنة في الإسلام.. بمسجد عمرو بن العاص

أول مأذنة في الإسلام.. بمسجد عمرو بن العاص
29 يونيو 2016 14:41
القاهرة (الاتحاد) بعد إتمام فتح مصر، ولى عمر بن الخطاب، عمرو بن العاص على مصر، وعندما استتب له الأمر في الإسكندرية عاد إلى موضع فسطاطه عند حصن بابليون وشرع في بناء عاصمة لمصر بدلا من الإسكندرية لأن الخليفة أمير المؤمنين أمره أن يختار عاصمة لا تكون بينها وبينه ماء. اختار عمرو بن العاص موقعاً بالقرب من حصن بابليون غرب جبل المقطم ليبني حاضرته الجديدة، وشرع في بناء عاصمة لمصر الإسلامية بمجرد عودته واسماها الفسطاط نسبة إلى فسطاطه «خيمته» التي نصبها عند دخوله مصر. في الرابع والعشرين من شهر رمضان من العام 20هـ، شرع المسلمون تحت قيادة عمرو في بناء أول مسجد في مصر خاصة، والقارة الإفريقية عامة، وتم افتتاحه بأول صلاة جمعة في السادس من المحرم 21 سنة هـ، ونظراً لدوره التاريخي في الماضي والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة، ودوره الحضاري في مناحي الحياة بمصر وفي كافة المجالات أطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب، مثل المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، ومسجد الفتح وتاج الجوامع، وغيرها من الأسماء الأخرى، وهو أيضاً أول جامعة إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان، تلقى فيه طلاب العلم علوم اللغة العربية والدين الإسلامي، وهو الأثر الإسلامي الوحيد الباقي منذ فتح لمصر. يعد جامع عمرو بن العاص رابع مسجد جامع أقيم في الإسلام، بعد مساجد المدينة والكوفة والبصرة، بني وكان ما حوله حدائق وأعنابا. وكانت دروس الفقه تعطى في مسجد عمرو، والمستمعون يجلسون في حلقة حول المدرس الذي يجلس مسندا ظهره إلى أحد الأعمدة، وأشهر من علم بمصر من الصحابة بعد الفتح عبد الله بن عمرو بن العاص، ويعد مؤسس مدرسة مصر الدينية، إذ أخذ عنه كثير من أهلها. واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، حتى قال ابن فضل الله العمري في موسوعته التي ألفها في القرن الثامن الهجري «المسالك»، مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه، حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، منهم الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، ولا يخلو من سكنى الصلحاء. لا يزال مسجد عمرو بن العاص له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصل. كانت مساحة الجامع وقت إنشائه خمسين ذراعا في ثلاثين ذراعاً وله ستة أبواب، وبه ساحة غير مسقوفة، وأعمدته الداخلية من جذوع النخل وسقفه من الجريد، وكان فرش أرضة بالحصى، وظل كذلك حتى العام 53هـ - 672م، حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن. أثناء حكم صلاح الدين الأيوبي لمصر قام بتجديد الواجهة الأمامية للجامع والمحراب الكبير وقام بوضع رخام فيه، ورسم عليه اسمه وجدد بياض الجامع، وتوالى الحكام والسلاطين في عصر الدولة الإسلامية في تطويره، إلى أن أصبح اكبر الجوامع في مصر. استمر الحكام والولاه في تطوير المسجد وتوسعته، وتم إدخال نظام المئذنة في هذا المسجد ليصبح أول مسجد يوجد به مئذنة في الإسلام، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري، وهو الآن 120 في 110 أمتار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©