الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخادمات في رمضان: «شغل واجد.. وشوية نوم»

الخادمات في رمضان: «شغل واجد.. وشوية نوم»
5 سبتمبر 2009 23:20
تزداد الأعباء والمسؤوليات المنزلية الملقاة على عاتق ربّات البيوت في شهر رمضان المبارك، نتيجة زيادة كميات وأصناف الطعام وكذلك بسبب كثرة الولائم والعزائم واستقبال الضيوف ما يدعوهن إلى التذمر والشكوى في كثير من الأحيان والاعتذار عن أداء بعض الواجبات لصالح التفرّغ للمطبخ وإعداد المائدة الرمضانية، أما الخادمات العاملات في البيوت فعلى الرغم من زيادة أعبائهن المنزلية وحجم العمل في هذا الشهر بالذات إلا أنهن مضطرات لتلبية نداء الواجب والعمل هنا وهناك، في المطبخ وغرفة الجلوس وخدمة العائلة والأولاد دون تذمر أو شكوى، أو تقاعس عن أي من هذه الأعمال. راحة مفقودة منذ الصباح الباكر وحتى السحور تعمل بعض الخادمات في المنازل على قدم وساق، دون أن يحصلن على نصف ساعة من الراحة على الرغم من أنهن صائمات مثل مخدوميهن تماماً.. وتشكو الخادمة الأندونيسية «ياتي» من كثرة الأعباء الملقاة على كتفيها في رمضان، موضحة أنها لا تملك وقتاً للراحة أبداً في هذا الشهر، فالعائلة كبيرة والعمل كثير، وكلّهم صائمون ومتعبون ويريدون من يخدمهم، مضيفة أنها تحاول جاهدة تلبية طلبات الجميع لكن ذلك يكون على حساب صحتها وراحتها، فما أن يبلغ النهار آخره حتى تجرّ قدميها جراً حين تمشي، إذ تفقد قدرتها على الكلام والحركة من كثرة الإجهاد. وبلغتها العربية الركيكة، تبتسم وهي تقول: «رمضان زين لكن شغل كتير ما في زين، كلّ يوم في ناس، كلّ يوم في واجد أكل.. أنا كلّ يوم تنين ساعة بس غسل صحون». نهار ياتي يبدأ باكراً جدا حيث تصحو منذ الساعة السابعة صباحاً، فتقوم بالتنظيف أمام البيت، بعدها تلج داخله لتبدأ في أعمال المنزل من تنظيف الحمامات والكنس والمسح، والعناية بالأولاد وغيرها من الأعمال المنزلية قبل أن تدخل المطبخ وتبدأ بتحضير طعام الإفطار الذي يستمر حتى أذان المغرب، بعدها تقوم بغسل الأواني والصحون وتنظيف المطبخ ثم تقديم الحلويات وغيرها، والاستيقاظ حتى موعد السحور لتحضير مائدته. مديرة المطبخ ولا يختلف اليوم بالنسبة إلى الخادمة أمينة التي تعمل لدى أسرة كبيرة العدد هي الأخرى. ورغم وجود خادمتين في نفس المنزل إلا أن هذا لا يخفف من أعباء العمل في شهر رمضان المبارك، تقول أمينة: «أنا يحب شهر رمضان، لكن ما يحب شغل مال هدا شهر، في واجد أكل، واجد شغل، وشوية نوم، ما في راحة». وتوضح أمينة، التي تعمل في الإمارات منذ عشر سنوات، أنها تتولى مسؤولية المطبخ خلال شهر رمضان حيث تقوم بإعداد الطعام للعائلة ويشمل العديد من الأصناف بعضها أساسي على السفرة كالثريد والهريس وغيره بالإضافة إلى الحلويات الشعبية كاللقيمات التي تعدّها أمينة ببراعة ما دفع بربّة البيت إلى ترك مسؤوليات الطبخ أو حتى الإشراف عليه ومنحها إليها، لافتة إلى أن الطبخ يستنفد منها الكثير من الوقت والجهد لا سيما أن الكميات التي تطبخ في رمضان تكون كبيرة حيث تكثر العزائم واستقبال الضيوف. المسؤولية التي تتحمّلها أمينة كبيرة، على حدّ قولها، فالطعام يجب أن يكون لذيذا وشهيّا خاصة أن ثمة ضيوف على الإفطار، وهو ما تلح عليه «ماما» أي صاحبة المنزل، وكذلك يجب أن يكون جاهزا في الوقت المناسب وكلّ شيء يكون على الوجه اللائق والمطلوب وهو أمر يومي، ما يؤدي إلى إرهاقها لاسيما أنها صائمة هي الأخرى، وإصابتها بآلام الظهر الشديدة مع نهاية الشهر الفضيل. ترك العمل أما الخادمة الأثيوبية «مهرت»، فقد كرهت العمل كلّه بسبب أعباء شهر رمضان. مشيرة إلى أنها تركت العمل لدى إحدى العائلات العربية في شهر رمضان وذلك لعدم قدرتها على التحمل وإنجاز الأعمال الكثيرة من تنظيف البيت والعناية بالأولاد، وعمل المطبخ الذي يحتاج إلى اثنتين للعمل به وحده دون أداء أي عمل آخر. تقول مهرت: «عملت لدى إحدى العائلات العربية وقد أحببتهم، لكني لم أستطع تحمل الأعباء الملقاة إلي في شهر رمضان. فقد كانت كثيرة جداً، وقد طلبت أن يعفوني من العمل لديهم، وبالفعل فقد عدت إلى مكتب الخادمات وعملت لدى عائلة أخرى من جنسية مختلفة، وقد اختلفت المسؤوليات». من جهة أخرى فقد اعترفت بعض ربّات البيوت بكثرة المسؤوليات الموكولة للخادمات في شهر رمضان، لكنهن اعتبرن ذلك أمراً بديهياً طالما أنها تكبر على ربّة البيت أيضا. تقول أم عبدالله: «أشعر بالتعاطف مع خدم المنازل بسبب كثرة الأعمال في هذا الشهر، لكن لا يوجد حلّ، فنحن العرب، طعامنا كثير، وضيوفنا كثر، وطلباتنا كثيرة هذا في الأيام العادية، فما بالك بشهر رمضان.. نعم، تزداد الأعباء على الخدم وأنا من جهتي أمنح خادمتي وقتاً للنوم طوال الليل، ولا أطالبها بالاستيقاظ وقت السحور وأتولى تحضير مائدته بنفسي، وأتركها لتأخذ قسطاً من الراحة حتى تستطيع أن تواصل العمل في اليوم التالي». وتقول نادية نمر، إن كثرة الأعمال المنزلية في هذا الشهر ربما ليست هي المشكلة بالنسبة للخادمات، المشكلة أن هنالك بعض العائلات التي تتعامل مع الخادمة بقسوة وعصبية، حيث يكون ربّ العمل صائماً، ويقوم بالصراخ على الخادمة لأقل خطأ ترتكبه، وهو أمر غير إنساني لا سيما في شهر الرحمة والخير والتسامح.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©