الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فيديو.. «الصدمة».. سباحة ضد التيار في رمضان

28 يونيو 2016 22:52
تمكن أحد برامج المقالب، الذي يعرض في شهر رمضان الكريم، في إحداث «صدمة» إعلامية وجماهيرية، أذهلت المشاهدين الذين لم يتوقعوا أن يتم إنتاج مثل هذا برامج، وسط الإسفاف الذي وصلت إليه البرامج الترفيهية خاصة برامج المقالب. ويقول متابعون إن البرنامج الجديد «الصدمة» وجه ما يشبه الصدمات المتوالية للجمهور العربي مع كل حلقة تعرض على شاشات الفضائيات العربية منذ بدء الشهر الفضيل. وبرنامج «الصدمة» هو النسخة العربية من البرنامج الأم ؟What Would You Do أي: «كيف ستتصرف؟»، وتعتمد فكرة البرنامج على طرح مجموعة من التصرّفات السلبية أمام الجمهور، ويقوم بها بعض الممثلين غير المعروفين للمشاهد حتى يسهل إقناعه بالموقف. وقد تفاوتت ردود فعل المواطنين ما بين الإيجابية والسلبية، علماً أن البرنامج يرصد مدى تفاعل المواطنين في عدد من البلاد العربية مع بعض السلوكيات السلبية الخاطئة. ويقدم البرنامج من مصر كريم كوجاك، ومن لبنان طارق سويد، ومن الإمارات خالد الصقر، ومن العراق آلاء حسين، وعلاء عنبر من السعودية. وفي إحدى الحلقات التي تم تصويرها بأحد المطاعم، فوجئ الرواد برجل يهين وينهر زوجته بطريقة بالغة العنف لدرجة أن بعض الزبائن قرر الاشتباك مع الممثل «المفترض» لعدم تحملهم طريقة تعامله مع زوجته، في حين قرر آخرون تقديم النصح له بضرورة حل المشاكل العائلية في الأماكن الخاصة كالمنزل، أما الفريق الثالث فقرر إبلاغ الجهات الأمنية لاتخاذ الإجراء اللازم خوفاً على السيدة. وفي حلقة أخرى سلط البرنامج الضوء على قضية خطيرة وهي تدخين الأطفال دون سن الثالثة عشرة، حيث زج فريق البرنامج بطفل بأحد المراكز التجارية ليطلب من رواد المتجر شراء علبة من السجائر له لأنها من غير المسموح بيعه الأطفال، وتباينت ردود أفعال الناس مع الطفل ما بين مصدوم من حقيقة كونه مدخناً وما بين مستاء من حقيقة إهمال أهله له وما بين متجاوب معه ومستعد لشراء السجائر له. وشهدت حلقة أخرى كثيراً من الجدل، خاصة وأنها طرحت أحد أكثر القضايا الحساسة التي تمس الشرف، وهي قضية التحرش، حيث بدأ الممثل يلاحق الممثلة ويتحرش بها على الملأ وأمام الناس، لتبدأ ردات فعل الجمهور في التبلور أمام الكاميرا، متنوعة بتنوع العقليات والمشارب. ويأتي إنتاج هذا البرنامج في ظل اكتساح سلسلة البرامج الأخرى، التي أقل ما يمكن وصفها به أنها تمتهن البشر وتهين آدميتهم وتحقر كرامتهم بل وتعريهم من ملابسهم أحياناً، فخرج علينا برنامج رمضاني هادف راق شكل صدمات متوالية. وأثبت برنامج «الصدمة» الذي يعرض وقت الإفطار، في دولة الإمارات، أنه قادر على إعادة تصحيح مفاهيم البرامج الرمضانية، في ظل الهجمة العارمة من برامج حملت من السخف والاستخفاف بالعقول ما ضاقت به صدور المشاهدين، خاصة في ظل الحديث المتداول عن «فبركة» تلك البرامج وتنفيذها بالاتفاق مع الضيوف الذين تقاضوا مبالغ طائلة ليصرخوا ويتمرغوا في الأرض ويذرفوا دموع الخداع لإبهار مشاهد لم تعد تلك الأمور تنطلي عليه. وعلى الرغم من مزاعم فبركة مشاهد حلقات برنامج «الصدمة» كغيره من البرامج، بحسب المدعين، إلا أن طيفاً واسعاً من متابعي البرنامج ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أنه في حال حصل ذلك فإنه سيكون مقبولاً لدى المجتمع نظراً لأن المشاهد التمثيلية تهدف لغرس القيم والمبادئ في البشر وتعيد إليهم روح الماضي الأصيل المكلل بالأخلاق. ونجح برنامج «الصدمة» في تغيير الصورة النمطية المهترئة لبرامج المقالب القائمة على إرعاب وتخويف البشر، والتي وصلت في بعض البرامج لحد تعريضهم للموت بجعلهم فريسة لحيوانات ضارية، أو حبسهم في غرف مشتعلة بالنيران، أو غيرها من المقالب المميتة التي لا هدف منها سوى جني أرباح الإعلانات على حساب الإنسان. وتمكن البرنامج الهادف من اختيار باقة من القضايا الإنسانية وتسليط الضوء عليها واختبار ردود فعل الجمهور العربي عليها، لتنقل الكاميرا ردود أفعال متباينة وقوية عنوانها الصدمة التي يحدثها الموقف نفسه، ودائماً ما كانت المشاهد مؤثرة جداً، وتحمل رسالة إنسانية. وأحدث برنامج «الصدمة»، الذي تم تنفيذ حلقاته في 5 دول هي السعودية والإمارات والعراق ولبنان ومصر، تفاعلاً اجتماعياً هائلاً عبر المنتديات ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة، وشكل رأياً عاماً إيجابياً أشاد بفكرة البرنامج وطالب بالمزيد من تلك الإنتاجات العربية التي تظهر الأخلاق والقيم العربية الإنسانية في وقت يصف العالم العربي بالرجعية والهمجية والإرهاب.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©