الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 91 سورياً ومجلس الأمن يندد بتفجير مسجد الإيمان

مقتل 91 سورياً ومجلس الأمن يندد بتفجير مسجد الإيمان
23 مارس 2013 00:31
??عواصم (وكالات) - لقي 91 سورياً حتفهم بنيران القوات النظامية والاشتباكات في جمعة أحياها الناشطون المناهضون لنظام دمشق بتظاهرات تحت عنوان «أسلحتكم الكيماوية.. لن توقف مد الحرية»، بينهم 10 أطفال و3 سيدات، فيما سقط 9 ضحايا بعملية إعدام ميدانية بيد الأجهزة الأمنية في بلدة كرناز بريف حلب، في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد الإيمان بحي المزرعة شمال دمشق أمس الأول، إلى 49 قتيلاً بينهم العلامة البارز محمد سعيد رمضان البوطي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلًا عن وزير الصحة السوري ولجان التنسيق المحلية. في الأثناء، تجاوز مجلس الأمن الدولي خلافاته بشأن سوريا أمس، وتوصل إلى توافق نادر حولها وصاغ بياناً أدان فيه الاعتداء الانتحاري في مسجد الإيمان بدمشق كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضاً هذه «الفظاعة» الجديدة في سوريا. ووسط إدانات روسية وإيرانية وجزائرية ومن الجامعة العربية، تقدم الرئيس بشار الأسد بتعازيه لذوي البوطي رئيس اتحاد «علماء بلاد الشام» وتوعد الأسد بالقصاص من المسؤولين عن اغتياله واجتثاث الإرهابيين من البلاد. بينما أعلنت رئاسة الحكومة السورية الحداد اليوم على البوطي وضحايا التفجير. وأفادت لجان التنسيق المحلية في حصيلة غير نهائية، بمقتل 91 سورياً، بينهم 23 في دمشق وريفها، بينما لقي 19 سورياً حتفهم في درعا. وشهدت حماة مقتل 17 شخصاً بينهم 9 سقطوا بعملية إعدام ميدانية نفذتها القوات الأمنية في بلدة كرناز الريفية. كما قتل 10 سوريين في حلب، و5 في الرقة، و5 في إدلب، و5 في حمص إضافة إلى 5 في دير الزور. واستمر القصف المدفعي براجمات الصواريخ والاشتباكات بمنطقة دمشق وريفها بتركيز على مدن وبلدات زملكا وعربين وبيت سحم وحجيرة البلد ومخيم اليرموك ومعضمية الشام وداريا حيث لقي 10 عناصر من القوات النظامية حتفهم في عملية شنها الجيش الحر مستخدماً قذائف ار بي جي. وأكد المرصد سماع دوي انفجار شديد صباح أمس في مدينة النبك بريف دمشق التي تعرضت مناطق فيها للقصف من قبل القوات النظامية. كما شهدت مدينة حمص اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام حي الخالدية من جهة حي كرم شمشم. وقال المرصد السوري الحقوقي إن حي بابا عمرو بحمص تعرض للقصف من قبل القوات النظامية صباح أمس. وذكر المرصد في بيان أن قصف حي بابا عمرو يتزامن مع سماع دوي إطلاق رصاص كثيف في بعض مناطق الحي. كما تعرضت مدينة تدمر لقصف عنيف شنه الجيش النظامي بالهاون. وذكر المرصد أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في حي الصناعة بمحافظة دير الزور بالتزامن مع قصف تتعرض له أحياء الحويقة والصناعة والعمال بالمدينة المضطربة باتجاه الحدود العراقية. من جانب آخر، تجاوز مجلس الأمن انقسامه حول سوريا الليلة قبل الماضية وأصدر بياناً أدان فيه الاعتداء الانتحاري الذي قتل فيه رجل الدين البارز البوطي أثناء القائه درساً في مسجد الإيمان بحي المزرعة شمال سوريا. وجاء في البيان الذي لم يوجه مع ذلك أصابع الاتهام إلى أي جهة، أن «مجلس الأمن يدين بأقسى العبارات الهجوم الإرهابي في أحد مساجد دمشق». وعبر المجلس أيضاً عن «تعاطفه العميق وتعازيه الصادقة إلى عائلات ضحايا هذا العمل البغيض وإلى الشعب السوري». وكانت الانقسامات عميقة حتى الآن بين الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن. فقد حاولت روسيا حتى الآن حماية حليفها الأسد، فيما تدعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المعارضة. كما أدان أمين عام الأمم المتحدة أيضاً الاعتداء «بأقسى العبارات»، كما قال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. وأضاف أن بان كي مون يعتبر أن هذه الهجمات على المدنيين «تشكل جريمة حرب». وأوضح نيسيركي أن «الأمين العام يعتبر أن من الضروري إجراء تحقيق حول هذه الفظاعة الأخيرة، وكذلك حول كل الأعمال الوحشية التي سبقتها. ومن الضروري إحالة المسؤولين عنها إلى القضاء». وبدوره، أدان الرئيس الأسد، مقتل البوطي متوعداً قتلته، وذلك في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على صفحته على موقع فيسبوك. وقال البيان «قتلوك ظناً منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام. قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي الهادف أصلًا إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح». وتابع «وعداً من الشعب السوري وأنا منهم أن دماءك أنت وحفيدك وكل قتلى الخميس وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى، لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم حتى نطهر بلادنا منهم». وتعهد الأسد في برقية أوردتها وكالة الأنباء الرسمية أمس، تعهد بـ«تطهير بلاده من المتطرفين والإرهابيين» الذين حملهم مسؤولية التفجير الانتحاري الذي قتل أكثر من 49 شخصاً، بينهم البوطي الموالي للنظام. من جهته، ألقى مفتي الديار السورية أحمد حسون خطاباً متلفزا قال فيه «إن من يسكت اليوم على اغتيال الشيخ البوطي من الأزهر ورابطة العلماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها، إنما هو يشارك في اغتيال جميع شهداء سوريا». كما أدانت كل من روسيا، وإيران والجزائر ونبيل العربي أمين عام الجامعة العربية مقتل البوطي. كما أثار مقتل عالم الدين البارز السوري ردود أفعال متباينة جسدتها تغريدات عديدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. واعتبر مفتي مصر السابق على جمعة أن البوطي «عاش حميداً ومات شهيداً فدل بحياته على ظلم الظالمين وطغيان الطاغين ودل بمماته على الخارجين المارقين والظلمة الفاسقين»”. غير أن يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال في برنامج تلفزيوني «إن الذين يعملون مع السلطة يجب قتالهم جميعا.. عسكريين وعلماء». بينما قال نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين عبدالله بن بية «نحسب أن المقاتلين الصادقين لم يقدموا على هذه الفعلة الشنعاء والجريمة النكراء المتمثلة في أغتيال عالم من علماء الأمة في بيت من بيوت الله مهما اختلفت الآراء وتباينت الرؤى». واعتبر حسن فرحان المالكي، الباحث السعودي في الشؤون الشرعية والتاريخ، أن مسؤولية اغتيال البوطي تعود إلى فتاوى بعض من وصفهم بـ”الغلاة من العلماء”. أما عالم الدين السوري عبدالكريم بكار، المشرف العام على أكاديمية بناء المفكِّر بالسعودية، فقال إنه «لا مصلحة للثورة في قتل البوطي، فالرجل استهلك تماماً، وانفض عنه الناس، والنظام في غالب الظن وراء قتله من باب خلط الأوراق». وقال الداعية السلفي السوري عدنان العرعور إن «البوطي ذهب إلى ربه وإلى أعدل العادلين، ونحن أهل السنة والجماعة لا نحكم على أحد بجنة أو نار وليس من شيمنا الشماتة بأحد». بينما تبرأ التيار السلفي في الأردن من حادثة إغتيال البوطي، محملاً السلطات السورية المسؤولية عن ذلك. من جهته، نعى اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت في مصر البوطي بعد اغتياله. كما أدان مفتي لبنان محمد رشيد قباني عملية الاغتيال واصفا إياها بالعمل الإجرامي. وأدانت بعض الفصائل الفلسطينية المؤيدة لدمشق مقتل البوطي. «ائتلاف» المعارضة السورية بالداخل والخارج يندد بشدة باغتيال البوطي القاهرة، دمشق (أ ف ب، د ب ا) - دان رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، اغتيال رجل الدين السني البارز المؤيد للنظام السوري العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قضى أمس الأول، بتفجير استهدف مسجداً شمال دمشق، واصفاً الاعتداء بأنه «جريمة بكل المقاييس». وقال الخطيب «نحن ندين بشكل كامل قتل العلامة الدكتور سعيد رمضان البوطي، ونقول إن ديننا وأخلاقنا لا تسمح أبداً أن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل»، مؤكداً أن «هذه جريمة بكل المقاييس، وهي مرفوضة تماماً». ورجح الخطيب وقوف نظام الرئيس بشار الأسد وراء اغتيال البوطي. وقال «يغلب على ظننا أنه (التفجير) من قبل السلطة». من جهتها، دانت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة التفجير الذي هز مسجد الإيمان بحي المزرعة في دمشق. وجاء في بيان صادر عن مكتب الإعلام في هيئة التنسيق- فرع المهجر أمس، أن الهيئة تدين وتستنكر «التفجير الإجرامي الذي راح ضحيته العالم الجليل الدكتور البوطي». ودان البيان «هذا العمل الإجرامي أياً كان مرتكبه ومهما كانت ذرائعه، خاصة أنه تم في دار للعبادة التي من المفترض أنها دور سلام ويوجد بها دائماً جموع من المدنيين الأبرياء» مشيراً إلى أن «هذا التفجير لعمل إرهابي مشين لا يقبل ولا يغتفر أن تسفك فيه الدماء السورية البريئة». كما دان تيار بناء الدولة الذي يتزعمه المعارض السياسي لؤي حسين في بيان، مقتل البوطي، مؤكداً أن دوامة العنف التي تجتاح سوريا سببها النظام، محذراً من أن العنف يطال الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©