الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيرلسكوني... هل يدخل في أزمة مع الفاتيكان؟

بيرلسكوني... هل يدخل في أزمة مع الفاتيكان؟
5 سبتمبر 2009 02:31
يواجه رئيس الوزراء الإيطالي خلافاً كبيراً بينه والفاتيكان ربما يعرض حكومته الحالية لخطر كبير في بلد تغلبه الديانة المسيحية الكاثوليكية. وعلى رغم أن الأزمة الأخيرة هذه ليس مصدرها إحدى فضائحه الشخصية المعروفة التي تسببت له في عدة كوارث سياسية من قبل، إنما مصدرها مقال افتتاحي نشر في صحيفة II Giornale وهي صحيفة يومية محافظة يملكها شقيقه «باولو». ففي يوم الجمعة الماضي، نشر شقيقه مقالاً افتتاحياً هاجم فيه الأسقف «دينو بوفو» رئيس تحرير صحيفة «أفنيري» اليومية التي يصدرها «مؤتمر الأساقفة الإيطاليين»، الذي يتولى إدارة الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية. وأثار المقال شكوكاً في الماضي الأخلاقي للأسقف، بما في ذلك إجراء مكالمات هاتفية هدد خلالها زوجات أحد أصدقائه السابقين. وعليه زعم المقال إن ذلك الماضي المنحرف لا يؤهل الأسقف «دينو بوفو» لأن يكون قدوة أخلاقية لمجتمعه. وفي ذلك الطعن إشارة إلى مقال سابق نشرته صحيفة «أفنيري» انتقدت فيه السلوك الشخصي لرئيس الوزراء من قبل. تعليقاً على المقال المذكور، قال «باولو روداري» محلل صحيفة II Foglio اليومية المتخصص في شؤون الفاتيكان: «هذه خطوة كبيرة وعلى درجة من المغامرة والخطر، أن تتجرأ صحيفة يومية على مهاجمة شخصية بكل هذه الأهمية في الكنيسة. فتوجيه الانتقادات العلنية الحادة للأسقف «دينو بوفو» يصل إلى حد الانتقاد العلني لأحد كبار كرادلة الفاتيكان. وبما أن صحيفة الأسقف هي الصحيفة الناطقة بلسان «مؤتمر الأساقفة الإيطاليين»، فهي تمثل واجهة للمؤسسة الدينية الإيطالية دون شك». وبينمـــــا نشــــــرت صحيفــــــة II Giornale وثيقة قضائية تظهر التماساً تقدم به الأسقف «بوفو» للمحكمة بقبول تسوية يقترحها بدفع غرامة مقدارها 516 يورو عن المضايقات، التي سببتها مكالماته لزوجة صديقه، إلا إنها لم تنجح في نشر ما يثبت الانحراف الذي وصفت به الأسقف. ومن ناحيته نفى الأسقف كلاً من التهمتين المنسوبتين إليه، قائلاً إن قبوله لتلك التسوية لم يكن إلا تفادياً منه للمزيد من المتاعب التي ليس لها ما يبررها. يجدر بالذكر أن الصحيفة واصلت هجومها على الأسقف رغم الانتقادات التي وجهت إليها من قبل المؤسسة الدينية الإيطالية. فبينما نفى «مؤتمر الأساقفة الإيطاليين» الاتهامات المنسوبة للأسقف، وصفت ما ورد فيها من تجريح لشخص «بوفو» بأنه شبيه بالتحذيرات التي توجهها عصابات المافيا للأفراد الذين تستهدفهم. ومن جانب آخر صعّدت «الفاتيكان» تلك الاتهامات، واصفة إياها بأنها تمثل هجوماً عليها من قبل رئيس الوزراء نفسه. وعلى إثر نشر تلك الافتتاحية، سارع الكاردينال تارسيسو بيرتون، وزير خارجية الفاتيكان، لإلغاء مأدبة عشاء كان متفقاً عليها بينه وبيرلسكوني. وعلى حد قول المحلل روداري، فإن تحسين علاقة أي حكومة إيطالية بالفاتيكان يعد أمراً بالغ الأهمية لاستمرارها وبقائها. واستطرد المحلل إلى القول: لست أدري ما إذا كان بيرلسكوني متورطاً شخصياً في هذا الهجوم الصحفي، لكنه بات الآن في مواجهة أزمة حقيقية مع الفاتيكان. والغريب أن هذا الخلاف قد تصاعد بسرعة كبيرة وغير متوقعة. فقبل أربعة أيام فحسب كانت تربط بين حكومة بيرلسكوني والفاتيكان أقوى علاقة يمكن تصورها بين المؤسستين السياسية والدينية. يذكر أن فضائح بيرلسكوني الخاصة، ألحقت ضرراً بسمعته داخلياً وخارجياً، إلا أنها لم تفسد علاقته مطلقاً بالفاتيكان. هنا يقول روداري: فالفاتيكان لا تكترث كثيراً لما يفعله بيرلسكوني أو أي قائد سياسي آخر بحياته الشخصية، فهذا أمر يخصه، بقدر ما تهتم الفاتيكان بإجراء القائد السياسي أياً يكن، سلسلة من الإصلاحات المحافظة في البلاد. وطالما وجه الكاردينال بيرتون -وزير خارجية الفاتيكان- دعوة عشاء خاصة للسيد بيرلسكوني، فإن ذلك يعني حرص الفاتيكان على طمأنته وإطلاعه على أن كل شيء يسير على ما يرام. وعلى رغم صمت الفاتيكان على فضائح بيرلسكوني السابقة، فإن بعض الأساقفة هاجموه علناً عبر صحيفة «أفنيري» الرسمية الناطقة باسم مؤسستهم الدينية. وهناك من يعتقد الآن أن ما نشر من هجوم على الأسقف يلحق ضرراً بالمؤسسة الدينية أكثر مما يلحقه ببيرلسكوني. من بين هؤلاء المحلل «روداري»، الذي يعتقد أن الفاتيكان لم تُمس مباشرة بهذه الفضيحة المنسوبة إلى أحد أساقفتها، إلا إن صحيفة أفنيري ومن يقفون وراءها، لم يعد لهم ما يطمئن الجمهور على استقامتهم الأخلاقية والسلوكية. آنا موميجليانو- إيطاليا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©