الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتزاع الجنوب··· حلم!

6 يوليو 2008 23:12
تعتبر الفترة الفاصلة بين الانتخابات التمهيدية والمؤتمرين الوطنيين للحزبين ''الديمقراطي'' و''الجمهوري''، واللذين يتم فيهما اختيار مرشح كل واحد من الحزبين للانتخابات الرئاسية بشكل رسمي··· فترةً مواتية بالنسبة لحملتي المرشحين لشرح وتوضيح مخططاتهما لتوسيع الخريطة السياسية· هذا العام ليس استثناء، إذ يشير مستشارو حملة أوباما إلى أن بإمكان أول مرشح للانتخابات الرئاسية من أصل أفريقي، وينتمي لأحد الحزبين الرئيسيين، أن يراهن على مشاركة أكبر للناخبين السود لتحقيق سلسلة من الانتصارات في الولايات الجنوبية· ولما كان نصف الأميركيين المنحدرين من أصول أفريقية يعيشون في الولايات الإحدى عشرة التي كانت تشكل الكونفدرالية الجنوبية (كانت تسعى للانفصال عن الاتحاد)، فإن الفكرة قد تبدو قريبة من الصواب· لكنها خاطئة لأن انتزاع أصوات الناخبين في الجنوب من الجمهوريين ليست بهذه البساطة· فثمة أسطورتان خاطئتان حول التصويت العرقي في الجنوب تقفان وراء الفكرة القائلة باحتمال فوز أوباما في أماكن مثل جورجيا ونورث كارولاينا وميسيسيبي· الأسطورة الأولى تتمثل في أن مشاركة الأميركيين من أصول أفريقية في الانتخابات بالجنوب متدنية· والحال أن الناخبين السود ممثَّلون على نحو جيد ضمن مجموع عدد الناخبين في جنوب البلاد· فقد بلغت نسبة الأميركيين من أصول أفريقية في الولايات الإحدى عشرة الجنوبية التي كانت تشكل الكونفدرالية الجنوبية، حسب مكتب الإحصاء، 17,9 من السكان البالغين سن التصويت و17,9% من الناخبين الفعليين· وعلاوة على ذلك، فإن الناخبين السود يذهبون إلى مكاتب الاقتراع بمعدلات عالية مقارنة مع الناخبين البيض· بعبارة أخرى، فإن احتمال ذهاب سباك أسود في الأربعين من عمره راتبه السنوي 60000 دولار هو، في المتوسط، أعلى من احتمال ذهاب رجل أبيض من خلفية مماثلة· الأسطورة الثانية تتمثل في أن المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين يبلون بلاءً حسناً في الولايات الجنوبية التي تعيش فيها أعداد كبيرة من الأميركيين من أصول أفريقية· والحال أن العكس هو الصحيح، لأنه كلما كان ثمة عدد كبير من السود في ولاية جنوبية، كلما زاد احتمال تصويت الناخبين البيض للجمهوريين· ولعل ميسيسيبي، وهي الولاية التي تضم أكبر نسبة من الأميركيين من أصول أفريقية على الصعيد الوطني، مثال جيد على مدى صعوبة مهمة أوباما في الجنوب· فقبل أربع سنوات، تغلب الرئيس بوش على جون كيري هناك بـ20 نقطة· وعلى سبيل المجادلة، دعونا نفترض أن أوباما سيستطيع رفع مشاركة السود في الانتخابات في ميسيسيبي إلى ما نسبته 39% من مجموع أصوات الناخبين على صعيد الولاية، مقارنة مع 34% عام ،2004 وذلك حسب استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع· ثم لنفترض أن أوباما سيفوز بـ95 من أصوات أولئك الناخبين، مقارنة مع الـ90 الذين صوتوا لكيري قبل أربع سنوات· في حال حدوث ذلك، ستكون أصوات السود قد منحت أوباما 37% من الأصوات على صعيد الولاية· لكن للحصول على الـ13 الباقية التي يحتاجها للحصول على أغلبية، سيحتاج أوباما لإقناع 21% من الناخبين البيض في ميسيسيبي لدعمه· يبدو ذلك سهلاً، أليس كذلك؟ والحال أن 14% فقط من ناخبي الولاية البيض دعموا كيري· وبالتالي، فسيتعين على أوباما أن يرفع هذا العدد بـ7 نقاط مئوية، أي بزيادة نسبتها 50%· صحيح أن أوباما بذل جهوداً جبارةً لاستمالة وجذب الديمقراطيين البيض في ولايات مثل أوهايو وساوث داكوتا، إلا أنه من غير المرجح أن ينجح في جذب ثلاثة ناخبين بيض في ميسيسيبي عن كل اثنين صوتوا لكيري· ثم علينا أن نعلم أيضاً أن هذا التحليل لا يأخذ في عين الاعتبار إمكانية ازدياد مشاركة الناخبين البيض في التصويت أيضاً· فصحيح أن ''قانون حقوق التصويت'' الذي تم تمريره عام 1965 نتج عنه ارتفاع كبير في تصويت السود في الجنوب، إلا أنه جعل كذلك الكثير من الجنوبيين البيض يسجلون أنفسهم في القوائم الانتخابية ويصوتون أيضا للجمهوريين· توماس سكالر أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©